- مكةالمكرمة/ سمير عبد الله محمد الصلاحي - هناك كذبات كثيرة حول العالم هذه الأيام! والأسوأ من ذلك أن معظمها يصدق!! مثلما حدث معنا عند ارتفاع الأسعار وسقوط العديد بين ميت ومريض، وتهديم اسر وخراب بيوت، خرج المسئولون ليؤكدوا لنا أن جشع التجار هو السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع المخيف للأسعار، مؤكدين أنهم سيقومون بإنزال حملهة على جميع الأسواق اليمنية لمراقبة الأسعار ومحاسبة التجار... وجدنا بعدها الحملة في الأسواق فعلا ولكن لم نجد أي تغيير في الأسعار ليكتشف الجميع أن معظم التجار المتلاعبين بالأسعار خصوصا السلع الأساسية هم من المسئولون التجار أو أقربائهم أو أصدقائهم الذين يلتزمون بدفع حق بن هادي!!! وطبعا "إذا غريمك القاضي من تشارع"؟؟؟؟؟؟؟؟ والخوف كل الخوف أن تتحول موجة الغلاء والجشع ورفع الأسعار بلا حسيب ولا رقيب إلى كارثة جديدة تقضي على دخل المواطن المتوسط الدخل بعد إن قضت على دخل المواطن الفقير فتزداد نسبة الفقراء وتتسع ونتفاخر بعدها بدخولنا موسوعة غينيس للأرقام كأسرع بلد في العالم في ازدياد نسبة الفقراء!! ولنرفع شهادة غينيس بيد، بينما نترك اليد الأخرى تضغط على بطوننا من شدة الجوع!!! يبدو أن التجار انطلقوا في ماراثون له مضمار ممتد كي يعلنوا للجميع استعدادهم للركض إلى آخر الدنيا.. ولأنه ليس هناك تاجر أحسن من الآخر فالسلع تتقافز في أسعارها يوما بعد آخر وكل تاجر يوجد لسلعته مبررا ليغدوا كل شي في السليم. ولو لم يكن كذالك لما استطاع أي تاجر أن يرفع أسعاره لمجرد أن سلعه معينه ارتفعت وفق ممسحة التبرير من غير أي رقابه توقف هذا الركض المستمر... ولو تركنا المواد الغذائية وذهبنا إلى الأدوية والمستلزمات الطبية لوجدنا أن المريض يفضل أن يتعايش مع مرضه بسبب الارتفاع الجنوني لمعظم الأدوية ولكون وزارة الصحة لم تعد تهتم أو تصرف بعض تلك الأدوية وكم آهات وأنات وويلات تحدث في بيوت المرضى العاجزين عن دفع قيمة الأدوية الضرورية واللازمة والتي ترتبط وجودها أحيانا ببقائهم على قيد الحياة... ولنترك الأدوية ونذهب إلى الأدوات الكهربائية وأدوات البناء التي أصبحت أسعارها معلقه في السماء، وكذلك الملبوسات والفاكهة والخضروات أو أسعار السندويتشات التي وصلت إلى سعر خيالي لا يكاد يصدق!!!!!!!! فرحنا ذات يوم عندما جاء رجل التعداد السكاني وهو يحصي كل شي ابتدءا بالبشر وانتهاء بالبقر مؤملين أن الحكومة عندما تعرف كل هذه التفاصيل وتعرف ما آل إليه الوضع ستبدأ بخطوات عمليه جادة للحد من البطالة والفقر بتوفير فرص العمل وتشجيع الاستثمارات واستصلاح الأراضي الزراعية ومحاربة الفساد.. لكنها قد تعودت على ما يبدو على النوم ولا تصحو إلا على قرع طبول الانتخابات ليولدوا الكهرباء بالطاقة النووية ويعملوا على تحلية المياه ويضعوا حجر الأساس للمشاريع المؤجلة كمشروعنا الذي سئمت حجر أساسه من الوقوف سنة بعد أخرى فسقطت باكية لئلا يزيدوها حجرا أخرى في الانتخابات القادمة، وهي كما نعلم حاملا بالمشاريع الوهمية. [email protected]