نعى الديوان الملكي السعودي اليوم الملك فهد بن عبد العزيز، وقال بيان قرأه وزير الإعلام السعودي عبر تلفزيون المملكة إن صلاة الجنازة على العاهل الراحل ستقام عقب صلاة عصر غد الثلاثاء في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض. كما أعلن الديوان الملكي في بيان ثان أن أفراد الأسرة الحاكمة بايعوا ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ملكا، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز وليا للعهد. وأوضح البيان أن مبايعة المواطنين للملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد سلطان بن عبد العزيز ستبدأ في قصر الحكم في الرياض بعد غد الأربعاء عقب صلاة الظهر. ونقلت وكالات عن مصادر دبلوماسية وطبية أن العاهل السعودي توفي فجر اليوم في المستشفى بالرياض. وكان الملك فهد -الذي تولى العرش عام 1982- أدخل إلى المستشفى يوم 27 مايو/أيار الماضي بعد أن ساءت حالته الصحية، وظلت المصادر السعودية الرسمية منذ ذلك الوقت تتحدث عن تحسن حالته. وقد تدهورت صحة الملك فهد (84 عاما) خاصة بعد أن أصيب بجلطة عام 1995، وفي العقد الأخير انتقلت إدارة الشؤون اليومية في السعودية -التي هي أكبر مصدر للنفط في العالم- إلى الأمير عبد الله ولي العهد الأخ غير الشقيق للعاهل السعودي. وشهد فهد خلال حكمه الذي استمر 23 عاما ثلاثة حروب إقليمية، كما شهدت الأعوام الأخيرة من حياته هجمات شنها تنظيم القاعدة. وقال دبلوماسيون إنهم لا يتوقعون تغييرات كبرى في سياسة السعودية الخارجية تحت قيادة الملك عبد الله الذي كان بصفته ولي العهد يدير الشؤون اليومية للمملكة منذ عقد من الزمن. ورغم العلاقات المميزة بين واشنطنوالرياض في عهده فإن الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 ألقت بظلالها على العلاقة بين البلدين. وبينما وصل التحالف الإستراتيجي للرياض وواشنطن إلى نقطة الأزمة، عادت تلك العلاقات للتحسن بعد دبلوماسية مكثفة من البلدين ومساندة السعودية للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على ما يسمى الإرهاب. وفي سياق متصل أكد مصدر سعودي أن المملكة لن تغير سياستها النفطية بعد وفاة الملك فهد.وفور ورود نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى تأجيل القمة العربية الطارئة التي كان من المقرر أن تعقد في شرم الشيخ يوم الأربعاء المقبل، لبضعة أيام. وأشار إلى أن مشاورات ستجرى بشأن موعد عقد القمة في الساعات القليلة المقبلة. كما قدم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية تعازيه للأسرة السعودية الحاكمة والشعب السعودي بوفاة الملك فهد. واعتبر وفاته خسارة لمجلس التعاون وللأمة العربية خصوصا وأنه من مؤسسي مجلس التعاون وكان له دور في تطوره. وفي أول رد فعل دولي على وفاة الملك فهد، عبرت الرئاسة الفرنسية عن شعور فرنسا بالحزن العميق لوفاة "رئيس دولة صديقة ومحترمة وتتمتع بالسيادة". وقال قصر الإليزيه في بيان "كان الملك فهد حريصا قبل كل شيء على أمن شعبه. وفي زمن الصعوبات كان الضامن لوحدة بلاده والمدافع عن الاستقرار الإقليمي. لقد عرف كيف يرافق بحكمة تقدم المملكة". أعرب العديد من قادة الدول والحكومات العربية والدولية عن أساهم وحزنهم لوفاة العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز اليوم.حيث أعلنت السلطة الفلسطينية الحداد الرسمي ثلاثة أيام, مؤكدة أن الرئيس محمود عباس سيتوجه للمملكة مساء اليوم للمشاركة في الجنازة. وأعلن مصدر رسمي جزائري أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيشارك على رأس وفد في تشييع الراحل غدا الثلاثاء. وفي القاهرة أعلن الحداد العام ثلاثة أيام, ووصف الرئيس المصري حسني مبارك الملك فهد بأنه كان "أخا كريما وصديقا عزيزا"، معربا عن حزنه لفقدان الأمة العربية "زعيما من أعز زعمائها". من جانبه نعى العاهل الأردني عبد الله الثاني نظيره السعودي معلنا الحداد 40 يوما في المملكة, معربا في الوقت نفسه عن تأثره وحزنه "للمصاب الجسيم". كما أعلنت دمشق من جانبها الحداد ثلاثة أيام, ووصف الرئيس السوري بشار الأسد الملك الراحل بأنه كان "حريصا على تعزيز العلاقات الثنائية" مع بلاده. كما قررت دمشق تنكيس الأعلام خلال فترة الحداد في جميع الدوائر الرسمية, في ما ألغت احتفالاتها التي كانت مقررة اليوم بعيد الجيش السوري. كما قدم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية تعازيه للأسرة السعودية الحاكمة والشعب السعودي بوفاة الملك فهد. واعتبر وفاته خسارة لمجلس التعاون وللأمة العربية، خاصة أنه من مؤسسي المجلس وكان له دور في تطوره. وفي باريس عبرت الرئاسة عن شعور فرنسا ب"تأثر كبير وحزن عميق" لوفاة الملك فهد, واصفة إياه بأنه كان "رئيس دولة صديقة ومحترمة وتتمتع بالسيادة". ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الملك الراحل بأنه كان "صديقا جيدا" لبلاده وبأنه كان يملك "رؤية واسعة" خلال فترة حكمه الذي استمرت زهاء ربع قرن. وأعلنت باكستان على لسان مصادر رسمية الحداد لأسبوع كامل إثر تلقي نبأ الوفاة.