ربوع خضراء واسعة تمتد عند حدود العراق الشمالية مع تركيا وإيران تنتشر فيها قمم جبال تغطيها الثلوج، ووديان...هي محمية طبيعية اليوم بعدما كانت منطقة نزاع مسلح على امتداد سنوات طويلة. فقد تحولت الأراضي الجبلية التي تقع عند المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، محمية طبيعية، بعدما كانت ساحة حرب دامية بين الفصائل الكردية ودول المنطقة، خصوصا الحكومات المتعاقبة على السلطة في العراق. وأعلنت حكومة إقليم كردستان العراق منتصف العام الماضي تحويل هذه الأراضي الجبلية محمية طبيعية ومنعت صيد الحيوانات وقطع الأشجار على امتداد ربوعها الخضراء. وبدأت الحياة تدب مجددا في هذه المناطق، وعادت الحيوانات البرية إلى مواطنها بعدما هجرت جبالها الشاهقة وأراضيها الخضراء التي هجرها الإنسان قبل ذلك بسبب الحروب المتكررة هناك. وأصبحت المنطقة التي تمتد لمساحة تقدر بنحو 1100 كيلومتر مربع، وتمتد على طول أقصى المثلث الحدودي بين العراقوتركيا وإيران، محمية يشرف عليها خبراء متخصصون من بينهم أجانب. وأطلق عليها اسم "محمية جبلي هلكرد وسكران" لأنهما أعلى جبلين في المحمية، وهي تقع على بعد 150 كيلومترا شمال مدينة اربيل عاصمة الإقليم، وتنتشر فيها جداول مياه عذبة من مياه الثلج الذي يتراكم خلال فصلي الخريف والشتاء، ويبقى على القمم حتى الربيع، على رغم ارتفاع درجات الحرارة هناك. وتعرف كذلك تلك المناطق، التي ترتفع 3600 متر عن سطح البحر، بكهوف ثلجية تتكون من الثلوج المتراكمة، وبحيرات عذبة على الجبال وبين الغابات الكثيفة والوديان. وعثرت قوات حماية البيئة في المنطقة في الشهر الماضي على نمر مقتول، في ثاني حادثة بعد مقتل نمر آخر من قبل بالخطأ على يد سكان محليين. وللوصول إلى هذه المحمية الطبيعية لا بد للسائح المرور بمناطق سياحية أخرى معروفة في شمال العراق، مثل "شلال كلي علي بك" و"شلالات بيخال" و"عيون جنديان الطبيعية" و"جبل كورك" ومدينة "رواندوز" التاريخية.