مرة أخرى تتجلى حكمة الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا الظرف والمنعطف التاريخي الصعب والحرج .. ومرة أخرى تفلح جهود الرئيس هادي في إتاحة فرصة حقيقية لتجنيب اليمن الحرب الاهلية والخروج بالبلاد إلى بر الأمان. لاحت فرصة جديدة لانفراج الوضع السياسي يوم أمس بإقرار اللقاء الوطني الموسع الذي عقد برئاسة رئيس الجمهورية لمبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية وكان ابرز ما نصت عليه تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس الكفاءات والشراكة وتخفيض خمسمائة ريال من سعر مادتي البترول والديزل. يدرك جميع شركاء الحياة السياسية في اليمن أن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية كان قراراً فرضه الواقع الاقتصادي المتدهور .. إذ كان لا بد من هذه الاصلاحات السعرية لمواجهة الاختلال الكبير الذي واجه موازنة الدولة وكاد يستنفد احتياطي البلاد من العملة الصعبة، ولا تخفى على أحد الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد جراء الازمات المتلاحقة التي عصفت به خلال السنوات الماضية .. ويدرك الجميع أيضاً ان ما جرى من استغلال لموضوع الاصلاحات السعرية كان الغرض الأساسي منه دغدغة مشاعر البسطاء واستغلال حاجة الناس وتحشيدهم ضد النظام والدولة رغم المبررات الموضوعية التي ساقتها الحكومة لقرار رفع الدعم. اليوم وقد لاحت في الأفق فرصة جديدة للانفراج اثمرتها جهود وحكمة الرئيس هادي في التعامل مع التوتر الحاصل بصنعاء .. فان الإخوة في جماعة الحوثي وزعيمهم الأخ عبدالملك الحوثي مدعوون إلى التجاوب مع الحل الوطني والمساهمة بإيجابية في خروج اليمن من أزمتها وإنهاء التوتر الحاصل بصنعاء وتجنيب البلاد شبح الحرب الأهلية .. وعلى كل الأطراف السياسية وفي المقدمة منها جماعة الحوثي إثبات حسن النوايا في المشاركة الفاعلة في الحل السياسي الذي تم إقراره يوم أمس فالبلد لم يعد بحاجة لمزيد من الأزمات الداخلية خاصة وانه لم يتعافى من الازمات السابقة بعد. الكرة الآن في ملعب الأطراف السياسية كافة للتجاوب مع الحل الوطني وإنهاء التوتر والمساهمة الجادة في إنعاش الحياة الاقتصادية من جديد .. فالفرصة مواتية الآن لتشكيل حكومة كفاءات تضم مختلف الأطراف السياسية دون استثناء .. فهل تكون النخب السياسية اليمنية عند مستوى المسؤولية وإثبات قدرتها وجديتها في تجاوز مشكلات المرحلة الحالية الصعبة والمعقدة! هذا ما ينتظره شعبنا منها، وهذا ما ستثبته الايام القريبة القادمة.