أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العميد توفيق الرحموني، أمس الثلاثاء، عن انطلاق «عملية خاصة وواسعة النطاق صباح الثلاثاء بجبل سيدي علي بن عون في ولاية سيدى بوزيد وأحواز المدينة باستعمال الدبابات والطائرات العمودية المسلحة، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية. وتأتي هذه العملية العسكرية الأكبر من نوعها في المنطقة في أعقاب مقتل 6 من عناصر جهاز الحرس الوطني في منطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب البلاد) بينهم رئيس فرقة مكافحة الإرهاب ورئيس المباحث على يد «مجموعة جهادية مسلحة» في 23 أكتوبر الحالي. هذا وقال شهود عيان في منطقة سيدي علي بن عون إن المنطقة تشهد طوقاً أمنياً وعسكرياً كبيراً تشارك فيه وحدات من الجيش والحرس الوطني، خاصة في محيط المنطقة التي من المرجح أن يكون قد هرب إليها عناصر المجموعة الجهادية المسلحة المتورطة في مقتل عناصر الحرس الوطني الاسبوع الماضي». وكانت المناطق المتاخمة لسيدي علي بن عون وبئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد قد شهدت حملة اعتقالات واسعة في صفوف «المنتمين إلى التيار الجهادي» انطلقت نهاية الأسبوع الماضي ومازالت متواصلة، حيث قامت الوحدات الأمنية والعسكرية بمداهمة وتفتيش عدد من المنازل المشتبه بها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية عن مصدر أمني بالجهة قوله: «لقد تم إيقاف 15 شخصاً من المتورطين بصفة غير مباشرة في استهداف أعوان الحرس الوطني و7 من المتورطين بصفة مباشرة من بينهم صاحب الإسطبل الذي وجدت به كمية المتفجرات». وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت عن إيقاف 8 عناصر متورّطة في قضية مقتل عناصر من جهاز الحرس الوطني، كما احتجزت كمية من الأسلحة والمتفجرات. وقالت الوزارة في بيان لها نُشر أمس الأول الاثنين: «تمكنت الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني بالتنسيق مع بقية المصالح الأمنية من إيقاف 8 عناصر إرهابية متورّطة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد. كما تمكّنت الوحدات من حجز مواد متفجّرة مختلفة وبعض الأسلحة»، مشيرة إلى أن «هذه المجموعة الإرهابية كانت تنوي القيام بأعمال تخريبية ضد الوطن والشعب». وتعليقاً على الموضوع قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عبدالستار العايدي في حديث لموقع «العربية نت» إنه «في كل مرة يتم فيها اغتيال لعناصر من الجيش الوطني أو من الحرس الوطني تشن فيها الوحدات العسكرية والأمنية حملة واسعة النطاق ضد جيوب الجماعات الجهادية، كما حدث عمر سالم، متورط في جريمة اغتيال نائب مدير الكلية الحربية العميد علي عمر بن فريجان. وأوضح أن القبض على الارهابي عمر سالم، تم بعد عملية رصد ومراقبة من قبل ضباط وأفراد دورية متحركة، لتحركات المذكور في ضوء معلومات حصلت عليها قيادة المحافظة والمنطقة العسكرية الثانية حول عدد من العناصر الارهابية المارقة والذين تبرأ منهم المجتمع والعلماء والمشايخ.. ومن بين تلك العناصر المدعو عمر سالم، الذي تم القبض عليه. وأكد المصدر أن رجال القوات المسلحة والأمن في المنطقة العسكرية الثانية سيستمرون في تتبع العناصر الارهابية وملاحقتها اينما كانت، تنفيذاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة، القاضية بالقضاء على الإرهابيين واستئصال نبتة الارهاب من جذورها.. وأشاد المصدر باليقظة والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها المقاتلون في المنطقة بمن فيهم قيادة ومقاتلو اللواء 190 دفاع جوي. ودعا المقاتلين وجميع المواطنين في محافظة حضرموت وغيرها من محافظات ومناطق اليمن الى التكاتف مع رجال القوات المسلحة والأمن في مواجهة العناصر الارهابية الخارجة عن القانون والمتجردة من القيم الدينية والإنسانية.