ناقشت ورشة عمل بعنوان التوعية المجتمعية لتأصيل الحوار كقيمة حضارية ومبدأ ديمقراطي ، فرص نجاح الحوار الوطني الشامل ومخاطر فشله ومدى أهمية الحوار في ظل ما نعيشه من اختلافات بين الأطراف السياسية والقوى المتنفذة في الوطن ومدى رفض الشارع الجنوبي لمخرجات الحوار الوطني الشامل وفي ظل وجود كل هذه التباينات في طرح الرؤى المختلفة والمصيرية ونحن نتحدث تحت شعار ينادى به "أن من حق أبناء الجنوب تقرير مصيرهم". فالمسؤولية على المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل النهوض ببلدهم و بناء الدولة المدنية الحديثة وحكمها الرشيد وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة وبناء جيش وأمن ولاؤهما للوطن. وبهذا الصدر أجرينا اللقاءات التالية: إزالة الفوارق الطبقية وآثار الصراعات الحزبية بداية تحدث إلينا الأخ مرزوق عبدالودود محسن المدير التنفيذي لمركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية قائلاً: إن المركز يهدف إلى المساهمة الفعالة في تحقيق التنمية من خلال تقديم رؤى وحلول علمية وموضوعية وواقعية للقضايا المجتمعية ومساعدة المواطنين والمؤسسات والعمل على تمكينهم من اتخاذ القرارات السليمة بما يضمن المشاركة بكفاءة وفاعلية في العمل التنموي..مشيراً إلى أن ورشة العمل حول التوعية المجتمعية لتأصيل الحوار كقيمة حضارية ومبدأ ديمقراطي كان من أجل تحقيق أحد أهداف المركز وهو قياس الرأي العام حول ظاهرة في المجتمع. وأوضح أن للحوار الناجح ثلاث استراتيجيات ضرورية وهي التكافؤ أثناء الحوار والاستماع بتعاطف للآخر ووضع الاقتراحات أمام الجميع دون إصدار أحكام مسبقة..مؤكداً أن الحوار الوطني الشامل الذي شاركت فيه جميع الأطياف السياسية والفكرية المختلفة والكل سيكون مساهماً في القرارات وهي مسؤوليتهم كافة في مستقبل بلدهم والنهوض به وذلك من خلال رسم ملامح الدولة المدنية الحديثة وحكمها الرشيد وأنظمتها المختلفة وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة وبناء جيش وأمن ولاؤهما للوطن والنظر بنظرة اعتبارية وإنسانية في القضايا ذات الأهمية كقضية الجنوب وقضية صعدة وتصفية النفوس من الأحقاد الماضية وإزالة الفوارق الطبقية وآثار الصراعات السياسية والحزبية القبلية. الحوار فرصة لبناء الثقة تحدثت الأخت سمية المشجري كاتبة صحفية عن أهمية الحوار بقولها: تقع مسؤولية الوطن على عاتق المتحاورين وحل المشكلات والصراعات والنزاعات، والحوار الوطني المنعقد في اليمن حالياً على مشارف الانتهاء وسيخرج بمخرجات لا نعلم هل ستكون مرضية لنا كجنوبيين، لكن الحوار يعتبر أحد أشكال التعاون والعمل على بناء الثقة المتبادلة بين المتحاورين.. مشيرةً إلى أنه يهدف إلى توفير فرص للمتحاورين لاختراق الحواجز المصطنعة بينهم بما يمكنهم من الوصول إلى درء الانفعالات الحادة وتحقيق غرضين رئيسين هما: تعزيز العلاقات الشخصية بين المتحاورين وحل المشكلات العالقة فيما بينهم وكلاهما مهم لإقامة علاقة تعاون بين الناس مع التركيز على الهدف الثاني المتمثل في حل المشكلات العالقة فيما بينهما والحوار الناجع والمتميز بالمهارة يؤدي إلى ذوبان الصورة النمطية المتكونة عن الآخر ويتم فيه التغلب على عدم الثقة، ويبين التفاهم المتبادل وتشكل التصورات والرؤى المرتكزة على هدف مشترك ويؤدي كذلك إلى إيجاد أهداف وإستراتيجيات مشتركة تنور وتقوي أواصر المجتمع. وأكدت المشجري أنه على عاتق الإخوة والأخوات المتواجدين في الحوار الوطني تقع مسؤولية الوطن وأنه أمانة في أعناقهم ويجب عليهم وضع مصلحة الوطن نصب أعينهم للخروج من الصراعات القبلية والمشاكل المتعلقة بتقسيم السلطة والثروة بحلول مرضية لأبناء الجنوب. الورشة تأصيل على للحوار كقيمة حضارية من جانبها تحدثت الأخت رقية الزهري محامية عن أهمية الورشة ومدى أهميتها في التوعية المجتمعية لتأصيل الحوار كقيمة حضارية ومبدأ ديمقراطي فبمشاركة جميع الأطياف المهمة في المجتمع سواء صحفيين أو محاميين أو أعضاء المجالس المحلية أو شباب يمكن أن نعتبر الورشة عملت على تأصيل أهمية الحوار كقيمة حضارية لأن هؤلاء سوف يحاولون قدر الإمكان توعية أفراد المجتمع كل عبر منبره وسيكون رجع الصدى إيجابياً لما لديهم من إيمان بحب الوطن وانتمائهم إليه. مؤكدة أن على المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل تحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية بقدر من الاهتمام بمصلحة الوطن. وأشارت إلى أن الحوار الوطني الشامل فرصة تاريخية لليمنيين لبلورة منظومة حكم وعقد اجتماعي جديد سيكون من شأنه رسم معالم مستقبل اليمن الجديد.. متمنية أن تسود ثقافة التسامح بين جميع الأطراف السياسية والشعب بشكل عام للخروج من أحقاد الماضي العيش بسلام. سمير الوهابي الحوار حاجة ملحة أما الأخ مغوار سعيد الشعيبي طالب جامعي فقال: إن الورشة كانت ذات أهمية بالغة جداً واحتوت أهم المواضيع التي كنت بحاجة إلى معلومات عنها وخاصة عن أنظمة الحكم بأقسامها النظام البرلماني والنظام الرئاسي والنظام المختلط والنظام الأنسب لليمن في المرحلة الانتقالية القادمة.. مشيراً إلى أن الحوار الوطني في اليمن كان حاجة ملحة لكي يخرج جميع المشاركين في هذا الحوار بمخرجات واضحة حول نوع النظام السياسي وطبيعة السلطات التي تكونت المؤسسات التابعة لها وشكل الدولة والدستور الجديد الذي سيتم صياغته في الفترة القادمة وبناء عليه سيتم تحديد وتنظيم الاختصاصات والمهام لسلطات الدولة المختلفة. وأكد أن الشباب قادرون على خوض المرحلة القادمة بكل شجاعة وإقدام وهم صانعوا المستقبل الجديد لليمن الجديد. على الشباب أن يجعلوا من الحوار وسيلة مرزوق عبد الودود محسن وفي ختام لقاءاتنا التقينا مع الأخ سمير يحيى الوهابي رئيس لجنة التخطيط بالمجلس المحلي بمديرية التواهي فقال: إنه لابد أن نتبنى القضايا المصيرية بمسؤولية كبيرة واهتمام بالغ من قبل المشاركين بمؤتمر الحوار الوطني الشامل وخاصة من يمثلون الحراك الجنوبي السلمي بوضع حلول مرضية لأبناء الجنوب وإعطائهم حقهم الشرعي في تقرير مصيرهم وأن يطرحوا قضايا الجنوب بمصداقية ويعملوا على وضع المعالجات السريعة.. مؤكداً أن على شباب الحراك الجنوبي السلمي أن يتفقوا على خطاب سياسي وثقافي لكي يبنى عليه وعي جديد وخاصة في مرحلة انتقالية جديدة يعيشها اليمن والعالم ككل ويكون هذا الخطاب كأبيات شعرية ونثرية وذلك من خلال مواقع التواصل مغوار سعيد الشعيبي الاجتماعي والشبكة الإلكترونية..مشيراً إلى أن على الشباب أن يحافظوا على المنجزات التنموية والممتلكات الخاصة والعامة وأن يبتعدوا عن المشاحنات والصراعات والنزاعات وأن يحاولوا أن يبنوا مستقبلهم بعقلانية وحكمة من أجل الحفاظ على دماء اليمنيين من أن تهدر وأن يجعلوا الحوار وسيلة ضرورية وحتمية وواجباً أخلاقياً وإنسانياً وشرطاً ملزماً للتعاون الإيجابي المثمر لما له من أهمية في حل الصراعات والنزاعات وإحلال السلم وخصوصاً في ظروف التوتر والأزمات وقد آن الأوان للكف عن النظر إلى الحوار كوسيلة لتحقيق المنافع والمصالح الخاصة ليس فقط انطلاقاً من مواقف آنية أو استجابة لظروف وقتية، ولكن أن يكون هدف الحوار هو بناء يمن الغد وتجسيد لطموح أبناء شعبنا وتحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية.