جملة المواقف المنضبطة في التزامها الوطني تجاه إدانة الإرهاب وجرائمه الشنعاء التي تعتبر بمثابة امتحان لتأكيد حقيقة الاصطفاف المجتمعي والنخبوي مع قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ومنظومة العمل الحكومي لنبذ كل أشكال وجرائم الإرهاب ومحاولاته المستميتة استهداف أمن واستقرار ونهوض اليمن. بهذا المعنى يمكن فهم الغضب الشعبي العارم وتفاعل الأحزاب والتنظيمات السياسية و المكونات المجتمعية ضد بشاعة الجريمة النكراء التي ارتكبتها عصابة التطرف والتكفير والإرهاب في مدينة سيئون وحضرموت منذ يومين، حيث أقدمت هذه العصابات على ذبح كوكبة من أبناء المؤسسة الوطنية الدفاعية بينما كانوا يتأهبون للعودة لأسرهم وبصورة شنعاء تستنكرها كل الأعراف والقيم الإنسانية وتتنافى كلياً مع الشرائع السماوية والدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على حرمة دم المسلم وينهى عن كل جُرم يستهدف الإضرار بالمصالح العامة والخاصة. لقد كانت الغضبة الشعبية العارمة والتضامن المجتمعي ضد هذه الجريمة النكراء التي تدين مرتكبيها وتفضح عوراتهم كانت بمثابة صحوة تعكس الرفض الواسع لما تقترفه هذه العصابات الإرهابية، فضلاً عن أن تلك الوقفة الوطنية تمثل العُمق الشعبي والنخبوي الداعم لجهود القيادة السياسية بزعامة الرئيس هادي الذي يقود معركة مجابهة هذا الخطر الداهم بكل حنكة واقتدار وبخاصة فيما اجترحه أبناء المؤسسة الدفاعية والأمنية خلال العامين الماضيين من بطولات ضد عناصر الشر والإرهاب في أكثر من محافظة وتمكنت هذه المؤسسة الوطنية من ملاحقة عناصرها في عديد من الجحور التي يأوون إليها ، يكللهم الخزي والعار ولعنات أبناء الشعب. حقاً، لقد كان وعداً صادقاً التأكيد على مواصلة عملية تطهير الوطن من هذه العناصر الإرهابية المأجورة والقضاء عليها واجتثاث جذورها دون شفقة أو رحمة وذلك بالنظر إلى ما تمثله من خطر كبير على المجتمع اليمني المتسم بالوسطية والاعتدال ورفضه لكل أشكال الغلو والتطرف والعنف. وإجمالاً فإننا ندرك اليوم أهمية الاصطفاف الوطني وتنامي الوعي المجتمعي بمخاطر مخططات هذه العصابات الإرهابية الهادفة تمزيق اليمن وضرب بنيانه الاجتماعي والحيلولة دون القدرة على استكمال ملامح تجربته السياسية غير المسبوقة على مستوى دول المنطقة في إعادة بناء منظومة الدولة اليمنية الحديثة والمتطورة وجنوح الأطراف المعنية إلى السلم و مغادرة مخلفات الماضي إلى فضاءات المستقبل الذي يضمن لليمنيين حياة كريمة ومستقرة ..وكل ذلك يتطلب المزيد من اليقظة والوعي وتوحيد الجبهة الداخلية والاصطفاف المجتمعي. إن هذا الاصطفاف الوطني الواسع لا يعكس الموقف المناهض للإرهاب فحسب وإنما يؤكد كذلك على جدية المرحلة في المصالحة والذهاب إلى المستقبل بالتوافق على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية والوقوف صفاً واحداً في مجابهة كل معرقلي هذه التسوية وفي الطليعة تلك العصابات التي استمرأت جرائم التخريب والإرهاب.. وقد حان للمجتمع ولمؤسسته الدفاعية استئصال شوكة الإرهاب من الأرض الطيبة التي لا تقبل أن تدنسها هذه النبتة الشيطانية !