تبدو آمال المعنيين بالاستعداد والتجهيز لخليجي 20 المقرر إقامته في عدنوأبين أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر المقبلين من العام الجاري أكثر تفاؤلاً فيما يخص تجهيزات المنشآت الرياضية وفنادق التسكين والبنية التحتية لمحافظات عدنوأبين ولحج. غير أن الواقع الذي شاهده ما يزيد عن 60 إعلامياً تم نزولهم إلى هذه المحافظات الثلاث عبر قافلة إعلامية نظمها المركز الإعلامي بوزارة الشباب والرياضة خلال الأربعاء وحتى الجمعة الماضية يخالف هذا التفاؤل المفرط على ما يبدو على أرض الواقع، حتى وإن بدا وزير الشباب والرياضة الذي كان حاضراً مع القافلة في محافظة عدن الأكثر تفاؤلاً وغبطة بما تحقق من إنجاز في الملاعب التي سيقام عليها البطولة وملاعب تدريب المنتخبات وكذا فنادق تسكين الوفود. لم يتفاءل أغلب الإعلاميين الذين شاركوا في القافلة بما شاهدوه من أعمال إنشائية رياضية وفندقية وخدماتية على أرض الواقع باستثناء ملعب الوحدة بزنجبارأبين الذي بدا أكثر إنجازاً عن بقية المنشآت الأخرى سواء الرياضية أو الفندقية أوالخدمية. في تقرير حديث صادر عن اللجنة العليا لخليجي 20 بتأريخ 10 سبتمبر الماضي قدم لمجلس الوزراء، أكد التقرير أن نسبة الإنجاز في ملاعب شمسان والشعلة والتلال 40%، وفي ملاعب أندية وحدة عدنوالمنصورة والنصر 20%، بينما الواقع يؤكد أن نسبة الإنجاز في جميع الملاعب الستة المذكورة لم تتجاوز 25% كحد أقصى على اعتبار أنه لم يتم البدء في العمل في هذه الملاعب - وهي ملاعب للتدريب- سوى في الكتل الخراسانية (مدرجات الجماهير) التي لم ينفذ منها سوى 80% فقط في بعض الملاعب الستة. مشرفو ومدراء ومهندسو هذه المشاريع للملاعب الستة وكذا الملعبان الرئيسيان اللذان ستقام عليهما مباريات البطولة وهما ملعب الوحدة بأبين و22مايو بعدن، يؤكدون أن أعمال التنفيذ جارية على قدم وساق، بيد أن المخاوف تكمن في تأخر بعض المخصصات من قبل الجهات المعنية ما يسبب عرقلة لعجلة التنفيذ، أضف سبب آخر وهو الظروف التي تعيشها محافظات عدنوأبين ولحج من أعمال التظاهرات والإضرابات ما يجعل عمال هذه المشاريع الذين يشكلون الغالبية العظمى من حجم العمالة في هذه المشاريع يقدمون على الإضراب وأعمال التظاهرات وهو ما يسبب في توقف العمل ولو ساعات، وهذا لا يخدم تنفيذ المشروع على أكمل وجه وفي وقته المحدد حسب قولهم. المنشآت الرياضية : ملعب الوحدة زنجبار - أبين : وفي تقرير للجنة العليا للإعداد والتحضير لخليجي 20، ذكر التقرير أن الملعب أُقر إنشاؤه بقرار مجلس الوزراء رقم 470 لعام 2008م، حيث مر هذا المشروع بمخاض طويل مع الشركات المتقدمة التي لم تتقدم للمناقصة سوى شركة واحدة هي الشركة الصينية (CGG2) تقدمت من بين 17 شركة لإنشاء الملعب بتكلفة (381، 503، 174، 21 ) مليار ريال، غير أن هذا الرقم كان خيالياً للحكومة فقدمت وزارة الأشغال العامة والطرق حينها خطة إنشائية بديلة بتكلفة 12 مليار ريال بعد تقليص الأعمال الإنشائية إلى النصف تقريباً. وذكر التقرير أن الملعب قسم إلى أربع كتل منفصلة وتم إسناد كل كتلة لمقاول منفصل وقد أرسيت المناقصات على النحو التالي: الكتلة الرئيسية الغربية: تنفذه المؤسسة العربية للتجارة والمشاريع بتكلفة (2،028،052،611) ريالاً. الكتلة الشمالية: مؤسسة عبد العزيز التام بتكلفة ( 1،460،458،800) ريال. الكتلة الشرقية: المؤسسة العامة للطرق والجسور والمؤسسة العامة للاتصالات (613،454،200) ريال. الكتلة الجنوبية: شركة التضامن اليمنية للمقاولات والهندسة (1،583،018،870) ريالاً. وحسب التقرير فقد تم توقيع العقد مع المقاولين المنفذين للمشروع وتسليمه مطلع فبراير 2009م، على أن يتم تنفيذ المشروع خلال 16 شهراً من تاريخ توقيع العقود، وفيما يتعلق بالأعمال الإلكتروميكانيكية الخاصة بالملعب، فقد رست المناقصة على شركة أولاد الصغير وبقيمة (15،940،560) دولاراً، أي بأكثر من 3 مليارات ريال. وخلال إطلاع القافلة الإعلامية فقد قدم مشرف المشروع فرجاني عبد الرحمن الذي أكد أن أعمال الخرسانة الأسمنتية للملعب بلغ نسبة إنجازها 85%، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية وتسليم المشروع كاملاً قبل سبتمبر من العام الجاري 2010م.. ويتكون المشروع من كافة البنى التحتية والمرافق الخدمية للجمهور واللاعبين والحكام والمدربين وغرف المساج والتقوية ومظلة فإلى المنصة الرئيسية، ويجهز وفق أحدث التجهيزات ووفق شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كملعب دولي متكامل. ومن الملحوظ أن الأعمال الإنشائية للمشروع تسير بخطى ثابتة ومتسارعة في جميع كتله الأربع وإذا ما استمر الحال على ماهو عليه ربما يتم الانتهاء من المشروع فعلياً بالوقت المحدد له، وتبقى المخاوف من الأمور الطارئة التي قد لا تخدم المشروع والمتمثلة بالأحداث الدائرة في محافظة أبين. مشروع ملعب 22مايو بعدن ويتم تنفيذه من قبل المؤسسة العربية بمبلغ وقدره (22،094،445) دولاراً ولا يزال المخاوف تكتنف هذا المشروع من حيث الأعمال الإنشائية وبطء تنفيذها على الرغم من طمأنة مدير المشروع العراقي جعفر حسين جعفر الذي أكد أن العمل يسير وفق ما خطط له وأنه سوف يتم تسليم المشروع وفق البرنامج الزمني المحدد له قبل سبتمبر المقبل. ملاعب التدريب: ملعب حقات نادي التلال (كريتر) اختير للملعب مكان رائع بمحاذاة شاطئ البحر المحاذي لأرضية الملعب مباشرة، حسب القائمين على المشروع يتكون من مدرجات سعة 1500 متفرج وغرف للحكام وتغيير ملابس اللاعبين ومرافق أخرى خدمية، ويزرع بالعشب الصناعي وإنارة وسياج واقي على محاذاة الشاطئ. حتى الأول من يناير ولا يزال العمال ينفذون أعمال الخرسانة الأسمنتية لمدرجات الملعب الواقعة على الجهة الغربية من الملعب.. بدأ تنفيذ المشروع في يونيو 2009م، وستنتهي أعمال المشروع وتسليمه شهر مايو 2010م وبتكلفة إجمالية قرابة 200 مليون ريال تنفذه مؤسسة حوشب للمقاولات. ويبدو أن المعنيين بالتحضير والاستضافة لخليجي 20 يعطون أهمية أكبر لهذا الملعب من حيث التوسعات الإنشائية لاعتباره ملعباً دولياً تقام عليه المباريات وليس ملعباً تدريبياً، ويشير مراقبون رياضيون إلى أن إنشاء هذا الملعب جاء كبديل محتمل لملعب أبين الدولي خاصة بعد تزايد الاحتجاجات والاضطرابات الأمنية في أبين. ملعب نادي شمسان (المعلا ): تنفيذ مؤسسة العين بتكلفة إجمالية 218 مليون ريال، يتكون المشروع من مدرجات للجمهور بسعة 1500 متفرج وغرف للحكام واللاعبين والمدربين ومرافق خدمية أخرى وتعشيب صناعي وإنارة. ملعب نادي الشعلة (البريقة) تنفذه مؤسسة العين بتكلفة إجمالية تقدر 225 مليون ريال، يتكون المشروع من مدرجات للجمهور بسعة 1500 متفرج وغرف للحكام وتغيير ملابس اللاعبين والمدربين، وسيعشب بالنجيل الصناعي وتنصيب أعمدة إنارة ذات مواصفات دولية. ملعب وحدة عدن (الشيخ عثمان) بدأت الأعمال التنفيذية في المشروع مطلع أكتوبر 2009م، تنفذه مؤسسة التقوى، وبتكلفة إجمالية 241 مليون ريال ، ويتكون المشروع من مدرجات خرسانية وغرف للحكام والمدربين واللاعبين ومرافق خدمية وصحية للاعبين والجماهير، وأعمدة الإنارة وتعشيب صناعي.. تأريخ تسليم المشروع أكتوبر 2009م، على أن يتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية وتسليم المشروع كاملاً مايو 2010م. مشروع ملعب نادي النصر (دار سعد) باشرت الشركة المنفذة للمشروع وهي المكتب الفني والصفا للمقاولات تنفيذ المشروع مطلع أكتوبر 2009م، على أن يتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية وتسليم المشروع كاملاً مايو 2010م، ويتكون المشروع البالغ تكلفته الإجمالية 223 مليون ريال من مدرجات خرسانية على امتداد الجهة الغربية للملعب ويشمل مرافق خدمية من غرف للاعبين والحكام والمدربين وتصريف صحي للاعبين والجماهير. مشروع ملعب نادي شباب المنصورة بدأ تنفيذ الأعمال الإنشائية للشركة الدارتك المنفذة للمشروع منتصف أكتوبر الماضي، ويتكون المشروع البالغ تكلفته 243 مليون ريال من مدرجات خرسانية على امتداد الجهة الغربية من الملعب بالإضافة إلى مرافق خدمية وصحية للاعبين والجماهير، وغرف للحكام والمدربين واللاعبين وأعمدة الإنارة وعشب صناعي، وسيتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية وتسليم المشروع كاملاً مايو 2010م. التسكين والفندقة لخليجي 20 حدد لإقامة الوفود الرسمية والمنتخبات المشاركة في البطولة خمس فنادق لتسكينهم وهي : شيراتون عدن 120 غرفة، فينسيا 51 غرفة، عدن بلازا 167 غرفة، ميركيور 117 غرفة والشركة الليبية القابضة 300 غرفة، تعمل بنظام خمسة نجوم. الشركة الليبية القابضة التي تنفذ الفندق الذي سيتم تسكين المنتخبات المشاركة فيه والذي يقع في منطقة كالتكس بالمنطقة الحرة بعدن، ويبلغ تكلفته 200 مليون دولار، وخلال اللقاء بمدير المشروع فهد ناصر أكد أن هناك قصوراً في تنفيذ الخدمات الأخرى للمشروع كأعمال الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأخرى التي ستغذي المشروع. كما تنفذ عدد من المشاريع الفندقية والسياحية الخاصة باستضافة جمهور خليجي 20 لم تتضح معالم الإنجاز فيها ومواعيد تسليمها حتى اللحظة، بالإضافة تنفيذ البنية التحتية لمحافظات عدنوأبين ولحج في أعمال الكهرباء والصحة والطرق والتشجير وتحسين المدن والسياحة وغيرها من الخدمات العامة التي تخص خليجي 20، غير أن الصورة لم تتضح بعد في هذه المشاريع المكلفة مليارات الريالات. من جانبه أكد وزير الشباب والرياضة حمود عباد خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه المركز الإعلامي بوزارة الشباب والرياضة بختام رحلة القافلة بعدن أن مسألة تسكين الوفود الرسمية المشاركة من الدول الخليجية والعراق فاق العدد المطلوب المقدر ب400 غرفة بنظام خمسة نجوم وقال:" نحن الآن نعمل لسعة تسكين بلغت 800 غرفة بنظام خمسة نجوم". وجدد تأكيده على أن جميع الملاعب التي تنشأ حالياً سواء الملعبين الرئيسيين أو ملاعب التدريب ستكون جاهزة قبل انطلاق البطولة بفترة مناسبة، وذكر أن ملعب 22مايو لا تنفذ فيه أعمال التأهيل فقط وإنما أعمال إنشائية إضافية ستجعله من أجمل ملاعب الوطن العربي حد قوله. وأشار إلى أن زيارة لجنة خليجي 20 المكونة من دول الخليح كل 24 يوماً ستكون محفزة لهم، مبدياً حرصهم على أن تكون هناك تقارير إيجابية وتقدم في الأعمال الإنشائية خلال كل زيارة تقوم بها اللجنة لعدنوأبين ولحج. ولفت إلى أن هناك خطط تسكين للجمهور الخليجي تقوم بها وزارة السياحة مع الجهات والشركات المختصة بجانب التسكين الفندقي ولا قلق من هذا الأمر حسب قوله. وكان رؤساء اتحادات كرة القدم الخليجية واليمن والعراق قيدوا في اجتماعهم بصنعاء مؤخراً الموافقة على إبقاء إقامة بطولة الخليج ال 20 في اليمن بثلاثة شروط هامة وهي " أول هذه الشروط هو استكمال كل الأعمال والتجهيزات في كل مواقع العمل والمنشآت وأماكن الإيواء قبل انطلاق البطولة المقررة في 22 نوفمبر المقبل حتى الرابع من ديسمبر المقبل بشهرين". وتضمن الشرط الثاني توفير وتهيئة المناخات الآمنة في مدن إقامة البطولة وأماكن إقامة الوفود والمنتخبات الوطنية والخليجية، أما الشرط الثالث والأخير فنص على استمرار بقاء البحرين كبديل جاهز لاستضافة البطولة في حال تعثر الاستضافة اليمنية لأي سبب من الأسباب المختلفة.
