يتردد، بصور مختلفة، اللغط حول دعم إيراني يقدم لآخر رؤساء الجنوب الأستاذ علي سالم البيض ومن خلاله للحراك الجنوبي الذي انطلق في 7/7/2007م بعد أن فاض بالجنوبيين وأصبحت معاناتهم موضوعات للتندر في مقايل نخب صنعاء وحكامها. حين انطلق ذلكم المارد الجنوبي في 2007م لم يكن هناك ذكر لإيران ولا حتى للأستاذ علي سالم البيض وعلى ذلك فأن المعاناة التي أصابت الجنوب والجنوبيين هي الداعم الأكبر لهذا الحراك الجسور الذي قاده العسكريون الجنوبيون بقيادة العميد ناصر النوبة وزملائه من قادة جيش الجنوب الذين أصبحوا (خليك في البيت) بدعم من عطر الذكر هشام باشراحيل رحمه الله، ولم تلبث هذه الانطلاقة أن أصبحت في كل بيت وصارت اليوم مليونيات تملأ ساحات الجنوب. لو افترضنا أن هناك فعلا دعما إيرانيا للجنوب فأن تجاهل الإقليم والعالم لمعاناة الجنوبيين يعطيهم حق قبول أي صديق داعم حتى لو كانت إيران، إذ ما فائدة أن يلتقي السفير الفلاني أو القنصل العلاني بقادة الحراك الميدانيين وبعد ذلك يصرح، هذا السفير أو القنصل وغيرهم، بأن العالم يدعم وحدة اليمن، ألا يعتبر ذلك استفزازا لأبناء الجنوب؟. أن الحديث عن الاستقرار بدون رضى الجنوبيين ومقولة (الوحدة أو الموت) التي أطلقها صالح وشيوخه حين استباحوا الجنوب لا يختلف عن مقولة الوحدة أرادة دوليه حتى لو كانت تدوس على مصالح الجنوبيين وحقهم في الحياة الكريمة، ولا يهم أبناء الجنوب، ما إذا كانت هذه المقولات صادرة عن الرئيس صالح أو أي رئيس آخر في أي بلد في الإقليم أو العالم، من أولئك الذين يتجاهل إعلامهم موت أبنائنا في الشوارع والساحات ويرسل زعماؤهم برقيات التهاني لقاتلينا. الجنوب ليس علي سالم البيض، آخر رؤساء الجنوب حتى لو كان يحظى بشعبية كبيرة تلتقي مع رفض جنوبي كاسح للوحدة التي تتجاهل مصالحهم وحقهم في الاختيار الحر في البقاء في الوحدة من عدمه، ومن حق أي زعيم جنوبي أن يبحث عن الدعم السياسي لدى الآخر عندما لا يجد لدى الأشقاء ولدى المصالح الكبرى التي يعنيها الجنوب تفهم أو دعم يسهم في رفع الظلم عنهم، وقد قال الشاعر اليمني المصري، محمد بن شرف الدين، أن لم تخني الذاكرة: إذا لم يساعدك الزمان فحارب وباعد إذا لم تستفد بالأقارب ولا تحتقر كيدا ضعيفا فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب فقد هد قدما عرش بلقيس هدهدًٍ وهدم فأر قبله سد مأرب