قبور ((غزّة )) فاتحة أشداقها ، على آخرها تبتلع وتبتلع وتبتلع ولكنها ما تزال جائعه أفلا تشبع ؟ ! وأنا هنا في أمن ، وأمان حائطي أحتضنه بعشق ، وغرام والتصق به ، التصاقا وكأننا متماهيانْ وكأننا شيء واحد .. كائن واحد ! ولمَ لا ؟ وهو حاميّ وموئلي ، وملاذي بل أمي ، وأبي ، وأولادي ، وبلادي ! * * فماذا اصنع ؟ هل أجنّ ، كما جُنّ .. من تدعونهم ب ((الأبطال )) ؟ و((الشجعانْ )) ؟ الذين - دوما وأبدا - يعشقهم الموت ويتزوّجهم ، زواجا أبديا ؟ فلأ كن جبانْ ، ولأكن ضعيفاً ، وحتى حقيراً وتافهاً ، ووضيعاً المهمّ .. أن أعيش ، أن أحيا . فلتتركوني هكذا في حذاء حائطي قاعدا على بولي ، وغائطي أو راقدا أجاور القمامه وأساكن الذّباب ، والدّيدانْ والنّاموس ، والفئرانْ ولكن ليس هذا مهما المهم هو أن أعيش بسلام ،وأمانْ وليمت الأبطال وليهلك الشجعانْ وليفنى كلّ ذي عزّه ، وشهامه ، ونخوة ، وكرامه المهمّ ، والاهمّ هي السلامه ! ففي هذا العالم ، القذر لا يبقى ، ولا يسلم .. إلاّ نحن ! ولا يعيش طويلا ، ولا مديد العمر إلاّ من هو ، من مثلي .. إلا نحن -((نحن )) الذين تدعونهم ب : ((الجبناء )) ، و(( الضّعفاء )) ، و(( التافهين الحقراء ))، و (( والرّعاع )) ،و(( الحثاله)) ، و(( أشباه الزّباله ))- * * والآنْ دعوني مع خوفي الذي يغتصبني ، كل يوم بل كل دقيقة ، وكل ثانيه . دعوني مع جوعي ، ومع ظمأي . فأنا أخاف الخروج للبحث عن الطعام ، وعن الماء حتى لا اصطدم بالموت الرّابض ، المتربّص في كل مكانْ إلا ّ.. هنا ! فدعوني أنام في أحضانْ .. وفي دفء ، وحنانْ .. حائطي الحبيب ، الرّحيم فأنا نعسانْ وأريد النّوم .. أريد النّوم !!