]مازالت عدن حاضرة في قلوبنا وأحاسيسنا ووجداننا لكننا نراها اليوم حزينة مستغربة منا ما نفعله بها.. حكايات اسمعها عنها من هنا وهناك وكأنني أقوم بعملية استبيان أو استطلاع من أناس كثيرين يسردون عليَّ قصصاً لما يحدث فيها. قابلني شخص وقال لي: أين ذهبت الأخلاق قلت له:خير إن شاء الله. قال: رأيت بأم عيني أناساً يرمون القمامة أمام مسجد العيدروس مقابل مقام ولي الله ويرمون القمامة داخل حوش المقبرة في المسجد، ورأيت ناساً يحاولون السطو على مساحة المقبرة لغرض البناء الخاص، وأشياء كثيرة منها البناء العشوائي والاعتداء على الممرات العامة والمحددة للمارة والعبث بحفر الطرق والشوارع وسرقة الماء والكهرباء وإغلاق الطرق وتكسير الحواجز، عدم رفع مخلفات البناء والعبث وتشويه المناظر الحلوة فيها. لعدن محبون كثيرون لكنهم مصدومون من هذا العبث الذي يحدث فيها.. قرأت قبل أيام عن إنشاء هيئة التنمية في محافظة عدن برئاسة د. عبدالعزيز صالح بن حبتور وكذلك جمعية من المجتمع المدني، وشباب كثيرون منتظرون عمل الكثير لإنقاذها وأناس صالحون يريدون أن يسهموا بعمل وفعل الخير فيها لديهم الإمكانيات لتقديم المساعدة بما يملكونه من أموال لتصحيح كثير من الأمور لكنهم لا يعرفون أين هي الجهة التي يلجؤون إليها فصاروا عاجزين ولا يريدون أن يفصحوا عن أنفسهم خوفاً من أن تذهب مساعدتهم هباءً منثوراً. عدن تحتاج للجنة ولجان وحكومة كاملة شاملة بقدرات كبيرة وصلاحيات قوية تمنع الممنوع وتسمح للمسموح. حكومة مصغرة فيها نخبة من كبار الرجال والمهندسين والمثقفين والخيرين والمحبين وممن تنطبق أقوالهم بأفعالهم محبوبون بين الناس. يجب أن نتكاتف من أجل عدن والعمل الجاد المنقذ النابع من القلوب لهذه المدينة والمحافظة والعاصمة. حسب علمي الصادق أن لعدن محبين كثيرين يريدون لها الخير والتغيير المنشود الذي ينتشلها بقوة من كل هذه السلبيات التي دخلت عليها وحب عدن والإجماع على نهضتها يحتاج إلى توعية وأفعال مع الأقوال الصادقة لأنها وكل من فيها قمة في الحضارة والفهم والرقي والاستجابة والسلام. إذا حضرت النية فلن تأخذ وقتاً طويلاَ في تصحيح كل الأشياء التي عملت على تشويهها، وسوف تعود بحلة وثوب جديد فقط ابعدوا عنها كل عبث واتحدوا من أجلها اتحاداً ليس فيه شك أو شكوك اتحاداً نعمل فيه جميعاً بهدف واحد ورؤية واحدة هي (من أجلك يا عدن سوف نتحد ونعمل) وبهذه الأمنية اختتم مقالتي واشكر كل قارئ يتمنى ما أتمناه والخير لك يا عدن ولكل سأكنيك وكل محبيك قادم إن شاء الله.