تعاطت الكثير من الأطياف السياسية والمجتمعية على امتداد البلاد، والكثير من الدوائر والمراكز ووسائل الإعلام الخارجية المهتمة ببلادنا، باهتمام ملحوظ مع مضامين المبادرة الوطنية التي أعلنها حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، منتصف الأسبوع الماضي، والتي وضع في طياتها مخارج عملية وعلمية صائبة، من شأنها العبور باليمن من حالة التأزم والانسداد المتفاقمين، ووقاية البلاد من مخاطر جدية راعبة ما طفقت تتهددها، بل ووضع أسس قوية وفعَّالة لانطلاقة نهضوية تتحقق في رحابها كل ممكنات الاستقرار والنماء والوئام والاندماج . لقد وضعت المبادرة الرابطية يدها على مكامن التأزيم والتردي والاختلال، التي ألهبت الوطن وأبنائه بعذابات لا حصر لها، وقدمت – المبادرة – في الوقت ذاته، حلولا ومخارج عملية واضحة وأكيدة، وآليات فعّالة ومدروسة، تفضي إلى تلبية مجمل الحاجات والاستحقاقات والضرورات الوطنية، ذلك أنها في مجمل تفاصيلها، استهدفت تحقيق المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاثة: العدالة في توزيع الثروة والسلطة، الديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق اليمن وفئاتها، التنمية الشاملة المستدامة، باعتماد نظام الدولة اللامركزية المركبة، الذي تنتقل بموجبه السلطات والصلاحيات غير السيادية إلى كل الوحدات المحلية، ونجزم أن في تجسيد ذلك كله ما يضع حدا قاطعا ( لمولدات الغبن السياسي والاجتماعي والتباغض والتنافر، ولقادحات شرر كل النزعات الانفصالية والتصادمية ، ولحاضنات ومحفزات كل فكر سلبي وافد أو راكد .. ). إن ما تتقد به البلاد اليوم من نذر تفجرات وانسلاخات ومحن ورزايا وشيكة، يثبت مدى ما ألحقه التردد والمناورة والمكابرة وعدم اغتنام فرص المعالجة والإصلاح الجذري، من أضرار وتداعيات شحنت البلاد والعباد بكل هذه الاحتدامات المدمرة التي ترعبنا جميعا اليوم ، لذلك نزعم أن تمادي ذوي الحكم والقرار في تكريس ما هو قائم وثبت عقمه ووباله وويلات عواقبه، وتمادي الدافعين والمندفعين في مهالك النزعات التفكيكية التفجيرية التي لن تنتج غير المحارق والعنف والانهيارات والتمزقات ، إن في كل هذا أو ذاك ما يسوق اليمن – أرضاً وإنساناً ووحدة – إلى مجاهل الخراب والدمار، فليتق الله كل هؤلاء وأولئك في وطنهم المنكوب وشعبهم المسحوق الممحوق، ولتتضافر جهود الجميع لإنجاز ممكنات الإنقاذ الوطني الشامل، من خلال تبني المبادرة السياسية الوطنية الرابطية، والتفاعل الجاد من خلال إثرائها والدفع بها إلى مضامير الفعل التجسيدي الجريء والجاد، دفعاً لهاوية سحيقة تتهددنا جميعاً، وإنجازاً لمأثرة جديدة تؤسس لزمن يماني جديد ودافق بمقومات النهوض والتلاحم والانبعاث الحضاري .. ولله الأمر من قبل ومن بعد ..