نعت جامعة عدن الأحد الماضي رحيل الدكتور جعفر عبده صالح الظفاري مدير مركز البحوث والدراسات اليمنية بالجامعة عن عمر يناهز(70 عاماً) بعد صراع طويل مع مرض عضال ألم به. كما نعت الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وفاة الأكاديمي جعفر الظفاري، وذكر بيان الاتحاد أن الراحل ناقد بارز وله العديد من الدراسات التي تركزت حول اللغة العربية والشعر الشعبي في اليمن. الهارب من الأضواء وكتب الدكتور عبد العزيز المقالح عن الظفاري قائلاً: «انصرف هذا العلامة المربي منذ بداية حياته للبحث العلمي والدراسات الأدبية والتاريخية، عازفاً عن كل ما يبعده عن هذا المجال أو يلهيه عن تواصله الحميم مع طلابه وزملائه، فكان بذلك مثالا لا يتكرر في حياتنا الجامعية ، حيث يبحث الكثيرون عن تحقيق طموحاتهم خارج الجامعة ، وبعيداً عن قاعات البحث والدرس وإعداد الأجيال، ونحت صور المستقبل المنشود وخرائطه في أذهان المتفوقين وعشاق المعرفة. كان الأستاذ الظفاري - رحمه الله - أول من اهتم بقراءة الشعر الحميني في بلادنا قراءة معاصرة ، واختار أن يعتكف على دراسته دراسة علمية أصيلة ، وإليه يعود الفضل في البحث عن تسمية هذا النوع من الشعر بالحميني ، ومما يؤسف له أنه قدم بحثه العميق عن (الحميني) باللغة الانجليزية، ولم يظهر منه باللغة العربية سوى أجزاء قام بترجمتها ونشرها في وقت متأخر، وهو ما يدل بوضوح على تواضعه وعدم اهتمامه بالمشاركة في السباق المحموم نحو الشهرة، وما أكثر أبحاثه التاريخية التي لم ينشر منها إلا القليل ، وهي أبحاث معمقة وأصيلة وتضيف الكثير مما نجهله عن مراحل تاريخية لما قبل ظهور الإسلام وبعد ظهور الإسلام أيضاً. ويبدو أن شعاره المفضل كان ولسنوات طويلة: «إن كتب الأستاذ الجامعي هم تلاميذه»، وهو شعار اتخذه عدد من الأساتذة الكبار في كل زمان ومكان.