في فعل ثقافي قلما يحدث في الوطن العربي، قامت وزارة الثقافة والسياحة بالجمهورية اليمنية برعاية الإصدار الأول لشبكة القصة العربية على الانترنت www.arabicstory.net حيث حوى هذا المنجز الثقافي 70 نصا قصصيا لقاصين وقاصات سعوديين بعنوان: قصص من السعودية، مختارات من الصوت الجديد، وجاء هذا الإصدار بمناسبة تتويج صنعاء عاصمة للثقافة العربية لعام 2004. وفي مستهل الكتاب قال خالد بن عبدالله الرويشان، وزير الثقافة والسياحة اليمني: في بدء الوعي الإنساني كانت الكلمة.. ومن بهاء صنعاء.. وتجليات عبقها.. في عام تتويجها عاصمة للثقافة العربية.. يأتي هذا الاحتفاء بمجد الكلمة، وجلال أنوارها، إيمانا من صنعاء بجميع وسائل النشر المتقدمة، ومفسحة أبوابها للتاريخ متى كانت ضالته الإبداع والجمال.وفي كلمة لجبير المليحان، مؤسس ومسؤول شبكة القصة العربية قال: دائما يسكننا الحلم.. مثل هدهد يقرب المسافات، ويقدم البشرى.. دائما كنا نحلم ببيت جغرافي كبير لأفئدتنا.. دائما يتم تفريقنا، ووضع غشاوات براقة في الطرقات. لكن أحلامنا تضيء لنا طرقا كثيرة لا يمكن اعتقالها.. هكذا كنت أفكر وأنا أرسم الملامح الأولى لشبكة القصة العربية: بدأت كحلم ضاقت به جغرافيا الواقع.. وحيث صار الفضاء قريبا فقد طارت فيه كل طيور الأماني متجهة كالبياض على كل جهة. توافد المبدعون الجميلون من كل تعب وغنوا، وأغنوا ( موقع القصة العربية) بإبداعاتهم. جاء (منتدى القصة العربية) رديفا محصنا بجديته ورصانته ليضيء مسارات كثيرة تهتم بالسرد، وتصب في أنهر الحكايات المزيد من التوضيح والإضافة والأسئلة. يتسع النهر، وتأخذه الأحلام التي لا تتوقف لنقف أمام خطوة جديدة هي إصدار سلسلة كتب دورية لقصص مختارة من الموقع، وكتب نقدية مساندة. يحق لنا أن نفرح، ونحن نرى عاصمة عربية تحتضن أول وليد إبداعي ( ورقي) في مشروعنا الطموح. شكرا لصنعاء ودائما.ثم بدأت القصص تترى مستهلا جبير المليحان، هذا النزف الإنساني المفعم بالكلمة والحكاية، بقصة بعنوان ثلاثة، ثم عبد العزيز الصقعبي بقصة بعنوان الدهن، فخالد العوض بقصة بعنوان حلقة مفرغة، ثم هيام المفلح بنص بعنوان رجل، ثم قصة بعنوان رسالة لعبد الرحمن الدرعان، والفانوس لحكيمة الحربي، ثم عبدالحكيم الشمري في قصته ضجر اليباس، فسعود الجراد في نصه أحلام مائية، ثم فهد المصبح في خيط من الليل، ولإبراهيم النملة نص جنح، ووشوشة جدران ناعمة ليوسف المحيميد، أما أحمد القاضي فكان نصه أرواح تتقزم، ولفهد العتيق إذعان صغير، ولعبد الله التعزي حواف المرآة، ولعبده خال عصفورا الزينة، ثم عبير البكر في رجل يأتي، ولخالد اليوسف لظى، وزجاج لخالد السعن، أما إبراهيم الناصر فقد جاء نصه الصدمة، وقالت فجرها لأحمد الدويحي، والراكب لمحمد علوان، أما أميمة الخميس فقد نشر لها الفتاة الصغيرة، ولهدى عبد الله نصر بعنوان جياد، ولياسر آل حسن نص بعنوان المنية، ودماء بيضاء لأحمد بوقري، وفراشة لحسن حجاب، وحين لا شعور لعبد الله الناصر، والسابح في متاهة العرق لحسن دعبل، أما محمد منصور الشقحاء فنشر قصته الأرض، ولعبد العزيز مشري تم نشر نصه الرائع الفراشة التي انهزمت، ولعيد الناصر رجرجات، ولعلي زعله اشتعال، أما جار الله الحميد فتم نشر قصته في الصباح، ولصلاح القرشي كانت حكاية الطائرة الورقية، ولمحمد حسن علوان تقرير لرجل صامت، ونص معركة صغيرة جدا لمصلح جميل، ولمنصور المهوس سحابة مثقوبة، وللعباس معافا متاهة ولخالد الخضري المعتوه، ولأحمد البشري ساعة الهذيان، ولطاهر الزارعي غدر، ولفارس الهمزاني عطش، ولزياد السالم مزامير الملائكة، أما نص فارس أحلام الفزعات فقد كان لمنصور العتيق، ولصالح الأشقر الإثم الجميل، ولجار الله الحميد دوي اصطدام، والاقدام لخديجة الحربي، وأغنية هاربة لصالح السهيمي، ونحو الآخر لخالد القرني، والتراكمات لناصر الجاسم، أما أريج سليمان فنصها لحظات معي، ولفراس عالم نص الخارق، ولإبراهيم الألمعي نص غبار الأسئلة، ولسمية الحجاج في رضا، ومكابدة نص لفهد الخليوي، والوعكة نص لمحمود تراوري، ولسعيد الأحمد نوافذ ولصوص، ولطلق المرزوقي نص الطريق إلى رمدان، والعمارة كان نص لهناء حجازي، أما هديل الحضيف فكان نصها جغرافيا الوقت، ولفاضل عمران كان نصه بعنوان كف الجسر، ولبدرية البشر المكنسة السحرية، والبراق الحازمي نشر شرخ، ولمحمد المنقري مساقط الرمل، ولعائشة القصير صفارة الإنذار، ولمرام الموسى نص أجساد يلعقها الجدب، وقلب امرأة كان لعلي الشدوي وأما نص قدح من الشاي فقد كان لنوف الحازمي. هذا الإصدار الثقافي يعد إضافة قيمة للمكتبة العربية، لما جمعة من أسماء متميزة في عالم القصة السعودية، وهو ما قد يسهل على الباحثين والنقاد والمهتمين مهمة التنقيب وسط جملة من الأسماء المتزايدة في عالم القصة القصيرة، وعلى صدر غلاف الكتاب.. كانت كلمات نص قصصي قصير جدا تقول: مشى فينا القطار: تتراكض الأيام من النافذة. قهقه طفلي الجالس خلفي فرحا بركض الأشجار، التفت إليه: فإذا هو أبي يملأ كرسيه بالبكاء.يذكر أن شبكة القصة العربية أسسها جبير المليحان في منتصف عام 2000م، وسرعان ما لاقت قبولا واسعا في جميع أرجاء العالم العربي وخارجه، حيث بات يشارك في هذا الموقع أكثر من 600 كاتب عربي بما يقارب من 5000 نص، ويتم التخطيط حاليا لإصدار مجلة أدبية خاصة بالسرد، وموقع رديف خاص بالطفل، وبرامج أخرى تحت الدراسة. نقلا عن الإقتصادية السعودية