رنا طفلة لم يتجاوز عمرها 6 سنوات دفعت حياتها ثمنا لحقد جارتها وغيرتها من ثراء أسرة الضحية . وكان الفقر الشاهد الوحيد على الواقعة التي شهدتها منطقة البدرشين جنوبالقاهرة وخرجت عن بكرة أبيها تطالب بالقصاص من القاتلة ،وفي منزل الضحية رنا أصبح الحزن ضيف الأسرة الجديد بعد أن رسم صورة نجلتهم الفقيدة أمام أعينهم بأقلام لن يمحوها الزمان. وكانت أسرة رنا ثرية بما يجعلها تعيش رغداَ. فيما كان هناك من ينظر لهم بعين الحقد والحسد بعد أن لازمه شبح الفقر والهوان. لم تكن تعلم رنا أنها ستدفع ثمن ثراء والدها،وبدأت أولى حلقات الغيرة من أسرتها حينما أخذت المتهمة فوز بافتعال المشاكل مع والدة رنا لتتربص لها دون أي سبب سوى أنها تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعهم ولا تراهم سعداء . وفكرت فوز في كيفية توجيه ضربة موجعة لأسرة المجني عليها الى أن انتهت الى أنها ستصيبهم في فلذة كبدهم وتتخلص منها إلى الأبد ،وقد استغلت وجود الطفلة رنا مع ابنها في الشارع وبدأت في مداعبتها حتى استطاعت أن تدخلها إلى منزلها لتقوم بخنقها بكل وحشية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة واتفقت مع زوجها على التخلص من الجثة ، وحمل الزوج الطفلة وألقاها في منزل مهجور ،وفيما كانت أسرة المجني عليها تبحث عن طفلتهم،حاولت فوز إخفاء جريمتها وتظاهرت بتعاطفها مع الأسرة وأخذت تبحث معهم ،الى أن عثر على الجثة داخل المنزل المهجور. حملت الأسرة طفلتها وذهبت بها إلى الوحدة الصحية لعلها مازالت على قيد الحياة ولكن كانت الصدمة الكبرى رنا فارقت الحياة .. لتبدأ صرخات الجميع والنحيب على فلذة كبدهم واغمي على الأم وافترش الأب الأرض حزناً على ابنته وما هي إلا لحظات حتى وصل إلى بيت الضحية جموع غفيرة من المعزين الذين توافدوا بعد حادثة مقتل رنا من نساء وشيوخ وتلاميذ ومعلمي المدرسة حيث تدرس الضحية . "لن أراك مرة أخرى" بهذه الكلمات تحدثت أم رنا التي يداها كانتا فوق نعش ابنتها ،حاول الجميع مواساتها لكنها لم تستطع تمالك نفسها خاصة أن ابنتها قتلت بطريقة بشعة وصراخ جدة رنا لم يتوقف لارتباطها بالضحية ولم تتحمل فراقها حيث كان ينتابها نوع من الهيستيريا . وكانت مباحث الجيزة قد تلقت إشعارا يفيد عثور الأهالي على جثة طفلة بمنزل مهجور تدعى رنا حمودة حيث عثر الأهالي على حذائها ملقى بأحد الشوارع الجانبية لمنزلها. وبمناظرة الجثة وجد بها آثار خنق وسحجات بالرقبة وكشفت التحريات بعدم وجود أي خلافات بين أسرة المجني عليها وآخرين. تم وضع خطة بحث وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة جارة المجني عليها وتدعى فوز ناجي وبضبطها أقرت بأنها فقيرة ودائمة الغيرة من والدة المجني عليها (رنا) وأنه قبل وقوع الحادث بيوم حدثت بينهما مشادة كلامية . ويوم الحادث عندما عادت الطفلة رنا من المدرسة طرقت باب شقتها فلم تجد والدتها مما اضطرها للهو في الشارع بصحبة ابن جارتها القاتلة فوز، وعندما قامت المجني عليها بضرب ابن فوز قررت الأخيرة التخلص من الطفلة فقامت بخنقها ولكي تبعد عنها شبهة القتل أخذت تبحث مع والدي المجني عليها عن الطفلة التي قامت بقتلها دون علم أحد وقامت بإخبار زوجها بأنها عثرت على جثة الطفلة بالصدفة أعلى سطح منزلهما وطالبته بسرعة التخلص منها وإلقائها في منزل مهجور بجوار منزلها بالبدرشين. وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على المتهمة واعترفت بارتكابها الواقعة وأحالها مدير أمن الجيزة الى النيابة العامة وأمام فريق النيابة قامت المتهمة بتمثيل الجريمة للوقوف على ملابساتها كما أمرت بحبس المتهمة على ذمة التحقيقات وإحالتها الى محاكمة عاجلة.