حصارات الجوع والمرض والفقر والخوف تشتد مع كل عام جديد وتصبح أكثر ضراوة وشراسة. لقد كشفت الأيام القليلة التي انقضت من العام الجديد عن متاهات لاإنسانية وفجائع مرعبة ترتسم على واقع الحياة وبرعاية رسمية, فالغلاء تطاول وتجبر وأخذ يلسع بسياطه كل من استطاع يوماً ما الهرب منها في قديم الأعوام ليقع تحت رحمته مع بزوغ شمس أول يوم من أيام العام الجديد ليبشر الجميع بأنه عام أشد قسوة وغلاضة. ومع بداية العام الجديد كشرت الحكومة عن أنيابها, وقررت أن تبدأ هذا العام بتحالف علني مع جشع التجار وتعلن عن ظهور هذا الحلف بقوة في حياة المواطن اليومية, فليس غريباً أن يصادف ارتفاع بعض السلع بأسعارها مائة في المائة ونجد الحكومة تتحمس لهذا الإجراء الاستغلالي من التجار لتفتح بدورها نافذة إلى جحيم الغلاء وترفع أسعار الغاز وتتضخم أرقام الفواتير لكهرباء والماء وتخلق اختناقات في محطات الوقود وتوسع من معاناة المواطنين الباحثين عن حبة القمح الذي يأتي هذه المرة من المؤسسة المعنية بتوزيعه..!! انها بشائر العام الجديد التي تزفها لنا حكومتنا الغير رشيدة والتي أظهرت نفسها بدون مواربة بأنها تقف خلف كل أزمات المواطن في الأعوام السابقة, وأنها ستتجرأ هذه المرة على فعل كل ما يكدر حياة المواطن بدون تردد وهذا ما تحدثت به اول أيام العام الجديد2008 م. وبدلاً من أن تقف بوجه التجار وتحد من التلاعب بالأسعار التي قصمت ظهر المواطن أخذت على عاتقها التضامن مع جشع التجار والتعاون معهم في عملية إسقاط المواطن إلى حُضر المجاعات سريعاً. مسكين المواطن اليمني الذي باتت حياته مرتبطة بإرادة مصّاصي الدماء والعابثين بمقدرات هذا الوطن وصارت حياته رهينة محبسي الغلاء والفساد .. ولم يعد من يسمع لصرخاته ويرحم معاناته, فأين ما يتجه سيجد بوجهة من يضجعه إن لم يكن بمزادات الأسعار سيكون بمزادات الفاسدين,وإن استنجد بولي أمره. تكون رده الفعل أكثر قهراً وظلماً,ومن يتأمل بإنسانية السلطة سيجدها قد فرشت الشوارع بدمائه يخوفنا إن لا ينتصف هذا العام وقد أكمل الجوع دورته على الإنسان والحيوان وارتهنت الدولة الغوغاء القبلية وبمصيبتها..!! إن هذا العام يحمل معه رياح الإفلاس والعجز و حصارات الغطرسة والفقر لوطن بأكمله..