مرَّاتٍ،، قد ينتشلك صوتٌ فَخْمٌ جميلٌ مثل صوت (فيروز)، ويمشق روحك من جذورها، فيغصن من منابت قلبك قوائم ذو شجوبٍ باسقةٍ، وتزهر تراجيع السُّلوان الكامنة فيك.. ومرَّاتٍ،، قد تمصُّ عُود عضوك المطَّاطي وتحكم قبضة نهديها عليك فاتن لعوب مثل (هيفاء) أو (شاكيرا) أو حتى مراسلة ال بي بي سي؛ وتلف حول عنقك ساقيها وفخذيها، كما لو أنها توشك أن تطويك بين لابتيها طيَّ السجل للكتب!! الإيقاع، إذن، ضربان رئيسيان: إيقاع الأصوات،، وإيقاع الأجساد. الأول يصل بسرعة الذبذبات الصوتية، والثاني يصل بسرعة الموجات الضوئية الكهرومغناطيسية. وموجات الصوت تصل متأخرة عن موجات الضوء كما تقول الفيزياء. لمثل هذا يعمل العاملون اليوم على تجديد الأنواع الضوئية بتجديد الأشكال الإيقاعية وتوسيط ما بين النبرة واللفظة؛ بمعنى أن تستمع إلى الأغنية أو المقطوعة بأكبر عددٍ ممكن من الحواس.. الحقيقة أنك قد تستمع إلى الأداء بمجرد أنك مدعو للاستمتاع بالمشاهد المثيرة!! والمهم، من بعد أن الأمر سيان أو هكذا يبدو لي أنا، إما أن جهازك العصبي سيسترخي استرسالاً مع صوت حلو يسري في أذنيك سريان جداول الماء وإما أن جهازك البولي والتناسلي سيعتدي على نمارق الغرف المصفوفة وزرابيها المبثوثة فتريق حليب (يماني) الحقيقي على هذه الوسادة أو تلك، ثم تسترخي جوارحك على فرش أحلامٍ سعيدة وثيرة، ولتصحو على وخزٍ من قنافذ الكوابيس والأحداث المريرة.. في النهاية، كلها ضوضاء في ضوضاء.. ضوضاء الأصوات وضوضاء الأجساد.. صخب المزامير والأفواه يوقفك على رجليك انتشاءً ودهشةً، أما صخب الأرداف والأكتاف فيوقفك على ثلاث أرجل، بتعبير أدق يوقفك على رجلين وقضيب، والقضيب هنا بالاصطلاح الطبي ولا حياء في العلم (!!)، ومن شدة انهماكك في المتابعة ترتعش مفاتيح متدلية من ميدالية انطوى عليها الشورت الداخلي، وترتعد فرائص أعصابك وأنت تطلع كيف تهتز الموجات التصادمية بين خصري أنثى أمام ناظريك!! الإيقاع اليوم يرافق تفاصيل الحياة ودقائق الأشياء.. لم يعد الإيقاع وزناً وقافيةً، ولا قصيدة تفعيلة، ولا مقامات وألحانً.. لقد غدا صوتاً وصورة.. أجساماً وأجساداً تمارس وبدويٍّ كافة أشكال الترغيب والترهيب العالم كله إيقاع سريع، مثل أغنيةٍ مجنونةٍ ل "ناتاليا"، أو رقصة محمومةٍ ل "مادونا"، أو لقطة فاضحة ل "مونيكا"!!