كمناسبة دينية وبصعوبة كبيرة جداً فرضتها الأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشها المواطن اليمني وعلى مضض أمضى الناس إجازة عيد الفطر حيث خلت من نفوسهم الفرحة والبهجة؛ نتيجة للأوضاع المعيشية المتردية من أزمات وصراعات يعيشها الوطن و انعكاساتها السلبية على المواطنين أضافت لهم الكآبة والأمراض النفسية والإحباط . فعلى مدى عقود طوال ظل المواطن اليمني يحلم بحياة آمنة ومستقرة خالية من الفساد والتمييز والعبث بإمكانات الوطن ويعول على المستقبل وسنواته في تحقيق ذلك غير أن ما هو واقع ويواجهه مع كل سنة مقبلة مزيد من البطالة واستشراء أكبر للفساد، واتساع شريحة الفقر، وتفاقم الأزمات وتنوعها وتطورها إلى صراعات مسلحة بين أبناء الوطن الواحد من هذه الأزمات التي تحولت إلى حروب دامية في صعدة، والتي أضحت حرباً ضروساً، القاتل والمقتول فيها يمنيون، حرباً تنهك كل أبناء الوطن وتصيبهم إلى جانب مخاوف المعيشة بمخاوف التشرد وغياب الأمن وتجعلهم يرسمون معالم سببها الأساسي في ظل ادعاءات الحكومة بأنها حرب على التمرد والإرهاب وما يقابل ذلك من نفي من الحوثيين والحديث عن أسباب أخرى، مع وجود أطراف أخرى تقول بأن أسباب هذه الحرب لا تعدو عن كونها تصفية حسابات، وقودها أبناء القوات المسلحة والمواطنين الأبرياء، وهذه الحرب مكلفة وغير إنسانية تميت الضمير وتدمر الأخلاق.. ولم يعد المهم الآن سوى أن تنتهي الأمور لصالح الوطن والأمن والعام والسكينة العامة، فاليمن أغلى والوطن أثمن من كل شيء، والوطن هو مقياس الولاء. ومن أجل هذا الوطن يجب أن يعيد المعنيون بشؤونه حساباتهم وفق أرقام وطنية ويراقبوا أنهم يخطون على ثرى هذا الوطن ويعبثون بخيراته ويحترمهم أهله ويثقون بهم فلا يبادلون الاحترام بالإهانة، ويقابلون الثقة بالخيانة، وليعملوا على تحقيق جزء مما يطمح إليه أبناء هذا الوطن أن يتحقق لهم من العدالة، والتنمية والاستقرار وبعض الرخاء لا كل البلاء... ويعولون بذلك على قادم السنوات؟! على دعوة مظلوم يعجل الله بقبولها في تولية الأخيار على البلاد والعباد؟! والعمل على تجنيب الوطن الأزمات، سواء أكانت سياسية أم اقتصادية...