عقوبات أميركية جديد على 12 كياناً و4 أفراد وسفينتين على صلة ب"أنصار الله"    رسميا.. ليفربول يعلن ضم فيرنز    قبل أن يتجاوزنا الآخرون    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    قصة من الارض الموسومة زورا بالحكمة    حشد مليوني كبير بصنعاء دعما لغزة وإيران ضد الإجرام الصهيوأمريكي    العثور على جثة شاب مختطف بصنعاء بعد أكثر من أسبوع على اختفائه    صحيفة امريكية تكشف كلفة حرب إسرائيل ضد إيران    الحرب الايرانية الاسرائيلية تدخل يومها الثامن ومصادر غربية تتحدث عن تفضيل امريكي بريطاني للحل الدبلوماسي    إب .. تسلّيم ثلاثة مشاريع مياه بمديرية بعدان للهيئات الإدارية لتشغيلها    إيران: دمرنا مايكروسوفت في بئر السبع بصاروخ واحد فقط لتواطئها مع الكيان    حسابات تأهل الأهلي المصري.. الأمل معلق بالبرازيليين    اختتام ورشة إعداد خطة العام 1447ه ضمن برنامج سلاسل القيمة في 51 مديرية نموذجية    كارثة كهرباء عدن مستمرة.. وعود حكومية تبخرّت مع ارتفاع درجة الحرارة    أتلتيكو يداوي الجراح بثلاثية سياتل    من "فتاح" إلى "سجيل".. تعرف إلى أبرز أنواع صواريخ إيران    ميسي ينضم إلى ظهير باتشوكا    الذهب في طريقه لتكبد خسائر أسبوعية    الطريق الدولي تحت سيطرة الحزام الأمني.. خنق لخطوط الإرهاب والتهريب    شبوة تودع شهيدي الواجب من قوات دفاع شبوة    المبرّر حرب ايران وإسرائيل.. ارتفاع أسعار الوقود في عدن    المستوطنة الأثيوبية في عتق.. خطر داهم على حياة المواطن وعرضه    العرب والمسلمين بين فن الممكن المهين والاقتصاد المكثف المفخرة    خسائر معهد "وايزمان" نحو اثنين مليار شيكل جراء القصف الإيراني    المملكة المتحدة تشهد يوم آخر هو الأشد حرارة هذا العام    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    في ظروف غامضة    البيت الأبيض يعلق على موعد قرار ترامب بشأن الهجوم المحتمل على إيران    عن العلاقة الجدلية بين مفهوم الوطن والمواطنة    قضاة يشكون تعسف وزير المالية إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    فريق الرايات البيضاء يكشف عن اخر مستجدات إعادة فتح طريق رئيسي يربط بين جنوب ووسط اليمن    نتائج الصف التاسع..!    مراجعات جذرية لا تصريحات آنية    الحوثيون يقرّون التحشيد الإجباري في الحديدة بدعوى نصرة إيران    "مسام" ينتزع نصف مليون لغم حوثي خلال 7 أعوام    كأس العالم للاندية : ميسي يقود انتر ميامي لفوز ثمين على بورتو    المعبقي يكشف عن اجراءات نقل مقرات البنوك إلى عدن وكيف ستتعامل مع فروعها في مناطق سلطة صنعاء    خيانة عظمى.. علي ناصر محمد يتباهى بمنع انضمام الجنوب لمجلس التعاون الخليجي    من عدن إلى الضمير العالمي    فعاليتان للإصلاحية المركزية ومركز الحجز الاحتياطي بإب بيوم الولاية    جماعة الإخوان الوجه الحقيقي للفوضى والتطرف.. مقاولو خراب وتشييد مقابر    صنعاء .. اعلان نتيجة اختبارات الشهادة الأساسية    اليوم نتائج الشهادة الاساسية وهذه طريقة الحصول على النتيجة    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    مباراة تاريخية للهلال أمام ريال مدريد    إصابة 3 مواطنين إثر 4 صواعق رعدية بوصاب السافل    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    كندة: «ابن النصابة» موجّه.. وعمرو أكبر الداعمين    لاعبو الأهلي تعرضوا للضرب والشتم من قبل ميسي وزملائه    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحيل حكيم العرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
نشر في 14 أكتوبر يوم 23 - 01 - 2015

نعت السعودية، امس، عبر بيان للديوان الملكي ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي توفي فجر امس. وكان الملك عبدالله قد تولى مقاليد الحكم في الأول من أغسطس من عام 2005م، وفي أواخر شهر ديسمبر الماضي أدخل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض إثر عارض صحي ألم به.
ونص البيان النعي على «ببالغ الأسى والحزن ينعى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكافة أفراد الأسرة والأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حيث وافته المنية في تمام الساعة الواحدة من صباح امس الجمعة الموافق 3 / 4 / 1436ه / إنا لله وإنا إليه راجعون /. تغمد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا تمسك هذه الأمة بدينها القويم، فجزاه الله عن الإسلام وعن هذه الأمة وعن المسلمين كافة خير الجزاء. وقد تقرر الصلاة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – بعد صلاة عصر امس الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض. ولله الأمر من قبل ومن بعد».
وولد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة الرياض سنة 1349 ه الموافق 1931م، في عصر كل ما فيه يفرض على الإنسان الصبر والاحتمال، وكان من نتيجة ذلك، أن كان للانضباط الديني والنفسي والاخلاقي دوره في تكوين شخصيته رحمه الله حضورا وتأثيرا وتفاعلا، كون في مجموعه رؤية ثاقبة تفرض قناعتها بالمنطق والعقل سلوكا وتعاملا قولا وفعلا، يتعامل بها في حياته.
نهل الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مدرسة والده ومعلمه الأول الملك عبدالعزيز وتجاربه في مجالات الحُكم والسياسة والادارة والقيادة إلى جانب ملازمته لكبار العلماء والمفكرين الذين عملوا على تنمية قدراته بالتوجيه والتعليم أيام صغره، لذلك فقد حرص دائما على التقاء العلماء والمفكرين وأهل الحل والعقد، سواء من داخل المملكة أو خارجها.
عاش الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كنف والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود فعلق في ذهنه أحداث تلك المرحلة التاريخية وهى مرحلة كانت مشحونة بالصراعات القبلية والفكرية في شبه الجزيرة العربية إلى جانب التطورات السياسية في الوطن العربي وفى العالم أجمع ابان الحربين العالميتين.
في سنة 1383ه الموافق 1962م تسلم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطني الذى كان يضم في مطلع تكوينه آنذاك أبناء الرجال الذين عملوا وأسهموا مع قائدهم الملك عبدالعزيز في توحيد وبناء المملكة العربية السعودية، وكان لتحمل مسؤولية هذه المؤسسة العسكرية دورها الفعال في تطويرها وتحديثها.
وفي سنة 1395ه الموافق 1975م أصبح نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني، وفي يوم الاحد 21/ 8 / 1402ه الموافق 13/يونيو1982م بويع وليا للعهد من قبل أفراد الأسرة المالكة والعلماء، ووجهاء البلاد وعامة الشعب السعودي، وفي مساء ذات اليوم صدر أمر ملكي بتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني، بالإضافة الى ولاية العهد.
وصول الوفود المعزية إلى العاصمة السعودية الرياض
ووصلت الوفود المعزية إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في تشييع ملك السعودية الراحل عبد الله بن عبدالعزيز عصر أمس الجمعة.
وبث التلفزيون السعودي لقطات لوصول أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الرئيس عمر البشير توجه على رأس وفد للمشاركة في مراسم التشييع.
واقيمت صلاة جنازة الملك عبد الله بعد صلاة العصر في جامع تركي بن عبد الله وسط الرياض، وسيشيع إلى مقبرة العود في مظاهر مبسطة وبصورة سريعة وفق تعاليم الدين الإسلامي وما جرى عليه العمل في السعودية، ولذلك قد تقتصر المشاركة في التشييع على زعماء الدول القريبة بحكم أنهم الأسرع في الوصول.
وأضافت المصادر أن وصول قادة دول العالم سيتوالى، حيث يتوقع وصول جو بايدن نائب الرئيس الأميركي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في وقت لاحق امس.
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلنا أنهما سيتوجهان إلى المملكة للمشاركة في مراسم التشييع.
حداد في أغلب الدول العربية حزناً على الملك عبد الله
أُعلن الحداد في أغلب الدول العربية حزناً على وفاة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز، امس الجمعة.
ونعى العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. وقال العاهل البحريني إن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا قائدا حكيما كرس حياته لخدمة شعبه وأمته ودينه والإنسانية. وأعلنت البحرين الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في المملكة لمدة 40 يوما. كما أُعلن عن تعطيل جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية لمدة ثلاثة أيام.
كما نعى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال الشيخ خليفة إن الأمة العربية والإسلامية فقدت زعيما عربيا أعطى الكثير لشعبه ولأمته، مؤكدا على الثقة أن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود سوف يكملان هذه المسيرة. وأعلنت الإمارات الحداد وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام.
أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، نعى من جهته خادم الحرمين الشريفين، قائلاً إن العالم فقد برحيله أحد رجالاته العظام، مشيدا بما حققته المملكة العربية السعودية في عهده من نهضة شاملة جعلتها في مصاف الدول المتقدمة. وأعلنت الكويت الحداد الرسمي 3 أيام لوفاة الملك عبدالله، وتنكيس الأعلام وإلغاء باقي فعاليات مهرجان «هلا فبراير».
كما نعى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العاهل السعودي الراحل وأعلن الحداد لمدة 3 أيام.
وأعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حالة الحداد في مملكة الأردن لمدة 40 يوماً. كما أكد توجهه إلى الرياض خلال ساعات، قاطعاً زيارته إلى دافوس، من أجل المشاركة في تشييع جثمان الفقيد الكبير العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز.
أما الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، فقرر قطع زيارته إلى مؤتمر دافوس بسويسرا، للتوجه إلى السعودية للمشاركة في التشييع، إلا أن الظروف المناخية الصعبة في سويسرا حالت دون ذلك، حيث لن يتمكن السيسي من الوصول في الوقت المناسب للحاق بجنازة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقد كلف السيسي رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب بالتوجه فورا إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد مصري رفيع المستوى لحضور الجنازة. وأعلنت الرئاسة المصرية الحداد 7 أيام لوفاة العاهل السعودي.
كما نعى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، وأعلن الحداد في الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام. وثمن الرئيس الفلسطيني «المواقف المبدئية والدعم اللامحدود الذي قدمه الفقيد لفلسطين وشعبها».
كما أعلن الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، الحداد 3 أيام على وفاة الملك عبدالله حزناً على وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ومن جهته، نعى سلطان عمان قابوس بن سعيد، الملك عبدالله. فيما أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الملك عبدالله كرس حياته لقضايا الأمة العربية. كما وجه العاهل المغربي بتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام، على المباني الحكومية والإدارات والأماكن العمومية في المغرب. ويشمل تنكيس الأعلام حدادا على وفاة العاهل الراحل عبدالله بن عبد العزيز، كل سفارات وقنصليات المغرب في الخارج.
وفي ليبيا، نعى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووصفه ب»ملك السلام». أما موريتانيا فأعلنت الحداد ثلاثة أيام.
كما أعلن الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، الحداد 3 أيام وأمر بتنكيس الأعلام بعد وفاة العاهل السعودي.
وأعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام إثر وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، معتبرة أن لبنان خسر «نصيرا وسندا». أما رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، فنعى الراحل الذي وصفه ب»حكيم العرب وصديق لبنان الكبير».
ونعى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الأمتين العربية والإسلامية بوفاة خادم الحرمين الشريفين. وأعلنت جامعة الدول العربية تنكيس أعلامها حداداً على خادم الحرمين الشريفين.
أما الأزهر الشريف فنعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكداً أنه «لا يمكن لعربي أو مسلم أن ينسى المواقف النبيلة لخادم الحرمين الشريفين حيال قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والتي كانت تصب كلها في إيجاد مجتمع عربي إسلامي متضامن يسوده الحب والتعاون والسماحة».
ومن جهته، عزا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، الأمة الإسلامية في وفاة خادم الحرمين الشريفين، قائلاً: «وإن رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دار البقاء، فإن جلائل الأعمال التي قدمها ستبقي ذكراه حية نابضة في القلوب، وستسجل مآثره في سجل الخالدين».
وتابع: «سيذكره العالم الإسلامي والمسلمون في شتى بقاع الأرض، لما أنجزه من توسعات تاريخية للحرمين الشريفين، وما وجه به من أعمال إسلامية جليلة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ساهمت بجلاء في تيسير أداء مناسك الحج والعمرة».
من جهته قدم بابا الأقباط، الباب تواضروس الثاني، العزاء لشعب المملكة العربية السعودية في «وفاة الرمز العروبي والاسلامي، حكيم العرب، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، مضيفاً «سيسجل التاريخ للقائد الراحل مواقفه التي لا تنسى على صعيد الأمتين العربية والإسلامية».
المجال السياسي في عهد الملك عبدالله
وفي المجال السياسي حافظت المملكة على منهجها الذى انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي حيث تعمل المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية والمعمول بها بين دول العالم كافة منطلقة من القاعدة الاساس وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة.
وكانت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وما تزال تعبر بصدق ووضوح مقرونين بالشفافية عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الأمة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة ومشكلاتها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الاقصى المبارك والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة مع التمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربي على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية.
وفى هذا الإطار قدم الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم (مشروع الأمير عبدالله بن‌ عبدالعزيز) قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م وقد لاقت هذه ‌المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها تلك القمة وأكدتها القمم العربية اللاحقة خاصة قمة الرياض الأخيرة وأضحت مبادرة سلام عربية.
واقترح الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال المنتدى الدولي السابع للطاقة الذى عقد في الرياض خلال عام 2000م انشاء أمانة عامة للمنتدى الدولي للطاقة يكون مقرها مدينة الرياض وقد قرر المجتمعون في منتدى الطاقة الدولي الثامن المنعقد في أوساكا اليابانية بالإجماع إنشاء هذه الأمانة، ومقرها الرياض وفي 17 / شوال / 1426ه رعى الفقيد افتتاح مبنى الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي بالرياض.
كما اقترح الفقيد إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب وذلك خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الرياض في شهر فبراير 2005 برعاية جلالته رحمه الله، وبمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والاقليمية والعربية.
وامتدت مشاركات الفقيد الراحل الخارجية إلى أبعد من ذلك حيث حرص دائما على المشاركة وحضور المؤتمرات الدولية والعربية والإقليمية والزيارات الرسمية لمعظم دول العالم ويسهم بفاعلية في وضع الأسس الثابتة القوية لمجتمع دولي يسوده السلام والامن والاخاء.
وجاءت زيارات الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديدة للدول العربية والاسلامية والصديقة لتشكل رافدا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على مسيرة التضامن العربي والسلام والأمن الدوليين‌.
منجزات عملاقة في مختلف القطاعات
وكانت السعودية قد شهدت منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، تشكل في مجملها إنجازات تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، مما يضعها في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة، فقد تجاوزت في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها «إعلان الألفية» للأمم المتحدة عام 2000، كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
وبأمر الملك، تضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة، وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض. وخطت مسيرة التعليم خطوات متسارعة إلى الأمام، حيث وجهت المملكة نسبة كبيرة من عائداتها لتطوير الخدمات، ومنها تطوير قطاع التعليم.
وتعيش المملكة حاليا نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجت بإحدى وعشرين جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية موزعة على جغرافيا لتغطي احتياجات المملكة بلغ عدد طلبتها 701681، وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعات 30246 أستاذا للعام الدراسي 1428 / 1429ه، إضافة إلى 32 ألف مدرسة للبنين والبنات، ارتفع إجمالي عدد طلبتها إلى أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في أكثر من 32 ألف مدرسة، ويقوم على تعليمهم أكثر من 426 ألف معلم ومعلمة. وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين تم إنشاء العديد من المعاهد والمراكز في بعض الجامعات لأبحاث التقنيات متناهية الصغر (النانو).
كما شهدت المملكة العربية السعودية في معهد الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنجازات اقتصادية غير مسبوقة، امتدت من تحسين أداء الاقتصاد الكلي للدولة، وحتى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين السعوديين عبر مشروعات عملاقة ساهمت في خلق فرص العمل.
النهضة التي شهدتها المملكة في عهد الراحل الملك عبدالله امتدت لتشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل في مجملها إنجازات تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة فقد تجاوزت في مجال التنمية السقف المعتمدة لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000، كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.
ومن بين الإنجازات التي تحققت في عهد الراحل الملك عبدالله الموافقة على انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية بعام 2005، والإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة منها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي.
كما شهد برامج الابتعاث التعليمي للخارج زيادة غير مسبوقة كما تم رفع رواتب الطلبة المبتعثين إلى الخارج بنسبة 50 %.
وعلى صعيد المناطق الاقتصادية فقد تم التخطيط لإنشاء مدن اقتصادية في كل من رابغ وحائل والمدينة المنورة وجازان وتبوك، كما تم تأسيس جامعات جديدة في المدينة المنورة وتبوك وحائل وجيزان والطائف والقصيم والجوف والباحة وعرعر ونجران.
وتم وضع الحجر الأساس لمشروعات عملاقة في جدة ومكة المكرمة تفوق كلفتها 600 مليار ريال تحت مسمى «نحو العالم الأول».
كما شارك –رحمه الله- في مؤتمر قمة العشرين الاقتصادية العالمية والتي انعقدت في واشنطن 2008، للأزمة والتي أعلن خلالها رصد المملكة مبلغ 400 مليار لمجابهة الأزمة المالية العالمية ولدفع عجلة التنمية والنهضة في المملكة وضماناً لعدم توقف مشاريع التنمية بها ولدعم وحماية المصارف المحلية.
وفي عهد الملك الراحل تم إنشاء هيئة مكافحة الفساد على أن تكون مرتبطة بالملك مباشرة.
وعلى صعيد المشروعات السكنية تم تخصيص 250 مليار ريال سعودي لبناء 500 ألف وحدة سكنية بجميع مناطق المملكة.
وتم إنشاء خمس مدن طبية، وأمر بإنشاء مدينة «وعد الشمال» الصناعية للاستثمارات التعدينية في عرعر.
وفيما يتعلق بمشاريع السكك الحديدية توسعت السعودية في إنشاء السكك الحديدية، حيث تمت الموافقة على توسعة سكة الحديد لتشمل القطاع الشمالي واعتماد القطاع الجنوبي ضمن خطة التنمية القادمة، بالإضافة لقطار المشاعر وقطار الرياض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.