يجهل الناس خطر المنتجات البلاستيكية التي يتم فيها تعبئة السوائل و الأطعمة و لأن المسألة لا تقف عند هذا الحد بل تتجاوز ذلك إلى الأطفال و غذائهم و إلى قوارير الرضع البلاستيكية و أواني الطعام و الشراب و الألعاب و الحقن البلاستيكية لذلك كله عاد الحديث عن مخاطر البلاستيك إلى الواجهة و بقوة و في بلادنا يتزايد استخدام البلاستيك لاعتبارات أهمها أنها خفيفة الوزن ورخيصة الثمن و سهلة الصنع و تستعمل في مجالات عديدة لذلك يتم التغاضي عن مشاكلها البيئية والصحية و الجمالية إذ أنها تؤثر على جمالية المدن وخصوصا ًالسياحية منها نتيجة تتطاير الأكياس لتعلق بالأشجار و تناثر العبوات البلاستيكية فالرياح تقوم بنقل الأكياس الخفيفة الوزن إلى الأشجار و النباتات فتؤدي إلى حجب الضوء مسببة عدم استكمال عملية التمثيل الضوئي مما يؤدي بالتالي إلى خلل في نمو النباتات كم أن المواشي تأكل الأكياس المتناثرة فتتعرض للاختناق والموت . و يتسبب البلاستيك بفناء العديد من الأحياء البحرية و لاسيما الحيتان و السلاحف البحرية و الطيور و الأسماك نتيجة لتناولها الأكياس الموجودة في المسطحات المائية و هذا ما تؤكده الدراسات التي أشارت إلى أن حوالي مليون طائر بحري يقتل سنويا نتيجة التهامه الأكياس كما أن هذه الأكياس تلتصق أيضا بالشعاب المرجانية مما يؤدي إلى اختناقها . وهناك اختصاصيون يحذون من استخدام البلاستيك أو النايلون في نقل الطعام و حفظه مثل الخبز و الفول وغيره لما له من مخاطر على الصحة العامة بخاصة إذا كان بداخله مواد غذائية ساخنة فالمواد المسرطنة و المصنوعة منها الأكياس لها القدرة على التفاعل مع المواد الدهنية و المواد الغذائية الساخنة فالمادة البلاستيكية تحتوي على فينالات تذوب في الغذاء و تنتج عناصر وراثية و تسبب سرطانات في الكبد و الرئة كما أن استخدام هذه الأكياس أدى إلى وجود متبقيات من مادة البلاستيك في دم الإنسان و استعمالها في نقل الخبز الساخن و حفظه يؤدي إلى زيادة عدد المصابين بالأورام الخبيثة. و يؤدي استعمال البلاستيك في حفظ بعض الأغذية الحمضية و الملحية أيضا إلى حدوث تفاعلات بين مكونات العلبة والغداء الملحي أو الحامضي . وإذا فكرنا بالتخلص منه عن طريق الحرق فهذا يؤدي إلى إطلاق مركبات سامة جدا مثل الدايوكسيد المعروف بتأثيراته المسرطنة ما يسبب العقم عند الرجال و النساء و الإجهاض إضافة إلى صعوبات التعلم عند الأطفال و تدني مستوى الذكاء و خلل في الجهاز المناعي و مشاكل جلدية وصولا إلى مرض السكري و تشوهات جينية. و قد حذرت دراسة أميركية جديدة من إعادة استخدام القوارير البلاستيكية لكونها تحتوي على مواد مسرطنة حيث اعتاد الناس و بعد انتهاء محتوى القارورة على إعادة استخدامها بتعبئتها مجددا بالمياه أو العصير و هذا يعرض أجسامهم للعناصر المسرطنة .