أطلقت وزارة البيئة والمياه بدولة الإمارات العربية المتحدة، حملة «الإمارات خالية من أكياس البلاستيك» بهدف نشر الوعي حول خطورة عدم تحللها على البيئة وصحة الإنسان، والحد من مخاطر هذه الأكياس ومنع استخدامها مستقبلاً،وتستمر الحملة لمدة ثلاث سنوات تنقسم إلى مراحل عدة، الأولى تهدف إلى التعريف بالحملة وأهدافها، لتصبح الإمارات خالية من أكياس البلاستيك غير القابلة للتحلل في 2013م، والثانية ستعمل على التعريف ببدائلها، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتتمحور حول التعريف بالقوانين والتشريعات الخاصة بمواصفات ومقاييس الأكياس البلاستيك الممكن استخدامها، وبالتالي الحد من الاستخدام غير القابل للتحلل منها، ومنعه تماماً بعد أربعة أعوام. هذه الحملة في الإمارات كانت اليمن قد بدأت دقات طبول الخطر لها تدق ليسمع صوتها من به صمم...دقات كانت متأخرة لكن أصواتها تطرب الآذان هدفها أن تبرز اضرار استخدام الاكياس البلاستيكية على الفرد والمجتمع والبيئة في اليمن. الخطر يداهم بل يمكن أن نقول إنه قد داهم الجميع.. الضحايا في ازدياد هذا ماتؤكده حجم الأمراض المستعصية التي انتشرت بشكل مخيف في المجتمع ويتصدرها مرض السرطان الذي زهقت به أرواح كثيرة وللذين يبحثون عن سر هذا الزحف المخيف لهذا المرض يجب أن يعلموا أن السم قد يكون كامناً لهم على فوهة قارورة مياه معدنية بلاستيكية..أو كيس بلاستيكي التي اعتاد الناس على استخدامها بشكل يومي...ولكن الدراسات والأبحاث العلمية كشفت أن القارورة المصنعة من مادة البلاستيك التي يطلق عليها «البوليثلين» تحتوي على عناصر مسرطنة تدعى DEHA :eek2 وفي بلادنا تتطاير أكياس البلاستيك في الهواء وتنتشر على سطح الأرض تتزاحم مع النباتات والحشائش..دون حسيب أو رقيب!...والعالم يعلن الحرب عليها..بينما الناس هنا للأسف يتبارون عندما يدخلون المحلات التجارية والمطاعم والأسواق ويأخذون لكل مادة كيساً بلاستيكياً منفصلاً، اعتقاداً منهم أنها أسلوب ينم عن مستوى من التقدم والحضارة، بينما هم بذلك يحملون لأسرهم وأبنائهم سماً زعافاً..ولو عادوا إلى عادة أجدادهم وآبائهم الذين كان الواحد منهم يعرف بما يحمله بيده من كيس «زمبيل» مصنوع من سعف النخيل بشكل هندسي رائع به يذهب إلى السوق ويضع فيه كل مشترياته الباردة والساخنة..سلوك حضاري راقٍ اشتهرت به حضرموت ومدنها وقراها كافة..ضاع واندثر مع زحمة الحضارة الكاذبة التي لم تحمل معها إلا الأمراض التي لم يعرفها أجدادنا سابقاً. ومهما قيل عن أضرار البلاستيك إلا أن استخدامه في بلادنا يشكل مشكلة لأنه يستخدم على نطاق واسع..وقد أكدت الدراسات العلمية أن نقل أو حفظ الأطعمة والمواد الغذائية في الأكياس البلاستيكية أو النايلون أو العلب البلاستيكية يشكل خطورة على الصحة العامة للفرد وتلوث البيئة ويزيد من فرص الإصابة بالسرطان وخاصة إذا كانت الأطعمة ساخنة ، وترجع خطورة ذلك إلى المادة الكيميائية التي تدخل في تركيبه والتي يمكنها التفاعل مع المادة الغذائية خاصة إذا كانت المادة الغذائية قادرة على النفاذ داخل مادة الكيس فتتجانس مع الطعام. وأشارت هذه الدراسات إلى حدوث تفاعل بين العبوات والأغذية خاصة المواد الدهنية التي يسهل ذوبان المادة البلاستيكية بها حيث يحدث نفاذ الدهون من الغذاء إلى مادة العبوة البلاستيكية كمايحدث تسرب للمواد البلاستيكية إلى الغذاء. ويتوقف هذا التسرب على درجة الحرارة وطول فترة التخزين بداخل العبوة..ونصحت الدراسة باستخدام المواد المستخدمة من المواد الطبيعية والتي لها خاصية إعادة التصنيع مثل الورق والزجاج، وضرورة استبدال وضع الخبز وهو ساخن باستعمال سلة خاصة له أو أكياس ورقية أو كرتونية مصنوعة من مواد نظيفة وليس عليها أحبار للطباعة كذلك وضع مياه الشرب في زجاجات بدلاً من العبوات البلاستيكية ، كما حذرت منظمة الصحة العالمية من الاستعمال المتزايد للأكياس المصنوعة من البلاستيك لمالها من تأثير خطير على الصحة العامة وعلى التزايد المستمر في أعداد المصابين بالسرطان حتى بين الأطفال، وأكدت أن حرق الأكياس في القمامة ينتج عنه تصاعد مركب كيماوي صعب التحلل مميت في شكل مادة «الديوكسين» المحرمة دولياً، ويتسبب أيضاً في سحابة سوداء، وهذا ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أن نسبة مادة الديوكسين زادت مؤخراً في ألبان الأمهات المرضعات نتيجة الملوثات التي تعد السبب الرئيسي وراء الارتفاع الكبير في الأمراض السرطانية، وهناك أيضاً مشكلة البلاستيك الملون حيث تضاف أحياناً إلى بعض المواد البلاستيكية اصباغ لإكسابها اللون المرغوب، يكون بعضها تركيبه غير ثابت فتتسرب إلى السلع الغذائية أو تذوب في بعض مكوناتها وتسبب حدوث مشكلات صحية للإنسان، وإضافة إلى ذلك فقد شاع استخدام الغشاء البلاستيكي اللاصق للأغذية لدى ربات البيوت في تغليف بعض الأغذية قبل حفظها في الثلاجة، ولذلك حذرت السلطات الصحية البريطانية من استخدام هذا النوع في تغليف الأغذية تفادياً لانتقال بعض مكوناته إلى الطعام خاصة عند احتوائه على الدهون كالجبن والزبد، كما ينصح بعدم استخدام البلاستيك اللاصق في تغليف الأغذية المراد تسخينها داخل أفران الميكرويف. هنا وبعد هذه الأسطر المتواضعة عن أخطار استخدام الأكياس البلاستيكية..ودعوة للوقاية من آثاره المدمرة لأن الوقاية خير من العلاج..فإنا نوجه دعوة للجهات والسلطات في الوطن إلى سرعة إغلاق مصانع الأكياس البلاستيكية كخطوة لمنع استيرادها بصورة أساسية للحد منها ومن ثم إعداد برنامج وطني لمكافحة ومحاربة والقضاء على استخدام هذه الأكياس تشترك في إعداده وتنفيذه الدولة والمنظمات والمؤسسات التي تهتم بالصحة العامة والبيئة داخلياً وخارجياً. وفي الأخير لابد لنا من كلمة لربات البيوت حفاظاَ على صحة الأسرة وسلامتها نقول لهن عليكن عدم وضع الأغدية الساخنة في أطباق بلاستيكية بما فيها المصنوعة من الميلامين تجنباً لحدوث تفاعلات بينهما، وأفضلية استعمال أدوات المطبخ المصنوعة من الخزف أو الزجاج لهذا الغرض ،وتجنب استخدام العبوات البلاستيكية التي تكون فيها المواد الملونة غير ثابتة أو تتأثر بالأحماض والزيوت والحرارة في حفظ الأغذية التي توضع فيها وعدم لف الأغذية بالغشاء البلاستيكي اللاصق قبل تسخينها داخل أفران الميكروويف وتجنب تخليل الخضروات كالخيار والجزر وغيرها داخل عبوات بلاستيكية ملونة، والنصيحة الأكبر هو الابتعاد عن المواد البلاستيكية كافة لأن ذلك أفضل لحياتنا وصحتنا ومستقبل أجيالنا وبيئتنا.