لا يتقيد الشعر ببيت بوصفه حدثاً جمالياً، ولا يلتزم لمكان أو زمان، فكرة (بيت الشعر) من أساسها خاطئة ومحاولة إصلاحها ببيت آخر وصفات مختلفة، دخول في الفكرة الخطأ أي دخول في التنميط، تتشقلب الترتيبات فقط . أو يعاد التحديث بلغة الكمبيوتر، فالاهتمام ببيت الشعر وتنظيمه، هو اهتمام بتجميع الشعراء بصفة ما، أيّ تجميع كان، ومن ثم سيتم الاختلاف بالضرورة على موقع البيت، أين سيكون ؟ ومن هم الفاعلون فيه ؟ . ليذهب بيت الشعر الموجود إلى الجنة أو إلى حيث يريد، فلا يعنينا في قريب أو بعيد، وليؤسس الشعر بيته بعيداً عن أي رائحة تنميطية، خالصاً لوجه الشعر، فهل يمكن ذلك حقاً ؟ أعرف أن بيت الشعر الموجود يجني على الشعر، ولكن ليست المسألة بحاجة إلى إيجاد بيت آخر، ففكرة بيت (للشعر) خاطئة بالأساس كما سلف، ولنسم الأشياء بأسمائها الحقيقية، هو (بيت الشعراء) إذن، يجتمعون فيه تحت مظلات مختلفة، إلا مضلة الشعر الذي يستعصي على علاقات التركيب المباشرة. لا يخلو بيت من دلالة نسقية كما يقول أصحاب النقد الثقافي، فلنبتعد عن هذه الدلالات النسقية، في الأقل حين نرفع يافطة (الشعر)، ومادام بيت الشعر قد نشأ، أو سيعاد ترتيبه، سيخطط له، وسيدخل في الشعراء مرة أخرى (أعني الكائنات الاجتماعية) لا الشعر، وعندئذ أقترح منع إلقاء القصائد، فأن يهدر الشعر روحه في بيت ليس له، ويستغفل فيه، أمر يبدو مزعجاً، وكثيراً ما كنت أُصاب بما يشبه الفاجعة عندما أسمع (بيت الشعر)، وأخفف عن نفسي بفتح الشين المشددة بدلاً من كسرها، وفتح العين بدلاً من تسكينها، فتبدو الدلالة رائعة حينئذ، وأحس بشعرية عالية؛ لأن (بيت الشعر) بفتح العين يُذكّرني بصفاء الحيوان المفقود فينا. لنسمه (بيت الشعراء) كاتحاد الأدباء الصادق مع نفسه، أو ليشكل كل أحد بيته كما يريد، حتى الشاعرات، لأنه سيغدو حينئذ منتجاً اجتماعياً، له أهدافه ونظائره الظاهرة والباطنة، أما التسمية باسم الشعر فلا يمكن أن تكون إلا إذا كنا نطابق بين أنفسنا وبين الشعر بناءً على نقلات خاصة نراها، وربما كانت كلمة الشعر لغموضها تساعد على إسدال الأقنعة، أو على التمويه البعيد، اليوم أو غداً ، مع المؤسس الأول أو مع المؤسس العاشر، وتلتبس الهوية، ويدخل فيها الحكماء والمجانين وأصحاب الظنون التي تفوق ظنون الشعراء في بلاغة لم يستطع فكَّ شفراتها النقد القديم والحديث، ويبقى للشعر الاسم فقط، وللصادقين الحلم. * نائب رئيس اتحاد الأدباء فرع ساحل حضرموت. صدور عدد جديد من مجلة نزوى العمانية الإصدار الجديد (58) من مجلة نزوى – الفصلية الثقافية الصادر حديثاً في العاصمة العمانيةمسقط (أبريل 2009)، جاء متضمناً العديد من الموضوعات والدراسات في مجالات الأدب والفكر والمعرفة الإنسانية عموماً. وتسير المجلة بخطاها المعهودة عبر أبوابها المعتمدة من دراسات ولقاءات وتشكيل ومسرح وسينما وشعر ونصوص سردية ومتابعات لأحدث الإصدارات وتغطيات لموضوعات تمس الواقع العربي في جوانبه الإبداعية. حيث استهلت المجلة أبوابها بمتفَرّقات: لرئيس تحرير المجلة الشاعر سيف الرحبي فيما جاءت فصول المجلة متتالية حسب الترتيب التالي: * باب الدراسات تضمن: عبدالرحمن منيف.. السنة الخامسة على الغياب: سعاد قوادري منيف - محمود درويش.. الشعر والحكاية التاريخية: ليانة بدر - لعبة الذكورة والأنوثة في روايات غالية آل سعيد: إبراهيم محمود - منصف الوهايبي.. شعرية تمجيد بلاغة المكان : أحمد الدمناتي - توظيف الفكر، كسلاح شهواني [في ألف ليلة وليلة].. فاطمة المرنيسي ترجمة: سعيد بوخليط - المتشاكل في المصطلحات.. في الشعر العربي الحديث: حبيب بوهرور - «كأنها نائمة» لإلباس خوري: نصر جميل شعث - «شيكاغو» رواية: علاء الأسواني : عِذاب الركابيّ - تأويل الإيقاع في شعر طاهر رياض : رحاب الخطيب - خطاب الألم في الرواية المغربية: شرف الدين ماجدولين - الخطاب (سارة ميلز) ترجمة وتقديم: غريب اسكندر- جماعة كركوك الثانية: عبدالله إبراهيم - جهود نقد القصة القصيرة في عُمان: حميد عامر الحجري. * باب اللقاءات: بول شاؤول.. العزلة هي الانفتاح السري العميق..: شارل شهوان ورضوان الأمين - سعيد يقطين.. للسرديات اعترافا عربيا: إبراهيم الحجري - عبدالرحمن الهنائي.. المكان العُماني منحني ثلاث جوائز عالمية: نزوى. * باب التشكيل: - في رثاء الرسم : فاروق يوسف - بين التشكيل والنص: بدور الريامي * باب السينما: انجمار برجمان.. ما هو الإخراج السينمائي؟ ترجمة وتقديم : خالد عزت - وتلته تتمة سيناريو فيلم «المواطن كين» .. إخراج اورسون ويلز : ترجمة : محمود علي * باب الشعر : - «القدس» أرض السماء: المتوكل طه - قصائد «الحالم العنيد» عبداللطيف اللعبي ترجمة وتقديم: مبارك وساط - أوراقٌ حمراء َخمريةٌ: حازم العظمة - الحديقة الباذخة.. هنري ميشو ترجمة: عبدالوهاب الملوح - أرض المسرات : فيصل قرقطي - منتخبات لميكيلانجو بوناروتي.. ترجمة وتقديم: أحمد لوغليمي - امرأة النهر: محمد نجيم - أيام متسارعة تقودنا للكهولة: محمد عبيد - قصائد : اكرام عبدي - عن عشرين إصْبعَاً ودمْعتيْن : محمود خيرالله - زفاف الليلك : عصام ترشحاني - التمثال.. وقبور زجاجية: نجاة علي- العاشقان: حنين عمر - رسائل قصيرة: رشا عمران - قصائد : عزيزة راشد - قصائد تحت الحصار : رسمي أبو علي. * باب النصوص: طوكيو.. عيد ميلاد الاسمنت: محمد عضيمة - حفار القبور: عبدالله خليفة - ابْنَةُ بَائِعِ الزُّهُورِ : بَاتْرِيشْيَا هَامْبِلْ: ترجمة: محمد حلمي الريشة - ليلة القط الأسود : عبدالستار خليف. * باب المتابعات: فعاليات ثقافية عُمانية: طالب المعمري - بشير مفتي في (أشجار القيامة): حسن المودن- وحيد الطويلة في (أحمر خفيف): صلاح فضل - فريد رمضان في (عطر أخير للعائلة): صابر حباشة - ناصر البدري في (هل؟): عبدالرزاق الربيعي - أيها الكاتب ماذا فعلت في عام كامل؟: موسى حوامدة - مجلة «نزوى» والصحافة الثقافية في عُمان: خليفة التوبي.