جميل أن تُرفع خيام الخديعة وأن ينسدل ستار المسرحية في مشهد واحد يحكي براءة الشباب من هذه العصابة التي أساءت لكل عناوين الشرف والمرحلة! المشهد الاختلاسي لرفع خيام ساحة التغيير في صنعاء مساء الخميس الماضي كان مُلهماً بالحيثيات التي تشرح كيف أن من يغزو ساحتك السلمية ويصادر دعوتك الوطنية بعقلية لصوصية سخرت كل أحلامك ووطنيتك في سبيل مسرحية فوضوية أبطالها مراكز الفساد في النظام السابق، وجماهيرها حشود إخوانية وحزبية تشدقت وخَدعت وخُدعت على امتداد زيف المرحلة، مشهد مُلهم يحكي كيف لهذه العقلية التي تغزو ساحتك وعناوينك بلصوصية، أن تنسحب باختلاسية متفادية دوي الفضيحة وعار المشهد! فمساء الخميس الماضي وبدون سابق إعلان خرجت علينا ببغاوات "اللعنة" التنظيمية فجأة ببيان "عرمرمي" يعلن "تعليق الاعتصام ورفع الخيام"، يلحقها بقليل تغريدة للناشطة السلمية الوديعة والمؤيدة للحوار الوطني تقول "لو كانت الثورة خيمة لكان القذافي ثائراً نحن قررنا أن نرفع ،الوطن صار ساحة مفتوحة للحرية والتغيير"!! ثم تبدأ مراسيم رفع الخيام في ليل!! هذا المشهد الاختلاسي العجيب يؤكد أن هؤلاء لم يكونوا أصحاب "ثورة" وطنية بقدر ما كانوا مواطئا في خدمة مراكز الفساد في النظام، ليقودوا إفكاً ثورياً غير مسبوق يهدف إلى التقاسم السياسي المُسخر في خدمة مراكز الفساد في النظام السابق لا أقل ولا أكثر! فإذا كانت اللجنة التنظيمية والساحة "شبابية" فلماذا تم رفع الخيام بغتة وفجأة وعلى استحياء؟! ولو كانت "ثورة" أو نصراً وطنياً لسبقها بالضرورة مهرجان واحتفال مفتوح يليق بالمناسبة وختام المرحلة المشرفة. ولكنها في الحقيقة لم تعد أكثر من بقايا "لوكندة" إخوانية مليئة بالزيف والسِباب من الهارعين في الأرض بلا مأوى أو وطن، وإلى جوار "مترس" حوثي هائم ورافض لهم! ولا تعرف تحديداً ماذا تريد ولمن تغني؟!! وأنا أعتقد أن هذه القوى التي أصدرت القرار الآن قد أدركت أن هذه الساحة التي حمتهم طوال الأزمة لم تعد ذات جدوى، فلا يعقل أن تبقى خيام "الخديعة" لمجرد حماية "الحديقة"!! عموماً... ما أعرفه أن ساحة التغيير ليست خياماً ولا شوارع، بل مقر لخطاب من الوطنية والسلمية والقيم والرؤى ما يجعلها مقراً للتغيير الوطني النزيه، وهي لم تعد كذلك من خلال اغتيال هؤلاء لهذه الساحة منذ فترة .. وهنا أؤكد أن الساحة الشبابية قد همست في أذني منذ أكثر من عام ونصف محتضرة (( ألا ليت "الشباب" يعود يوماً ..... لأخبره بما فعل بي "الإخوان")) فما رفع الخيام إلا عملية سياسية للصوص التغيير وأعداء المدنية، وهي اليوم أشبه ب"إعدام ميت" لا أكثر، وكما قيل فإن البعرة تدل على البعير.. وأي بعير .. البعير العربي! عموماً قولوا ... رفعت الخيام وزُفت ال(سُخُف)! عذراً ...الوطن ليس مغنماً للجبناء... والثائر ليس شيطاناً أخرس.