ماذا نتوقع من مؤتمر صيف 2025 لهواتف "غالاكسي"؟    حارس ميسي يوقع عقدا ب15 مليون دولار لمواجهة لوغان بول    إنريكي يستقر على توليفة باريس لقهر الريال    علماء يحلون لغز جمجمة "الطفل الغريب"    خبير: البشرية على وشك إنتاج دم صناعي    استنكار واسع لاختطاف الشيخ الزايدي بالمهرة    هآرتس: وقف العدوان على غزة هو الحل الأفضل لتجنب صواريخ اليمن    تشيلسي يتخطى فلومينينسي ويتأهل إلى نهائي كأس العالم للأندية    هل للصوص الأراضي علاقة باشعال الحرائق في محمية الحسوة (صور)    الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل وإصابة 19 من جنوده في غزة    العلاج بالحجامة.. ما بين العلم والطب والدين    جنوبية حضرموت قبل الاستقلال في30 نوفمبر1967 (3 وثائق)    لحج.. النيابة تُصدر قرارًا بعدم إقامة دعوى ضد الصحفية هند العمودي    سلطة حضرموت ترد على نائب البركان.. رجال الدولة لا يستقون معلوماتهم من الإشاعات    ضابط استخبارات بريطاني سابق يكشف صناعة الغرب ل"داعش"    الحزب الاشتراكي اليمني.. المناصب الحكومية بدلا عن المبادئ    هم شهود زور على انهيار وطن    السقلدي يكشف عن القوى التي تسيطر على المهرة واسباب الحضور الباهت للانتقالي    تغاريد حرة .. سيحدث ولو بعد حين    (دليل السراة) توثيق جديد للفن والأدب اليمني    ولادة على خط النار    صنعاء .. الاعلام الحربي ينشر تسجيل مرئي للسفينة "ماجيك سير" من الاستهداف إلى الغرق    مصير غامض يكتنف السفينة "إترنيتي سي" بعد اصابتها باضرار جسيمة ..!    لندوة علمية بعدن حول (حوكمة الجامعات)    اختتام ورشة تدريبية حول السند القانوني لاستعادة الدولة الجنوبية بالعاصمة عدن    تظاهرات في مدينة تعز تطالب برحيل المرتزقة ..    تصل لخلل الجهاز العصبي.. أخطار الشاشات الرقمية على نمو الأطفال    أضرار السهر وتأثيره على الصحة الجسدية والنفسية    التعرفة بالريال السعودي.. كهرباء المخا من منحة إماراتية إلى مشروع استثماري    مايضير أوينفع الشاة بعد ذبحها    تدشين العمل بمشروع طريق اللصيب – خدير البريهي في ماوية    ذمار تحصد 17مركزا ضمن أوائل الجمهورية    إلقاء القبض على قيادي حوثي في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة    الزهري يترأس اجتماعًا للجان المجتمعية بخور مكسرالزهري يترأس اجتماعًا للجان المجتمعية بخور مكسر ويؤكد على تعزيز دورها الخدمي والتنموي ويؤكد على تعزيز دورها الخدمي والتنموي    استقرار أسعار الذهب عالميا مع تزايد القلق من الرسوم الجمركية الأمريكية    - وفاة عميد المخترعين اليمنيين المهندس محمد العفيفي صاحب الأوتوكيو ومخترع ال 31 ابتكارا    الرصاص يتفقد سير العملية التعليمية والتربوية في البيضاء    مونديال الأندية.. فيفا يلغي مباراة المركز الثالث    اكتشاف مدينة مفقودة في بيرو عاصرت حضارات مصر القديمة وبلاد الرافدين    شرطة تعز تمهل الجهات المختصة 24 ساعة لحل أزمة مياه الشرب وتؤكد أنها لن تقف عاجزة    الهلال السعودي يتعاقد مع اللاعبة الفرنسية حمراوي    أمم أوروبا سيدات.. إسبانيا تكتسح بلجيكا بسداسية    النجدة بصنعاء تستعيد 41 سيارة مسروقة    الخبير المعالج الصلوي: الطب الشعبي مكملاً للطب العام ، في عدة مجالات    الفصل الخامس    بعد ليزا نيلسون.. فنان فرنسي يتهم مها الصغير ب"سرقة" لوحاته    صنعاء .. التأمينات الاجتماعية تعلن صرف مرتبات المتقاعدين وتستعد للانتقال للمحفظة الإلكترونية    تحسن ملحوظ في خدمة الكهرباء بعدن عقب وصول شحنة وقود إسعافية    تسجيل هزتين ارضيتين وسط محافظة الحديدة    مدرب الناشئين:سنتيح الفرصة لاستكشاف المواهب على امتداد خارطة الوطن    الإعلام الأمني: تسجيل 23 حالة انتحار خلال يونيو ومأرب وتعز تتصدران القائمة    مصر.. اكتشاف مقابر أثرية تحمل زخارف مدهشة في أسوان تعود للعصرين اليوناني والروماني    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    لا يحق لإمام المسجد رفض أمر ولي أمر المسلمين بعزله من الامامة    دراما اللحظات الأخيرة.. الريال يعبر دورتموند ويصطدم بسان جيرمان    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفهوم الثقافة الرقمية
نشر في رأي يوم 28 - 10 - 2009

لا شك أن مصطلح الثقافة الرقمية بات محل بحث و تدقيق لما أخذته تكنولوجيا المعلومات من تقدم مستمر ومساحة لا يستهان بها في عالمنا الأدبي والعملي بل والحياتي الآن.. و خاصة لمستخدمي التكنولوجيا الحديثة من إلكترونيات والعالم الإلكتروني الذي لا ينفصل عن عالمنا المعاش بل قد أصبح نواة لكل أعمالنا واستخداماتنا في شتى أنواع الحياة المعرفية والثقافية بل ولا أزايد حين أقول في حياتنا العامة .. فالثقافة الرقمية تعتمد إعتماداً كلياً على المعرفة بالعمل الإليكتروني وأدواته العديدة التي توغلت داخلنا وداخل كل ما يتعلق بنا الآن. وباتت من ركائز العمل اليومي المعاش .. وكي نوجد مفهوم شامل لهذه الثقافة يجب أن نتعرف على ماهية كلمة ثقافة أولاً كي لا يأخذنا المصطلح إلى عوالم أخرى نحن في غنى عن دخولها الآن ..
فمعنى كلمة ثقافة كما جاءت بالمعجم تعني التعلم والتهذب .. و تثقيف الشيء هو إقامة المعوج منه وسواه .. وفي الإنسان أدبِه وهذبه . وهي تشمل العلوم والفنون والمعارف
أي أن كلمة ثقافة تعني الوصول لآداب وأخلاقيات الأشياء ليس كما يشاع ويتعامل به وعليه بعض مثقفينا أنه مصطلح يعني المعرفة بالشيء مهما كان .. و أن الجهل الالكتروني ليس له علاقة أبداً بالثقافة الإلكترونية لان أغلب المواطنين في شتى بقاع الأرض أصبحوا يحملون تليفوناً محمولاً وهو من الالكترونيات التي ينطبق عليها هذا المصطلح .. ويجب علينا أيضاً أن نفرق ويجب أن نشير إلى زمن اتفقوا فيه على اصطلاح ( الثقافة الجنسية) وهي أبعد ما يكون من آداب المعاشرة. . بل و هذه النوعية خاصة أدت أداءً عكسياً لمعنى الثقافة لأنها عوجت المقام ولم تقيم المعوج . ومن هنا نبدأ بحثنا في ماهية الثقافة الرقمية والتي تحيلنا إلى العالم الإلكتروني الحديث الذي هو ثورة إنسانية علمية لا يستهان بها في العصر الحديث وهي تعتمد اعتماداً كلياً على لغة الحساب الرقمي .. فكل المعلومات تخزن (داتا) على شكل معادلات رياضية أرقام لا حروف ومن هنا أتى مصطلح الرقمي ( الديجتال) .
وعلينا نحن الرعيل الأول لمستخدمي هذه التقنية أن نضع معايير ونظم لتقويمها لتتعرف عليها الأجيال التي ستأتي بعدنا.. على شكلها الواقعي المثالي الذي نريد جميعاً أن نصل به إلى مصطلح متفق عليه يرقى أن يسمى (ثقافة).
فما نحن عليه الآن يندرج تحت مسميات عدة أطلقوا عليها المجتمع الرقمي الجديد وتم توصيفه بأنه (مجتمع على درجة عالية من الارتقاء الاقتصادي ورفاهية أفراده)، وعدد من المسميات: مثل'مجتمع المعرفة' حيث باتت في هذا العصر المعرفة أهم مصادر التنمية، كما أصبح إنتاج المعرفة من أهم مصادر الدخل القومي لبعض المجتمعات لما شغلته من أهمية في العمل مثل البورصة التي تعتمد الآن على هذه التقنية الرقمية بشكل رئيسي وهو ذاته 'مجتمع المعلومات' الذي يوفر كماً هائلاً من المعلومات على المساحات التي تتوسع دائرة شبكاتها يوماً بعد يوم، مع محاولات لتوظيفها لصالح المجتمع' في مجالات كثيرة ومنها 'مجتمع التعلم' حيث راجت فكرة التعلم الذاتي بواسطة شبكة الانترنت'والتعلم عن بعد وقد صممت ونفذت بعض مشاريع الكليات والجامعات الخاصة بهذا الاتجاه ' التعلم عن بعد' بواسطة شبكة الانترنت
قالوا عن الثقافة الرقمية وعن مفهومها أنها تعني القدرة بثقة على استخدام أجهزة الكمبيوتر والخدمات الالكترونية لمواكبة حياة المجتمعات الحديثة والمشاركة فيها بثقة وأنه يكمن جوهر الثقافة الرقمية في تمكين أفراد المجتمع من استخدام التطبيقات الرقمية الحقيقية لما لها من ثقة لإنجاز أعمالهم الوظيفية والشخصية أو واجباتهم ومهامهم تجاه المجتمع.
وقد يكون هذا التعريف تعريفاً مفتوحاً لم يذكر ما نوهنا عنه من مغزى كلمة ثقافة الحقيقية .. و يتماشى مع مفهوم أخر وهو يعني الإلمام بالعمل الرقمي أو التعلم على أدوات العصر الحديث . .. فهناك فرقاً كبيراً بين العلم وهو مرتبة عليا وبين العلم بالشيء وهو درجة معرفية وبين ثقافة وهو المصطلح الخاص بتأديب وتهذيب المفردات و الطريق القويم لتوصيل العلم و تقديمه في شكل قالب يصلح للمجتمع خاصة وإن كان هذا المجتمع له خصوصياته و عاداته وتقاليده. .. فنحن حين نتكلم عن الثقافة العربية حتما سيتجه فكرنا إلى ( الأدب العربي) و البيئة العربية التي نعيشها و ثقافة الفرد والمجتمع بسمات أخلاقية و اجتماعية بعيدة عن العلم الذي يباح به المعرفة الشاملة و الممحصة والمتفحصة للأشياء كما هو معروف لدينا ( لا حياء في العلم) ولكن في الثقافة فإنها تعتمد على علم وآداب الحياء كي نصل بها إلى مرتبتها المعجمية المعروفة ( التعلم والتهذب وإقامة الاعوجاج) .
وهذا هو دورنا الأدبي الذي يجب أن نحمله على عاتقنا بترسيخ مفهوم الثقافة الرقمية العربية على أقل تقدير .. حتى إذ ما صحت عممت على العالم الذي هو ليس بمعزل عنا ولا نحن بمعزل عن العامة
هذه الثورة التكنولوجية العملاقة التي قربت المسافات بل محتها نهائياً فبضغطة زر تستطيع أن تتحدث مع أبعد شخص في العالم في التو والحال .. و يمكنك أن تتفاعل معه ومع ثقافته الخاصة به وثقافته الإقليمية وثقافته العامة .. و يمكننا من هذه النافذة إلقاء الضوء على ماهية الثقافة وتعميمها.. لا أن ننتظر حتى يأتينا التعريف معلب يخلو من ثقافتنا نحن التي تمتد آلاف السنين .. وحتما ستأتي كما يريدون لا كما يجب أن تكون عليها.ه من المساوئ التكنولوجية الحديثة .وفوضى الثقافة وعولمة الحسن والقبيح بلا إطار وبلا وعي وبلا مسئولية.
وإذا فتحنا الباب لنتعرف على أدوات الثقافة الرقمية سنجدها أصبحت في كل شيء نستخدمه من أول التليفون المحمول مروراً بالكمبيوتر والسيارة وقد سبقهم التليفزيون والراديو والتليفون العادي واللاسلكي والكاسيت ولكن الآن بعد أن فُعِلّت شبكة الاتصالات الدولية ( الانترنت) أصبحت التكنولوجيا الرقمية في أوج مجدها و سيطرتها على الإنسان. وليس كما كان مرجو منها أن يسيطر الإنسان عليها .. حيث يمكن لأي شخص العمل وهو جالس على مقعده .. ويتابع عمله من خلال شاشات متابعة في مصنعه أو مكتبه عن طريق الإنترنت ( دخول الشبكة العنكبوتية).
وبعد هذه المقدمة الطويلة يجب أن نقول أن هناك فرقاً كبيراً بين التعلم و التثقف.. نعم لدينا أمية في علوم الحاسوب ولكن لم تكن ثقافية بل علمية .. فالثقافة تأتي بعد العلم لا معه ولا قبله .. فيجب علينا أن نعلم أن استخدام أدوات التكنولوجيا الرقمية هو تعليم و تدريب يمكن لأي شخص تعلمه. .. ولكن الثقافة وهي تهذيب الأدوات لها مدخلاً غير مدخل تعلم الاستخدام. .. ولا شك أننا حين نبحث عن من كتبوا عن الثقافة الرقمية هم في الأغلب وقد يكون الكل من المثقفين والأدباء على أرض الواقع لأنهم يحملون مقومات الثقافة تلقائياً. .. ولكن مستخدمي التكنولوجيا الرقمية وخاصة الشبكة العنكبوتية لا علاقة لهم بمفهوم الثقافة ولا العمل الثقافي .. فهم كالعاملين بالشوارع الذين لا يهتمون بآدابه بقدر ما يهتمون بعملهم وكل حسب هواه وعلمه وثقافته .. وهنا تلوح لنا ماهية الثقافة من ماهية المستخدم .. وإذا كنا نريد أن نصنع ثقافة إليكترونية فهذه المهمة الشاقة سيتحملها المثقفون أنفسهم بما لديهم من ثقافة وأدب بالفعل ليسطرون شكلاً ونموذجاً يتواءم ويتماها مع ماهية الآلية التي نستخدمها في عالمنا الحديث .. أما عامة مستخدمي التكنولوجيا فهم كمن يحمل أسفاراً لا يدري عنها شيئاً ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.