مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم هو البنية التحتية للدولة فإذا لم يكن هناك تعليم فلا توجد سياسة
عدد من الشباب المشاركين في برنامج تمكين القادة الشباب في المجتمعات المحلية سياسياً ل 14اكتوبر :
نشر في 14 أكتوبر يوم 03 - 03 - 2014

قامت مؤسسة (ألف باء) مدنية وتعايش بعدن باستكمال مراحلها ضمن مشروع تمكين القادة الشباب في المجتمعات المحلية سياسياً بالشراكة مع الصندوق الوطني الديمقراطي الذي يهدف إلى خلق قادة محليين في المجتمع ورفع الوعي السياسي بين الشباب.
واستهدف البرنامج حوالي (20) شاباً وشابة من الناشطين والأحزاب والمستقلين وسيعمل على تعزيز مفهوم السياسة في أذهانهم للوصول بهم إلى نضج سياسي قادر على مخاطبة صناع القرار ومعرفة مهام المكاتب التنفيذية في الدولة.
وحول ذلك قامت صحيفة (14 أكتوبر) بالتقاء عدد من الشباب المتدربين في البرنامج ومناقشتهم فيما توصلوا إليه من خلال نزولهم الميداني إلى الشارع وصناع القرار فإلى التفاصيل التي تحصلنا عليها:
إيصال صوت الناس
بداية لقاءاتنا كان مع الأخ أحمد اسماعيل خدابخش المدير التنفيذي لمؤسسة السلام ورئيس فريق (مجموعة أحسن) الذي قال: قمنا بالنزول إلى مديرية خورمكسر واخترنا موضوع حق تعليم المرأة والفتاة والصعوبات والقيود المجتمعية التي قد تواجه تعليمها. حيث قمنا بالنزول أولاً إلى القاعدة الإدارية في جمعية الهلال الأحمر واستهدفنا عدداً من فتيات ونساء الحي منهن (17) فتاة متعلمة و(13) غير ذلك واجتمعنا بهن في قاعة داخل الجمعية وبدأنا بسؤالهن عن المشاكل والصعوبات التي يواجهنها في التعليم فاكتشفنا أن هناك عادات وتقاليد وعقولاً متحجرة وهناك أفكار رجعية عند بعض أولياء الأمور خاصة الآباء، وكان العائق الأكبر هو العادات والتقاليد حيث هناك بعض الآباء يقومون بإخراج بناتهم من دراستهن إذا وصلن لسن معينة فإما يجلسن في البيت أو يقومون بتزويجهن مبكراً وهذا أيضاً مشكلة أخرى تتعرض لها الفتاة وهو الزواج المبكر، والبعض منهم يجعلها تكمل الى الثانوية العامة ولا يدعها تدخل إلى الجامعة بحجة الاختلاط بين الجنسين فتقعد مكرهة في البيت.
واستطرد قائلاً: هناك من يقول أن العائق يكون في الرسوم ومستلزمات التعليم وهو ليست لديه القدرة على إدخال ابنته إلى الجامعة فيضطر لإخراجها من التعليم.
وأضاف: نزولنا الثاني كان إلى معهد دار المعلمين بمركز دار الأمية واستهدفنا فيه الفتيات اللاتي يدرسن بمركز محو الأمية وتحدثن معنا حول المشاكل التي يتعرضن لها وكان أهمها أنه لا يوجد مركز ثابت لمحو الأمية في محافظة عدن، حيث يذهبن إلى أي مدرسة ويطلبن قاعة ومدير المدرسة له الحرية التامة في إعطائهن والسماح لهن باستخدام القاعة أو يرفض.
وتابع قائلاً: المشكلة الأخرى أن بعض الفتيات بعد التحرر من الأمية تجد صعوبة في مواصلة تعليمها النظامي، كيف أنها امرأة كبيرة في السن وتدرس مع فتيات أصغر منها سناً.
وأضاف: تحدثنا مع الأخ محمد السقاف رئيس جهاز محو الأمية بعدن الذي قال لنا: أنه حالياً يتابع في أن يكون هناك مكان ثابت وقريب للطالبات إلى جانب متابعة المدراء الذين يرفضون منح قاعة ليدرس فيها طلاب محو الأمية لأن هذا الأمر يعد قانونياً وإلزامياً عليهم وليس على حسب المزاج، كما تحدث عن المشاكل التي يتعرض لها الجهاز نفسه من نقص بالموارد البشرية والمواد القرطاسية وكيف أن جميع معلمات محو الأمية غير مثبتات ويتلقين راتباً تعاقدياً (حق ستة أشهر فقط) ويصرف لهن في نهاية الفصل الدراسي الثاني بمعنى آخر معاناة لهؤلاء المعلمات حيث تضطر بعضهن إلى عدم الاستمرارية والبحث عن وظيفة أخرى وذلك ما يؤدي إلى معاناة من نقص في المورد البشري، حيث لا توجد ميزانية مخصصة لجهاز محو الأمية من وزارة التربية والتعليم.
وقال: أما بالنسبة للصعوبة التي تعانيها الفتاة في مواصلة التعليم النظامي قال السقاف أن باستطاعتها مواصلة تعليمها في مدرسة (14 أكتوبر).
وتابع حديثه: مهمتنا الآن تكمن في متابعة صانع القرار بعد أن عرضنا عليه المشاكل التي تعاني منها الفتيات في التعليم وسنرى ما هي الحلول التي سوف يقدمها في هذا الشأن. وبالنسبة لنا كفريق تعرفنا على احتياجات وهموم ناس نعتبرهم مهمشين، فقد ذهبنا إلى مناطق لم نكن نعرفها من قبل، واكتشفنا أن هناك أناساً يعيشون معنا في مدينة متحضرة لكن العقلية مازالت رجعية ومتخلفة. ونأمل بالآخر أن نكون قادرين على إيصال صوتهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم.
تخلف صانع القرار
والتقينا بالأخت زهرة نادر أحمد طالبة وعضو ضمن مجموعة (حكاية إنسان) التي قالت: نزولنا الأول كان إلى مديرية القلوعة واستهدفنا فيها نساء القلوعة وكان عددهن حوالي (7) نساء وتحدثن معنا عن التعليم والصحة والأمن التي تفتقدها المديرية.
وبعدها ذهبنا إلى حديقة فكتوريا ونادي الميناء في مديرية التواهي والتقينا مصادفة بمدرس حيث تكلم معنا حول مشاكل التعليم وكيف أن مديرية التواهي أصبح فيها ازدحام مكثف بسب قدوم الناس من الأرياف وأصبح هناك تكتل كبير في السكان ما جعل المدارس مزدحمة.
وأضافت: بينما رئيس نادي ميناء عدن تكلم عن الرياضة ومشاكلها بشكل عام، ثم ذهبنا نسأل المدير المالي لنادي الميناء الذي قال لنا أن سبب تكسير النادي كان لتجديده لكن بسبب المشاكل التي مرت بها البلاد لم يتم ذلك.
واستطردت: تحدث معنا أيضاً مدرب رياضي وكان يشكو من عدم وجود ملعب يلعب فيه وأنه يشعر بالاضطهاد لكونه أيضاً يعمل في البلدية ولم يتلق كامل حقوقه ويقول أنه قادر على العطاء لكن لم يلق فرصة مناسبة.
وواصلت كلامها: وأثناء جولتنا في النادي قابلنا رجلاً متقاعداً أخبرنا كيف كانت السياحة من قبل وكيف أصبحت الآن وكيف أن معظم السواحل أصبحت مغلقة إلى جانب بعض الفنادق.
وأكملت: بعد التعرف على أهم المشاكل التي يعاني منها أغلب المواطنين في مديرية التواهي التي كان أهمها (التعليم - الأمن - الصحة) تأتي الآن مهمة صناع القرار المتمثلة بمأمور مديرية التواهي الذي أخذنا معه موعداً مرتين وتخلف فيهما وكنا سنعرض له مخرجات ما توصلنا إليه خلال جولتنا ونزولنا الميداني وسنسمع منه المقترحات والحلول التي قد تساعد المواطنين في حل مشاكلهم العالقة.
وقالت: الاستفادة التي خرجنا بها هي كيفية التعامل مع الناس، والثقة بالنفس التي أعطونا إياها كقادة مكلفين بتوصيل صوتهم إلى المسؤولين وصناع القرار.
معاناة من الدولة والمجتمع
بينما الأخ زين عيديد المدير التنفيذي لمؤسسة (آي كان) وعضو في مجموعة (مدنيون) قال: استهدفنا في مديرية المعلا فئة صوتها لا يصل إلى صناع القرار وهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم إلى جانب الإعاقات الجسدية الحركية. وبداية اجتمعنا بعشرين من الصم والبكم في مؤسسة (ألف باء) لمناقشة المشاكل التي يعانون منها وكانت معنا مترجمة كانت هي الوسيط بيننا وبينهم وصدمنا أن أهم ما يعانون منه هو من الدولة نفسها ومعاملة أفراد المجتمع لهم الذين ينظرون لهم بنظرة دونية مع أن هناك مبدعين ونعتبر نحن معاقين أمامهم لأن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليست الجسد.
وأضاف: من المشاكل التي طرحوها كانت مشكلة التعليم حيث لا توجد مراكز تؤهل للتعليم بصورة جيدة ولا مدرسون مؤهلون واكتشفنا أن الطالب يدرس فقط للصف السابع وبعدها يتوقف وإن وجد التأهيل تتعلم الفتاة مهنة الخياطة والشاب مهنة النجارة وللأسف يخرج بنظرة دونية فتكون نقمته على الدولة والمجتمع ولهذا لا نلومهم إذا اشتكوا وطالبوا بحقوقهم.
وتابع: وقد التقينا بآخرين كانوا قد أكملوا تعليمهم في الخارج من ضمنهم شاب مبدع درس في الإمارات وتخرج من الجامعة وهو يعمل حالياً لديكم في مؤسسة (14 أكتوبر) في قسم الطباعة وتعتبر وظيفته محدودة بالنسبة لإمكانياته وحتى عندما يريد أن يوصل مشكلته يعاني صعوبة في توصيلها للغير وينطبق هذا على من هم من نفس فئته حيث لا يوجد مركز حكومي للتخاطب والاستماع لهم بينما في الدول الأخرى مثل الإمارات يوجد في كل مجمع حكومي شخص مؤهل للتخاطب بلغة الإشارة مع الصم والبكم لكن هنا لا يوجد، حتى المدرس الذي يذهب لا يوجد بديل يغطي عوضاً عنه.
واستطرد قائلاً: ورأينا كيف تجهل هذه الفئة بالقوانين فبعد بحث اكتشفنا أن هناك أكثر من (70) قانوناً يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة مثل تذاكر السفر التي من المفترض أن تصرف لهم بنصف القيمة إضافة إلى التعليم والصحة بالمجان والتسهيل في كثير من المعاملات ولهم نسبة كبيرة من التوظيف دون غيرهم، فوجدناهم لا علم لهم بهذه القوانين إضافة إلى أن المسؤولين يخفونها عنهم حتى لا يطالبوا بها فقمنا بتوعيتهم حول ذلك، لكننا وجدنا أن لديهم إحباط فهم يقولون حتى لو ذهبنا واشتكينا أو طالبنا بشيء كيف سنوصل صوتنا ولا يوجد مترجم متخصص يشرح ما نريده أو نعانيه.
وأثار الأخ زين نقطة مهمة أشار فيها إلى أنه من ضمن شروط الخدمة المدنية لذوي الإعاقة أن يكون خريج جامعة كيف يكون ذلك وعندنا لا يكملون التأهيل سوى للصف السابع فقط؟ وقال: هناك تعارض بالقوانين للأسف.
وأضاف: الفئة الأخرى التي استهدفناها كانت فئة ذوي الإعاقات الجسدية والحركية واهتمامي بهم كان بسبب أنه لدي أيضاً ولد من هذه الفئة فقمنا بعمل نزول إلى مديرية المنصورة والسبب أن محافظات عدن ولحج وأبين فيها مركز واحد فقط لتأهيل ذوي الإعاقات الحركية وهو مركز الأطراف الصناعية وأثناء زيارتنا اكتشفنا أن على المركز ضغطاً غير طبيعي على المدربين والإدارة وحتى عمال النظافة جميعهم يقومون بعمل يشهد له ومن كثرة الضغط عليهم لا يلامون من بعض التقصير الذي يحصل أحياناً، غير أنه تم تأهيل العديد من المعاقين ويعملون في المركز حالياً.
وقال: الطفل الذي يأتي ليتأهل يتحصل على يوم واحد في الأسبوع بينما يحتاج أقل شيء إلى ثلاثة أيام حتى تبقى آثار التمارين التي يتلقاها وتظهر النتيجة جيدة، وحتى بعض أولياء الأمور يعانون من الانتظار الطويل وحتى يأتي دور ابنه يكون قد سجل الساعة (8) صباحاً وموعد دخوله الساعة (11) فيقوم بتغيير رأيه ويرحل بحجة أن ابنه تعب من الانتظار ويقول من الأفضل له أن يظل في البيت حتى يرتاح.
وتابع: أذكر أني مرة أخذت ابني إلى صنعاء وذهبنا إلى منطقة عصر ودهشت عندما عرفت بوجود أربعة مراكز تأهيل بهذه المنطقة الصغيرة بينما في محافظة عدن بكاملها يوجد مركز واحد فقط.
وأكمل: بعد ذلك التقينا بالأخ ياسين عبده مسؤول صندوق المعاق وشرحنا له عن بعض المشاكل واقترحنا له بعض المقترحات فقال أن هناك قلة دعم، غير استئثار بعض المناطق بالمنح وغيرها دون عدن وغيرها وقال سنطرح هذه المشاكل والحلول وسوف نناقشها ونحن ما زلنا نسعى ونحاول لإيجاد الحلول، وسوف ننتظر ماذا يمكنه أن يفعل.
وانهى كلامه: النزول الذي قمنا به غير نظرتنا لهذه الفئة التي تحتاج بالفعل للفتة كريمة من باقي شرائح المجتمع ونتمنى أن نكون وفقنا في توصيل صوتهم.
فجوة بين المواطن والأمن
جلال عبدالله ثابت شمس الدين رئيس اللجنة التنظيمية والمسؤول المالي في منظمة (استدام) للدفاع عن الحقوق والحريات قال: عملنا نزولاً إلى مديرية كريتر وركزنا على موضوع الأمن والأمان لما تعانيه هذه المديرية من انفلات وزعزعة في الأمن فذهبنا أولاً إلى شرطة كريتر وكان هناك تجاوب جيد من قبل مدير قسم الشرطة العقيد عمار العماري ونسقنا معه مقابلة مع بعض الأفراد والضباط ومعرفة الأسباب والمشاكل التي تؤدي إلى تصادم المواطنين بالأمن سواء أثناء تنفيذ مهامهم أو خروجهم في مظاهرات وعصيان كما كنا نشاهد ووجدنا أنهم يعانون أكثر من المواطن، حيث قال البعض أن صناع القرار لا يوفرون لهم أبسط المقومات للدفاع عن أنفسهم ولا يوجد معهم رصاص كاف، ومن ناحية أخرى قالوا إذا قتل أي فرد من أفراد الجيش فإن التعويض يكون زهيداً جداً بينما لو تصادم جندي مع مواطن ومات يحاسب ويعاقب ويأخذون منه القصاص كما اشتكوا من التمييز من حيث الترقية والمناصب وكيف أن هناك نوعاً من المناطقية، وعدم وجود دورات تأهيلية تعمل على تأهيلهم إدارياً وفنياً وتكتيكياً وعسكرياً وفي مواجهة الشغب حتى يكونوا قادرين على التغلب على مشاكلهم التي يواجهونها.
وأوضح الأخ جلال: بالنسبة للنزول الثاني الذي قمنا به فكان مع شريحة من المواطنين وسألنا عدداً منهم ما هي أهم المشاكل التي يواجهونها من الشرطة أو الأمن سواء أثناء دخولهم إلى الشرطة أو عند قيام الشرطة بتنفيذ مهامها في الشارع ووجدنا أن المواطنين يشكون أكثر من الجنود أنفسهم وهناك عدة مشاكل منها أن أي شخص يواجه مشكلة أثناء دخوله مركز الشرطة يلاقي هناك عائقاً كبيراً في حل تلك المشكلة وتدخل بذلك الوساطات والمجاملات والتمييز بمعنى آخر يدخل مظلوماً ويخرج مظلوماً، وهناك أيضاً فجوة ما بين المواطنين وأفراد الشرطة فالمواطن نفسه ينظر للجندي هذا نظرة عدو وليس بأنه موجود ومكلف لحمايته وتحقيق مطالبه ويعود ذلك لأسباب كثيرة منها التصرف الخاطئ من بعض الجنود، استخدام القوة أو العنف، عدم استخدام سياسة معينة أثناء تنفيد مهامهم وفي فض الاشتباكات والنزاعات، وهذا يعود إلى أن بعض أصحاب المهام ليسوا مؤهلين أو مدربين كفاية على التعامل مع المواطنين أو المجرمين أثناء نزولهم في تنفيد مهامهم ووجدنا أن هناك خوفاً من المواطنين والشرطة في الوقت نفسه.
وواصل كلامه: خرجنا بعدة نقاط وحلول وتوصيات لما يعانيه أفراد الشرطة وكذا المواطنون وقمنا بتوصيلها لصناع القرار لأخذ ها بعين الاعتبار، حيث التقينا بالعقيد محمد مساعد الأمير مدير مكتب أمن عدن وشرحنا له المشاكل التي يعاني منها أفراد الشرطة وقال: نحن بصدد تنفيذ مرحلة جديدة وهناك خطط من ضمنها تدريب وتأهيل ما يقارب (2000) جندي على مراحل متفاوتة وإعداد الجندي عسكرياً وفنياً وفكرياً وتأهيله وتدريبه على تقنيات جديدة بالإضافة إلى تدريبهم على الوطنية وكيف يتعاملون مع المواطنين وتجديد النشاط لديهم، وأشار إلى أن هناك تخاذلاً من بعض الجنود أنفسهم في عدم الاستجابة للتدريبات حتى يتم صرف رواتبهم.
أما بالنسبة للمشاكل التي يعاني منها المواطنون من انتهاك بعض الجنود أثناء تنفيد مهامهم سواء في فض بعض الاشتباكات أو الاعتصامات، فأوضح الأخ مساعد أن هناك فهماً خاطاً وأن هناك من يسيء في بعض الأحيان لأفراد الأمن وقال أن هناك تقصيراً في تأهيلهم اًوتدريبهم ونحن في طور مرحلة جديدة ووعد أن تتم معالجة هذه المشاكل مؤكداً أنه لا بد أن نعمل معاً على تشكيل وعي مجتمعي ولا بد من تكاتف جميع الجهود لاستتباب الأمن في عدن وجميع محافظات الجمهورية خاصة وأننا الآن في عقد جديد مع الشعب ولا بد أن نعمل سوياً على تطبيق مخرجات الحوار الوطني وبناء دولة مدنية يسودها العدل والقانون والمساواة وتوزيع الثروة والسلطة بين كافة المواطنين.
وقال الأخ جلال: الأوضاع الأمنية غير مستقرة وهناك خلل أمني في ظل التفجيرات والمشاكل والمظاهرات التي تعاني منها محافظة عدن، فبنزولنا هذا حاولنا أن نسد الفجوة الحاصلة بين المواطن والأمن تداركاً لأخطاء قد تحصل في المستقبل فكما نعرف أن الشارع يعيش في حالة احتقان، فحاولنا من خلال نزولنا إلى الشارع إيصال رسالة لصناع القرار في الشرطة لمعالجة الأخطاء التي ارتكبت ومحاولة تداركها، وحاولنا إفهام المواطنين الذين ينظرون إلى رجل الأمن بنظرة عدو بأنه ليس كذلك وإنما هو بموقعه ومركزه من أجل حماية المواطن نفسه ومكتسبات الدولة.
تثقيف الشباب سياسياً
بينما الأخ أحمد ياسين ناشط شبابي ورئيس (مجموعة أزان) قال: ارتأينا أن نقوم بالنزول إلى التربية والتعليم لما رأيناه من تدهور للوضع التعليمي بشكل عام وانتشار ظاهرة الغش خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة أثناء المشاكل التي عانت منها البلاد ولكن الوضع لم يكن مستتباً خاصة وأن نزولنا صادف ثاني يوم من التفجير الذي استهدف إدارة الأمن فاعترضتنا صعوبات أثناء تنسيقنا مع إدارة التربية والتعليم وأن الوقت ليس مناسباً ولم نتلق إي استجابة منهم فانتقلنا إلى جانب آخر وهو الشارع لتواجد شرائح مختلفة من الناس فاستهدفنا جمعية (ميار) التي تقع على حدود دار سعد التابعة لمديرية الشيخ عثمان واستقطبنا فيها مجموعة من الشباب منهم من الشارع ومنهم ضمن الجمعية والمعهد المهني وكانت أغلب الأطروحات متشابهة وركزنا معهم حول موضوع الحقوق (ما لك وما عليك) وطرحنا عليهم بعض المصطلحات السياسية التي تعرفنا عليها من قبل المدرب شفيع العبد حول الدستور، الدولة المدنية، الديموقراطية، الشورى.
وتابع: ليقيننا أولاً أن التعليم هو البنية التحتية للدولة فإذا لم يكن هناك تعليم فلا توجد سياسة وفي ظل تدهور التعليم صعب تثقيف الشاب سياسياً، فالدكتور والعبقري والسياسي لا تتكون له هذه الشخصية إلا إذا كان شخصاً متعلماً.
وأضاف: البعض تحدث معنا عن الضمانات الحقوقية التي يعرفونها جيداً لكن يقولون من يضمن لنا حقنا فالحقوق عندنا حبر على ورق ولا ترى في الواقع، فمن يضمن لي حقي في حرية التعبير أو الدراسة والتظاهر السلمي وما إلى ذلك من حقوق؟!، ومن ضمن القضايا التي طرحوها هي هروب الطالب من التعليم في ظل عدم رقابة من الأسرة ولجوؤه للقات والمخدرات التي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة.
واستطرد حديثه: اشتكى بعض الشباب من أنه يتم التقليل من شأنهم مع أنه توجد إبداعات وطاقات وإمكانيات ومؤهلات تفيد المجتمع، فمثلاً «هناك شاب قال لا أحد يكترث بي مع أن لدي اختراعات لكن مصيرها كان البيت، ولا أحد يعلم بها فلم أجد أي داعم أو أي أحد يهتم بهذا الجانب وكلما ذهبت إلى تاجر أو جهة معينة استخفوا بي، ويتحججون بأن الوضع لا يسمح والميزانية ليست كافية، فيئست وتركتهم في حالهم»، فوجدت البعض نتيجة للإحباط اندثروا تحت التراب.
واسترسل في كلامه: ومن المشاكل التي تحدثوا عنها أيضاً كان التمييز بين الذكر والأنثى فالولد بإمكانه أن يدرس إلى حيث ما يريد (ابتدائي - إعدادي - ثانوي) وباستطاعته إكمال الجامعة لكن الفتاة تدرس إلى الصف التاسع ومنهم من يدعها تكمل إلى الثانوية ثم تجلس في البيت وبعضهن لا يدرسن نهائياً لوجود جدولة معينة عند بعض الأسر بأنها تتزوج وهذه مشكلة أخرى تتعرض لها بعض الفتيات وهو الزواج المبكر، والبعض قال أنه عيب أو لا يجوز أن تكمل البنت تعليمها وأن مصيرها البيت أو الزواج، للأسف وجدنا أن بعضهم ذوو عقول متحجرة ولا يريد أن يستمع أو يناقش في هذه المسائل.
وأضاف: تلقينا بعض العراقيل كوننا نزلنا في خضم فترة حرجة كانت تمر بها البلاد وكنا نتساءل عن سبب نزولنا لجهة معينة وتبع أي حزب ولماذا تم اختيار هذا الوقت بالذات وتعرضنا للتفتيش وهذا ما صعب علينا مهمتنا في بادئ الأمر لكننا أنجزناها وتجاوزناها بنجاح.
وبعد أن أخذنا القضايا والمشاكل التي تعرفنا علينا ذهبنا إلى الأخ نايف البكري وكيل محافظة عدن وطرحناها عليه ومن حسن حظنا أننا وجدنا أن هناك اجتماعاً مع جمعيات ومنظمات مجتمع مدني وتواجد أيضاً لعضو من المجلس المحلي فارتأينا أن نعرض عليهم ما لدينا ونناقشهم حول المشاكل والعراقيل وما هي الحلول التي من الممكن أن تطرح في حل مثل تلك القضايا.
وقال الأخ أحمد: في الحقيقة تعاون معنا الأخ نايف البكري وقال لنا بأنه بإمكاننا أن نعقد كل شهر اجتماعاً ليستمع منا إلى المشاكل ونسمع منه للتوصل إلى حلول وليس نحن فقط وحتى جميع الشباب الممثلين لمنظمات المجتمع المدني. وطلبنا منه الاهتمام بالنزول الميداني إلى بعض المدارس لتفقد الوضع التعليمي، والاهتمام بالمواهب الموجودة والتي اندثرت معظمها، بالإضافة إلى تحفيز الشباب الذين يعدون عماد وأساس المجتمع، وحقيقة أعجب بما سمعه وقال لنا: سوف نقوم بعمل نقاشات شهرية للتعرف على الوضع ولإيجاد الحلول.
وفي نهاية الحديث معه قال: الاستفادة التي تحصلنا عليها أننا كنا حلقة وصل بين المواطن في الشارع وإيصال أصواتهم لصناع القرار في المحافظة بعد أن اكتشفنا أنهم كانوا في كبت تام ومستسلمين لواقعهم الذي أملوا أن يتغير في المستقبل.
وأضاف: أن هناك نقطة حول العصيان المدني أثارها أحد الشباب حيث قال لماذا لا يشاهدون غاندي وما قام به والفرق بين العصيان المدني في فترته والآن، حيث أنه لم يقم به إلا بعد أن رأى أن الثقافة قد عمت الجميع وأوصل رسالته إلى الجهات المعنية وصناع القرار لكن عندنا غابت الثقافة وحضر عنها غسيل للعقول وأصبح العصيان المدني حرباً مصغرة بحيث أن كل شخص (يقوم بقطع الطريق، إحراق الإطارات، عمل فوضى، زعزعة الأمن والأمان).
بلد في طور البناء
ختام لقاءاتنا كان مع الأخت آثار علي محمد مديرة مشروع تمكين القادة المحليين في المجتمعات المحلية سياسياً ومسؤول الاتصال والإعلام في مؤسسة (ألف باء مدنية وتعايش) التي قالت: جاءت فكرة المشروع بسبب الفراغ الدستوري الذي تعيشه الدولة
وفي ظل الانفلات في كل الأمور خاصة وأننا نعيش مرحلة انتقالية.
وأضافت: «هناك مجموعة من الشباب الناشطين في عدن من مختلف المكونات السياسية لكن لا توجد حلقة وصل تربط بينهم وبين المجتمع وصناع القرار والمسؤولين في المدينة،
فقمنا بأخذ مجموعة من الشباب الناشطين في عدن من مختلف المكونات السياسية من (المؤتمر الشعبي العام، التجمع اليمني للإصلاح، الحراك الجنوبي السلمي، بالإضافة إلى شباب مستقلين) للعمل في إطار مجاميع عمل يلامس المجتمع بشكل كبير ويعملوا مناصرة للحقوق والاحتياجات التي يحتاج إليها المجتمع».
وتابعت حديثها: للأسف يؤخذ على الأحزاب السياسية والسلطة أنها لم تعد تلامس الواقع والحقائق المجتمعية الواقعة في الوقت الراهن ولهذا قمنا بنزول الشباب إلى الناس التي أصبحت تحتاج لأن تنقل همومها واحتياجاتها خاصة في هذه المرحلة، فهموم الناس في محافظة عدن تختلف تماماً عما كانت عليه من ثلاث سنوات مضت ونعتبر نحن الآن بلداً في طور البناء، فلا بد أن يتم إعداد المجتمع إعداداً نفسياً لتواجد حالة من الإحباط وانعدام الثقة لديهم.
وقالت: من استراتيجية البرنامج هو ربط الشباب والقادة المحليين بصناع القرار الذين أصبح بينهم وبين المجتمع حلقة مفقودة، ونستطيع القول أن هؤلاء (صانعي القرار أو المسؤولين) موجودون في مراكزهم لخدمة هذا المجتمع والحفاظ عليه والتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم، لكن في إطار الفجوة الشديدة التي حصلت بسبب التباينات والنزاعات والحروب والثورات التي عاشها البلد أصبح هناك خلل كبير بين صناع القرار والمسؤولين وبين المجتمع وهمومه وأصبح كل منهم يسير عكس اتجاه الآخر، ولذا عليهم تفعيل دورهم في معالجة ما يعانيه المواطن الذي أصبح كل همه ومطلبه هو توفير أسس الحياة الكريمة من تعليم (حيث أصبح هناك قصور في المنظومة التعليمية في عدن)، صحة، وظيفة.. إلى آخره من أسس افتقدها حالياً المواطن في محافظة عدن، فلا بد من وجود من ينقل كل هذا إلى المعنيين بالأمر بشكل تطوعي يخدم المجتمع وهذا ما قام به شبابنا.
مختتمة حديثها قائلة: نحن كمجتمع مدني قمنا بدورين محوريين أولهما كان النزول إلى الناس ومعرفة مشاكلهم وهمومهم وثانياً يعتبر نزولنا نوعاً من الرقابة والضغط على صناع القرار والمسؤولين في تنفيذ هذه الاحتياجات وتوفير الحلول اللازمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.