تشهد مديرية المحفد في محافظة أبين انتشارا واسعا ومخيفا لحمى الضنك منذ أواخر شهر رمضان الماضي في ظل استمرار توقف مستشفى المديرية عن العمل وغياب الأطباء وأيضا عدم استجابة إدارة الترصد الوبائي في المحافظة التي تم إبلاغها من قبل مدير مكتب الصحة الجديد في المديرية الأخ محمد عاتق وأوضح محمد عاتق قائلا: " إن عدد الحالات التي تصل إلى العيادات الخاصة تقدر ب 50 إلى 70 حالة يوميا وان المكتب بحاجة ماسة إلى تحرك عاجل من قبل مكتب الصحة والوزارة لمساعدة المكتب في مواجهة هذه الحالة الطارئة والعمل على إنقاذ أرواح المواطنين في هذه المديرية". وقد قام وفد طبي من جمعية وقاية بلا حدود الخيرية في أبين بزيارة عاصمة المديرية في يومي الأربعاء والخميس الماضيين وتولى معاينة عدد من المرضى الذين تواجدوا في العيادات الخاصة، وقد أكد التشخيص السريري أنها حالات مشتبه اصابتها بحمى الضنك إلا أن تشخيصها النهائي يتطلب فحصا مخبرياً لا يتوفر في المحافظة. من جانبه أكد الدكتور الدوبحي رئيس جمعية وقاية بلا حدود الخيرية أثناء زيارته إلى المحفد أن الوضع الوبائي لحمى الضنك يشمل عددا من القرى حول مركز المديرية وفي الشغيب وكفاءة وانه في بداية موجة وبائية واسعة ستشهدها المديرية وعدد من المديريات المجاورة في محافظتي أبين وشبوة خلال الأسابيع القادمة خصوصا وان أمطارا غزيرة قد هطلت على هذه المحافظات خلال الأسبوعين الماضيين ولازالت وهو الأمر الذي يساعد على انتشار البعوض الناقل لحمى الضنك والمتواجد بكثرة في هذه المناطق. وأشار إلى أن عملية معالجة المرضى تتم بطريقة غير صحيحة وأنها تكلف المواطنين خسائر مادية لا يقدر معظمهم على تحملها وأيضا لصعوبة المواصلات بين القرى ، ودعا كل الجهات المعنية إلى ضرورة الإسراع في مساندة مكتب الصحة في المديرية والجمعية التي تنوي إرسال فريق طبي إلى المحفد في الأسبوع القادم وهو بحاجة إلى توفير المواصلات والأدوية والمحاليل المخبرية اللازمة. وفي السياق ذاته ناشد مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب المنظمات الإنسانية بسرعة تقديم المساعدات الوقائية والعلاجية للمواطنين في مديرية المحفد محافظة أبين لمواجهة وباء حمى الضنك الذي يفتك بالمواطنين. وبلغ عدد الحالات المسجلة إلى يوم الخميس 29 أغسطس أكثر من 2000 حالة، خاصة أن نداءات السلطة المحلية بالمديرية والمواطنين لم تجد من يستجيب لها حتى اللحظة. وورد في النداء الصادر عن مركز عدن أن فريق عمل من المركز كان في زيارة للمحفد وعاد الجمعة، قد وجد حالات مأساوية نتيجة انتشار وباء حمى الضنك الذي أصاب أسرا بكاملها خاصة أن مستشفى المديرية لا يعمل ولا توجد سوى عيادات خاصة متواضعة لا تقدم الخدمات الضرورية للمرضى.
