أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا في جنيف هي نجاح للمجتمع الدولي برمته مشددا على ضرورة حل الأزمة في سوريا بالطرق الدبلوماسية. ونقل موقع (روسيا اليوم) عن بوتين قوله في تصريحات خلال مراسيم تسلمه أوراق اعتماد سفراء بعض الدول في الكرملين أمس «إن الشيء الأهم هو أن موقف روسيا الخاص بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا دبلوماسيا لقي تفهما وتأييدا لدى غالبية الدول». وشدد بوتين على أن موسكو تنطلق من أولوية التقيد بالقوانين الدولية والدور الرائد للأمم المتحدة وتؤيد باستمرار العمل الدبلوماسي والمفاوضات الرامية الى البحث عن حلول مقبولة للجميع. وفي السياق نفسه اكد بوتين أن موسكو مستعدة لمساعدة العراق في تعزيز قدراته الأمنية إضافة إلى توثيق التعاون الثنائي في مجالي الطاقة والعلاقات العسكرية التقنية. وأعرب بوتين عن تاييده لجهود السلطات العراقية لاستعادة استقرار الوضع في البلاد وضمان الوفاق الوطني، مجدداً استعداد بلاده لتعزيز التعاون الثنائي مع بغداد تنفيذا للاتفاقيات التي تم التوصل اليها خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى روسيا . إلى ذلك أعلن ألكسندر غروشكو مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي الناتو أن شركاء موسكو في الحلف يدركون عدم وجود بديل لعقد المؤتمر الدولي حول سورياجنيف 2 بمشاركة جميع الأطراف السورية من أجل حل الأزمة فيها. وقال غروشكو في حديث لوكالة نوفوستي الروسية إن جميع أعضاء مجلس «روسيا ..الناتو» أكدوا تمسكهم بالاتفاقات التي اتخذها المجلس التنفيذي لمنظمة حظر السلاح الكيميائي وقرار مجلس الأمن رقم 2118 مشيرا إلى أن دولا عديدة مستعدة لتقديم الدعم المالي لوضع السلاح الكيميائي تحت الرقابة الدولية وتدميره. كما أكد غروشكو أن الشركاء قلقون من الأخطار النابعة عن الجماعات المتطرفة بما في ذلك المرتبطة ب «تنظيم القاعدة» والتي اجتاحت البلاد مشيرا إلى أن «مجلس الأمن الدولي سيواصل الحوار وأنه لا يستبعد أن يتطلب الوضع استخدام قدرات مجلس «روسيا .. الناتو» في حل مسائل عملية محددة لأن ما يحدث في سورية والمنطقة يمس أمن روسيا ودول الحلف أيضا». من جهة أخرى لم يستبعد غروشكو مشاركة سفن تابعة للأسطول الحربي الروسي في تدريبات الناتو البحرية في عام 2014 في حال تلقي موسكو دعوة بهذا الشأن من قبل الحلف مشيرا إلى أن روسيا تجري بانتظام تدريبات مع بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. واعتبر غروشكو أن مثل هذه التدريبات تسمح بالتأكد من المستوى المهني لإدارة الملاحة الجوية ومستوى استعداد قوات الدفاع المضاد للطائرات وانه يجب الاستمرار في هذا العمل وقال إنه من الممكن التوصل إلى حل وسط بشأن الدرع الصاروخية مشيرا إلى مواصلة الحوار بهذا الشأن في إطار مجلس «روسيا .. الناتو» وكذلك في إطار العلاقات الروسية الأمريكية. كما أكد غروشكو في هذا السياق ضرورة توفير ضمانات قوية للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وعدم توجيه الدرع الصاروخية ضد القدرات النووية الروسية مشددا على أهمية الاستعداد لمراعاة مصالح الجانبين والتمسك بمبدأ الأمن المتساوي الذي لا يمكن تجزئته. في سياق متصل أعلن ميخائيل بوغدانوف ممثل الرئيس الروسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية أن لقاء بين دبلوماسيين رفيعي المستوى يمثلون روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة لمناقشة آفاق انعقاد مؤتمر جنيف 2 حول سورية سيجري في الخامس من تشرين الثاني المقبل. وقال بوغدانوف في تصريحات للصحفيين أمس في موسكو إن «السلطات السورية أكدت للجانب الروسي عزمها على المشاركة في مؤتمر جنيف2 في تشرين الثاني وعلى إجراء مباحثات مع المعارضة». يشار إلى أن اللقاء الذي أعلن عنه بوغدانوف بهذه الصيغة سيجري للمرة الثالثة حيث سبق وعقد لقاءان في الخامس والخامس والعشرين من حزيران الماضي في جنيف وشارك فيهما من الجانب الروسي نائبا وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومن الجانب الأمريكي نائبة وزير الخارجية وندي شيرمان والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية إليزابيت جونس وكذلك نائب الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان ومبعوث الاممالمتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.
