بحث المجلس الاتحادي الروسي (البرلمان/الدوما) أمس الأربعاء في طلب الرئيس فلاديمير بوتين إلغاء قرار تفويض استخدام القوات الروسية في أوكرانيا، في حين رحبت واشنطن أمس بقبول بوتين وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وأكدت أنها تريد أفعالا ملموسة «لتخفيف حدة الأزمة». وقد طالب بوتين أمس البرلمان الروسي بإلغاء الإذن بالتدخل عسكريا في أوكرانيا، وهي خطوة لقيت ترحيبا من الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الذي اعتبرها خطوة «عملية أولى»، وذلك بالتزامن مع إجراء روسيا تدريبات عسكرية ضخمة للقطاع الأوسط للجيش الروسي يشارك فيها أكثر من 65 ألف جندي. وقال ديميتري بيسكوف الناطق باسم بوتين إن الرئيس «اقترح على البرلمان إلغاء القرار الصادر في أول مارس الماضي بشأن اللجوء إلى الجيش الروسي في أراضي أوكرانيا»، وأكّد أن هذا القرار اتخذ «بهدف تطبيع الوضع في أوكرانيا»، ومن شأنه تهدئة الأوضاع في البلد المضطرب. وفي سياق تهدئة الأوضاع في أوكرانيا، قال بوتين إنه ينبغي تمديد هدنة الأسبوع التي أعلنها نظيره الأوكراني، على أن يرافقها عقد مباحثات بين حكومة كييف والانفصاليين. وأوضح بوتين في الرحلة التي أقلته إلى العاصمة النمساوية فيينا، أن إعلان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عن وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع غير كافٍ، مضيفاً أن وقف العداء يجب أن تصحبه محادثات. وشدد على ضرورة احترام الهدنة، واتهم القوات الأوكرانية بخرقها بعدما أغارت على بلدة سلافيانسك، ورغم ذلك أوضح الرئيس الروسي في فيينا أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا على الطاولة. وفي تعليقه على هذه التطورات قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش آرنست في تصريحات صحفية «ما نركز عليه ليس فقط كلمات الرئيس الروسي رغم أننا نرحب بها، ما نركز عليه هو الأفعال مثل إنهاء الدعم للانفصاليين». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى اتصالا برئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لمناقشة أزمة أوكرانيا وقضايا أخرى. ورغم الهدنة المؤقتة التي اقترحها بوروشينكو ووافق عليها الانفصاليون الاثنين، لقي تسعة مصرعهم في تحطم مروحية عسكرية شرقي أوكرانيا، واتهمت حكومة كييف الانفصاليين الموالين لموسكو بإسقاطها. وجاء الإعلان عن سقوط المروحية من طراز «مي8» على لسان المتحدث باسم القوات الحكومية في أوكرانيا فلاديسلاف سيليزنيوف الذي أكد مقتل التسعة، قائلاً إن المروحية سقطت قرب بلدة سلافيانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد. وفي السياق ذاته تباحث جو بايدن نائب الرئيس الأميركي هاتفيا مع الرئيس الأوكراني بعد إسقاط المروحية. وقال البيت الأبيض إن بايدن شدد على ضرورة «أن يكون هناك مراقبون على الأرض يرصدون انتهاكات وقف إطلاق النار» وأن يتم «وضع حد لإمدادات السلاح والمسلحين الذين يأتون من الجانب الآخر من الحدود» مع روسيا. في الأثناء تُبذل جهود دبلوماسية حثيثة منذ الإعلان الأحادي الجانب لوقف إطلاق النار من سلطات كييف ثم إعلان زعيم المتمردين الانفصاليين بأحد معاقلهم بشرق أوكرانيا القبول به. وفي هذا السياق أعلن رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بورخالتر مساء أمس الأول الثلاثاء أن منظمته مستعدة لتعزيز مهمة مراقبيها في أوكرانيا لدعم الوقف الهش لإطلاق النار في شرق هذا البلد المضطرب. وقال وزير خارجية سويسرا إثر مباحثات مع بوتين في فيينا إنه إذا تماسك السلام «سنكون بحاجة إلى تعزيز مهمة (المراقبين) ولتحقيق هذا الهدف سيكون من الجيّد جدا أن ينضم المزيد من الروس، تحت قيادة المنظمة، إلى المهمة».