اختتمت الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات أمس بالعاصمة صنعاء فعاليات الدورة التدريبية في مجال الأشغال اليدوية للمستفيدات من برنامج الناسور الولادي من مختلف محافظات الجمهورية والتي نفذتها الجمعية بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان على مدى أسبوع في الفترة 7 - 12 ديسمبر الجاري . وأوضحت رئيسة الجمعية سعاد قاسم أن المشاركات في الدورة هن ممن خضعن لعمليات في علاج الناسور الولادي خلال الفترة الماضية في إطار البرنامج الذي نفذته الجمعية وبالتعاون مع هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء وبدعم من صندوق الأممالمتحدة للسكان ، وهن ممن عانين كثيرا جراء إصابتهن بالناسور الولادي وتخلى عنهن أزواجهن أو من يعولهن بسبب الإصابة وأصبحن غير قادرات على مواجهة متطلبات الحياة المعيشية كونهن من مجتمعات فقيرة ونائية . وقالت إن الجمعية ومن خلال مشروع دعم الحالات المتضررة جراء الإصابة بالناسور الولادي والممول من صندوق الأممالمتحدة للسكان تسعى إلى تأهيل كل النساء اللاتي فقدن من يعولهن بتدريبهن على حرف يدوية كالخياطة والحياكة والتطريز ومنحهن مكائن خياطة وأدوات العمل ليتمكن بعد استكمال عملية التدريب من الاعتماد على أنفسهن ومن يعلن من أطفالهن . وأكدت أهمية الاهتمام بهذه الشريحة التي عانت كثيرا وتخلى عنها أقرب الناس إليها وأصبحن في أمس الحاجة إلى من يقف إلى جانبهن في هذه الظروف وتقديم الدعم النفسي والمادي لهن ليتمكن من مواصلة حياتهن الطبيعية في المجتمع . وأوضحت أن الفكرة التي بدأ تنفيذها على الواقع خلال الفترة القليلة الماضية قد حققت نجاحاً كبيراً وتركت أثراً في حياة المستفيدات وأعادت لهن الثقة بأنفسهن وساعدتهن في تخطي الحالة النفسية السيئة التي عشنها خلال الفترة الماضية . ولفتت إلى أن الجمعية قد حرصت على تنفيذ هذا المشروع على أن تكون خطوات ومراحل التنفيذ في غاية الترتيب والدقة والشفافية لتحقيق النجاح المنشود . وأشارت سعاد قاسم إلى أن الجمعية تسعى ومن خلال هذا المشروع إلى تقديم الدعم والمساندة لأكبر عدد ممكن من النساء اللاتي عانين من الناسور الولادى وخضعن لعمليات جراحية سواء ممن نجحت عملياتهن أو ممن لم تنجح عملياتهن الجراحية ممن يعانين من ظروف معيشية صعبة لكي لا يصبحن عالة على أهاليهن . وأشادت بدور مسئولة برامج الصحة الإنجابية بصندوق الأممالمتحدة للسكان التي تحمست كثيرا مع فكرة هذا المشروع ويعود لها الفضل في خروجه إلى حيز الوجود . وأكدت سعي الجمعية لمتابعة مستوى التغيير الذي سيطرأ في حياة المستفيدات ومساعدتهن على مواجهة أي تحديات أو صعوبات قد يواجهنها مستقبلا كونه يهدف إلى تنمية المرأة وتحسين ظروفها المعيشية . ونوهت بالدور الذي تقوم به جمعية القابلات في برامجها وأنشطتها السنوية لرفع قدرات القابلات اليمنيات وتطوير مستواهن التعليمي وتحسين وجودة الخدمات المقدمة للأمهات ونشر وتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الصحة الإنجابية وخدمات تنظيم الأسرة وذلك للمساهمة في خفض نسبة وفيات ومراضة الأمهات والمواليد في بلادنا . من جانبها عبرت إحدى المستفيدات من المشروع و المشاركات في الدورة ريم احمد عبده من محافظة إب عن سعادتها البالغة بما قدم لها من عون ومساعدة لتبدأ حياتها من جديد بعد معاناة طويلة ومريرة نتيجة اصابتها بالناسور الولادي . وقالت إن تدريبها على الأشغال اليدوية من قبل جمعية القابلات ومنحها ماكينة خياطة سيساعدها في مواجهة أعباء الحياة وقد منحتها الثقة بالنفس وساعدتها في تجاوز ما مرت به من معاناة وألم. بدورها أوضحت إحدى المستفيدات من محافظة المحويت عن سعادتها البالغة بهذه الرعاية والاهتمام الكبير الذي فقدته من اقرب الناس اليها . وقالت «إن الله لم يضيعني وقد بعث لي من يساعدني ويأخذ بيدي بعد أن تخلى أقربائي عني بسبب إصابتي بالناسور الولادي». وأعربت عن شكرها وتقديرها لجمعية القابلات ولكل من وقف إلى جانبها وساعدها في تخطى معاناتها ومد يد العون والمساعدة لها ولبقية النساء اللاتي عانين من الناسور الولادي .