أقام نادي القصة بصنعاء مساء اليوم الأربعاء أمسية احتفائية بالروائي اليمني المقيم في فرنسا حبيب عبد الرب سروري، وخلال الفعالية ترك سروري جمهور الأمسية يبادر بطرح الأسئلة التي دارت أغلبها حول بداية تكوينه الثقافي ومدى انعكاس الهجرة على كتاباته وتحولاتها الفنية.. وفي سياق إجاباته تطرق حبيب سروري إلى بداياته الأدبية منذ الطفولة في عدن، وتأثير مكتبة أسرته على بدايات تشكل وعيه بالادب الذي اقترن بالشعر، مروراً بنشره لأول قصيدة في مجلة الحكمة عام 1970م وألمح إلى أن الثقافة الصوفية كانت مكوناً أساسياً من مكونات ثقافته إلى أن ظهرت معطيات الثقافة الجديدة في عدن خلال عقد السبعينيات ممثلة بالأعمال الشعرية والفكرية العربية المنفتحة على الحداثة، مستشهدا على سبيل المثال بأعمال أدونيس الشعرية وديوانه الشهير "أغاني مهيار الدمشقي"، إلى جانب كتابات المفكر محمود أمين العالم والمطبوعات والمجلات العربية الأخرى التي احدثت تحولا في وعي سروري الذي قال أن الثقافة الأولى تراجعت في وعيه لصالح الثقافة الجديدة. وتأتي النقلة التالية في حياة سروري عام 1976م حين ذهب إلى فرنسا واكتشافه لهيمنة فن الرواية على الأجناس الأدبية الأخرى، الأمر الذي دفعه إلى التركيز على قراءة أعمال روائية فرنسية، وخلال تلك الفترة توقف عن الكتابة وتفرغ للدراسة وحصل على درجة الدكتوراة الأولى ثم الدكتوراة الثانية التي منح بموجبها لقب بروفيسور، ومن ثم عاد إلى الكتابة – كما يقول من أفق آخر. وأكد سروري على إنسانية الثقافة، وأنه لا يلزم نفسه بثوابت ثقافية، فيما عدا ارتباطه الوجداني بمعاناة الإنسان في اليمن. ودار خلال الفعالية نقاش حول رواية "دملان" كأطول عمل مطبوع لحبيب سروري، وما حظي به من دراسات نقدية محلية وعربية. وفي سياق إجاباته اختتم سروري حديثه عن تجربته مع الكتابة والاغتراب بإشارته إلى وجود اتساق وتوازن بين اهتمامه بالأدب وبين عمله وتخصصه العلمي كعالم في مجالي الرياضيات والكمبيوتر. حضر الفعالية جمهور من المثقفين والادباء والمهتمين، إلى جانب أعضاء نادي القصة اليمنية "ألمقة".