عن مجموعة من الرواة الثقات، أن هنالك مشاورات جادة لنقل العاصمة إلى (عدن).. وإذا صحت الرواية ونرجو أن تصح فإن ذلك خبر سار من شأنه تفويت الفرصة على كل دعاة التشرذم والانفصال.. لتكن (صنعاء) هي العاصمة التاريخية لليمن، و(عدن) العاصمة السياسية والاقتصادية ولا يعني ذلك أن نخضع لمساومات الخوارج والمارقين، الذين يريدون تفكيك أواصر الشعب الواحد، وإنما يعني الأمر تجريد الوطن من نتوءات الزيغ والضلال، ودرء المفاسد المترتبة على صفقات أصحاب المصالح.. سواء أكانت العاصمة (صنعاء) أم (عدن)،، فإن بالقلب حب اليمن ولن ننتظر أن يجيء ثلة من الإقطاعيين وبقايا مخلفات المخدوعين ليشعلوا نار الفتنة باسم الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب. يكفينا متاجرة بأحلامنا وأقواتنا وطاقاتنا ومقدراتنا نحن شعب يكفيه الذي فيه. إذا كانت السلطة تعاني من اختراقات فجة للفساد وعناصره فإن من واجب المعارضات الهائجة استهداف أساطين الظلم والفساد، لا الاعتماد على نفر من العلوج من أجل محاكمة الذين يظن أنهم طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد!!.. للمواطنين حق التعبير عن آرائهم ومواقفهم من النظام وأخطاء النظام بما لا يتنافى مع القيم والثوابت الوطنية العليا.. وللأمانة؛ فإن معاناة أبناء الجنوب كما يسميهم البعض المزعومة ما هي إلا جزء من معاناة الجميع في جنوب البلاد وشمالها، مع تحفظنا على توجيه المسميات مناطقياً.. إن معظم المشاريع المتوقفة وحالات الفقر والبطالة هي في المحافظات الشمالية، وإن التلاعب بوحدة الوطن وخلط الأوراق والعبث بالرأي العام تحت مسميات مختلفة مغالطة واضحة وغش لجماهير الشعب اليمني. عموماً، إذا اختيرت (عدن) أو لم تختر عاصمة لليمن، ستظل صنعاءوعدن عينين في رأس واحد، وستظل مسألة الوحدة مسألة وطن، حتى ولو كانت العاصمة مأرب أو زنجبار، كلها تنتمي إلى اليمن.. ولكن يبقى أهم معركة يناضل من أجلها اليمنيون هي معركة الانتصار على محاولات التشطير، وتكميم أفواه المرجفين، الذين يسعون في الأرض ليفسدوا فيها ويهلكوا الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.