تنتشر حمى الضنك في مديرية المحفد من محافظة أبين منذ أواخر شهر يوليو الماضي حيث سجلت العيادات الخاصة أكثر من 2000 إصابة وقد تراوحت حالة الإصابة المبلغ عنها من 40-60 حالة يوميا وهناك اسر بأكملها أصيبت بحمى الضنك خلال أيام العيد ولازال المرضي ينتشر من قرية إلى أخرى في عدة مراكز منها كفاءة والشغيب ولباخة والمحفد المدينة . وبحسب إفادة الأخ محمد عاتق مدير مكتب الصحة المعين حديثا ل"عدن الغد" فان الخدمات الصحية في المديرية شبة مشلولة وبحاجة إلى تقييم شامل وإعادة تأهيل عاجلة وخاصة مستشفى المديرية الذي يعتبر العمود الفقري للخدمات الصحية العلاجية والوقائية كما أوضح بان مكافحة حمى الضنك تتطلب هي الأخرى فوق طاقة المكتب ولابد ان تتدخل الوزارة وبقية الجهات المانحة حيث وان الأمر يصلح حد الكارثة .
وفي الجانب الأخر زار المديرية فريق طبي من جمعية وقاية بلا حدود الخيرية أبين خلال 28و29 أغسطس حيث قام بعملية ترصد وبائي أولية ومعاينة المرضى الذي تكدسوا في العيادات الخارجية وزيارة بعض القرى في مركز الشغيب ومقابلة ميدانية مع السكان المصابين تفيد كلها بحسب تحليل د صالح الدوبحي اختصاصي علم الوبائيات ورئيس الجمعية ان فيروس حمى الضنك هو المسبب المحتمل لهذه الفاشية الوبائية.
وتدل كل المؤشرات السريرية وأيضا الوبائية على ذلك ولكن لا بد ان يتم التأكيد مخبريا في المختبر المركزي للصحة العامة في عدن كونها الجهة الرسمية الوحيدة المعترف بنتائجها . وأشار الدكتور الدوبحي إلى ان وباء حمى الضنك أصبح مرضا مستوطنا في محافظة أبين وان توفق أنشطة الترصد الوبائي وأيضا حملة المكافحة الحشرية قد أسهمت في استمرار انتقال الفيروس بين المواطنين والذي تزداد حدته في موسم الأمطار مثل الذي تشهده البلاد هذا العام وهو ما يبشر بارتفاع كبير في كثافة البعوض ومن ثم زيادة في حالات الإصابة وتوسع رقعت انتشاره إلى مديريات ومحافظات مجاورة في الأيام أو الأسابيع القادمة .
واكد ان الوضع الحالي في مديرية المحفد يعد بمثابة جرس إنذار لمن يريد ان يسمع أو يرغب في تقديم الدعم لسكان هذه المديرية وإنقاذ أرواح بريئة على وشك ان تقع فريسة لهذا الوباء القاتل . وطالب الجهات الرسمية بكل مستوياتها ان تأخذ الأمر على محمل الجدية وان تسارع باتخاذ الإجراءات المطلوبة في مثل هذا الوضع وأيضا بإعلان مديرية المحفد مديرية موبوءة بحمى الضنك والملاريا المعروف توطنها ونوعها الخبيث القاتل في المحفد كما أبدا استعداد الجمعية على المشاركة الفاعلة بكوادرها الفنية في أنشطة المكافحة والوقاية من هذه الأمراض في هذه المديرية وأي مديريات أخرى من أرضنا الغالية . حيث وان معظم المعرضين للإصابة بهذه الأمراض هم من أفقر فئات المجتمع والتي تستنزف هذه الأوبئة كل ما تبقى لها من مدخرات لشراء أدوية وتكاليف العلاج والمواصلات بمبالغ خيالية معظمهم لا يملكونها ،ناهيك عن الوفيات الكبيرة والتي لا يمكن تعويضها.