أوقفت السلطات الأمنية الجزائرية أربعة أشخاص على خلفية الاشتباه في تورطهم في العمل ضمن شبكة ذات صلة بجماعات متطرفة في سورية تعمل على تجنيد شباب جزائريين بهدف نقلهم للقتال في سورية، تحت لواء «جبهة النصرة» الإرهابية، التي مؤخرا بايعت ولاءها لرئيس تنظيم «القاعدة» الإرهابي أيمن الظواهري، وهي في الأصل تابعة له، وكانت فيما سبق جماعة «دولة العراق الإسلامية» وجاء على لسان زعيمها أبوبكر البغدادي، أن «النصرة» ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها. ونقلا عن صحيفة «الشروق» الجزائرية، كشفت مصادر مطلعة أن أربعة جزائريين من ولاية الشلف (غرب الجزائر) بينهم شخص كان يشغل منصبا قياديا في ما يسمى «الجيش الإسلامي للإنقاذ» قبل حله سنة 2000 والذي تم تأسيسه في 1993 وكان له قيادتان إحداهما في شرق الجزائر يطلق عليها «اللجنة العسكرية في الشرق» ترأسها عند تأسيسها مدني مزراق، والثانية غربية يطلق عليها «اللجنة العسكرية في الغرب». وقد التأمت اللجنتان أواخر سنة 1994 لتنسقا عملهما تحت قيادة مشتركة ونتج عن ذلك المؤتمر تسلم مدني مزراق رئاسة الجيش الإسلامي للإنقاذ، وهو ليس جيشا نظاميا بل تنظيما إرهابياً،وهو الجناح المسلح لحزب»جبهة الإسلامية للإنقاذ» المحل أيضاً، وهذا التنظيم كان يقف وغيره من المجموعات الإرهابية التي ارتكبت مجازر كثيرة في الجزائر بحق الشعب من مدنيين وسياسيين وعسكريين ومثقفين خلال العشرية السوداء التي مرت بها، فكانت لا تميز بين ذكر أو أنثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن، وطرقها في القتل كانت وحشية، وكان التكفير هو المبرر الذي إستعمله الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم «كافرا»وكان المبرر الآخر هو انضمام الأهالي إلى النظام الجزائري أو من يسمونهم بالموالين للحكومة، وهو نفس ما يحدث اليوم في سورية، ومن المثير للنقاش والجدل أن أسماء وأوصاف وتعريفات هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم ولاة أمر في سورية هي نفسها التي تم التقيد بها في الجزائر. وبالعودة إلى قضية المتطرفين الموقوفين في الجزائر، فقد أكدت المصادر عينها أنها جاءت بعد الاشتباه في تورطهم في ربط اتصالات مع شبكة تنشط في الجزائر لها علاقة بجماعات متطرفة في سورية وليبيا وتونس، تعمل على تجنيد شباب جزائريين من اجل الانتقال إلى سورية والانضمام إلى «جبهة النصرة في الشام» الإرهابية. وقالت المصادر: «إن العناصر الموقوفة جرى التحقيق معها حول علاقتها بالشبكة المذكورة قبل أن يتم إخلاء سبيل اثنين منهم، فيما لايزال الآخران رهن التحقيق على ذمة التحقيق منذ ثمانية أيام». من جهتها ، أكدت الصحيفة أن هذه الحادثة الأمنية، جاءت في ظل الحديث عن شبكة تعمل على تجنيد جزائريين من أجل الانتقال ل»الجهاد» في سورية تحت لواء «جبهة النصرة.