البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص كلمة الأستاذ عبدالرحمن الجفري في حفل افتتاح المؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) في مدينة عدن
نشر في رأي يوم 16 - 01 - 2009

ألقى الأستاذ عبدالرحمن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) كلمة تاريخية هامة في احتفالية افتتاح المؤتمر العام التاسع للحزب في مدينة عدن، الذي يشارك فيه 551منوبة ومندوباً يمثلون مختلف محافظات الجمهورية.
في مايلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل: "والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
باسم حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) أرحب أجمل ترحيب بضيوفنا الكرام وأشكرهم على تشريفنا بالحضور في مؤتمرحزبنا التاسع.. وهو الأول في عدن النور منذ نفي المستعمر لروادنا الأوائل في عام 1956م.
وتحية لهذا الحشد المتميز من المندوبين الذي يشكل تلاحم الأجيال على مستوى حزبنا وتلاحم الأهل والإخوة على مستوى الوطن . فهم يمثلون حزباً تاريخياً عريقاً هو أول الأحزاب في المنطقة.. أسسه رواد عظام صاغوا أشرف الصفحات المضيئة في تاريخ هذا الوطن.. وواجهوا الظلم والنفي والتشريد وتدمير منازلهم واعتقال رجالهم وسالت دماؤهم زكية في سبيل هذا الوطن في عهد الاستعمار وغيره.. ودافعوا عن استقلالية قضية وطنهم لمحاولة تجنيبها آثار الصراعات الخارجية آنذاك ودفعوا الثمن غالياً.. وصبروا ولم ينتظروا جائزة ولا وساما ولا حتى إنصافاً لتاريخهم المجيد فهم أكبر من كل ذلك وجهادهم كان لله ولشعبهم ووطنهم لا انتظاراً لتمجيد ولا لتكريم.. كانوا أول من رفع راية النضال للاستقلال.. وأول من نادى بوحدة الجنوب العربي المجزأ والمستعمر وأول من نادى بوحدة الجنوب العربي الكبير –اليمن الطبيعية– وكان لهم السبق في المساهمة في تأسيس الحركة الوطنية اليمنية في سبتمبر 1940م هم والشهيد الزبيري والأستاذ أحمد النعمان والمسمري وغيرهم.. ومسودة نظامها الأساسي موجودة بخط رأس مؤسسي الرابطة فقيد الوطن محمد علي الجفري..كما ولازال على قيد الحياة رمزان من مؤسسي الحركة الوطنية الأولى على مستوى اليمن كله ومن مؤسسي الرابطة –المنظمة الأولى على مستوى الجنوب كله– هما الأستاذان رشيد علي الحريري –أول أمين عام للرابطة– والأستاذ أحمد عبده حمزة أول مساعد أمين عام للرابطة (منذ سبعة وخمسين عاماًَ).. وكذلك بيننا من مؤسسي الرابطة الشباب –آنذاك– الأستاذ عبداللطيف كتبي عمر.. كذلك لازال بين ظهرانينا أحد رواد الحركة الوطنية والرابطة السلطان علي عبدالكريم العبدلي الذي أقام في لحج مع زملائه من رموز الرابطة أنموذجاً لنظام الحكم الدستوري وللقضاء المستقل العادل ،وسجلاته لازالت محفوظة، والإدارة المتطورة.. وكانت تجربة لحج محل رسائل أكاديمية ولكن من خارج بلادنا.. وقدم الدعم والجهد للعمل الوطني وأتاح المجال في سلطنته لنشاط قيادات الربطة المنفية من المستعمرة عدن ولغير الرابطة.. وضحى بكل شيء –الملك والمال وتعرض للنفي– في مرحلة مبكرة ..منذ عام 1958م.. وقد مضى قبلهم إلى الرفيق الأعلى عمالقة كبار من رواد الحركة الوطنية مؤسسي الرابطة وقافلة طويلة من رواد الحركة الوطنية المؤسسين من هذه المدينة الباسلة.. مدينة النور عدن.. تجدون أمثلة لهم في أدبياتنا..
أيهاالإخوة الكرام.. ينعقد مؤتمرنا هذا في مرحلة جديدة ودقيقة – في تاريخ الوطن والحزب... فالمخاطر كثيرة والمبشرات كثيرة.
- إن هذا المؤتمر، داخلياً،.. هو مؤتمر البناء الداخلي القادر على أن يحمل حزبنا إلى مرحلة المساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف الوطنية.. وتهيئة حزبنا للإضطلاع بدوره الإيجابي والبنّاء.
- إن البرامج والمشاريع الإصلاحية والرؤى التي طرحها حزبنا والتي بين أيديكم هي المحدِّدة لحركة حزبنا التي يجب أن تستهدف تحقيق تلك الرؤى والمشاريع بعد أن تَحقق تحويل معظمها إلى قضايا تحويها برامج معظم القوى السياسية.. بعد أن كنّا وحدنا نشدوا بها في مراحل سابقة.
- إن الأسس والعناوين الكبيرة التالية لبناء الوطن هي سمات توجهات حزبنا، إن ذُكرت استدعت إلى ذهن كل منصف حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"، كالحكم المحلي كامل الصلاحيات.. ونظام الإنتخابات بالقائمة النسبية.. والنظام التشريعي القائم على المجلسين المنتخبين.. ونظام الحكم الرئاسي أو البرلماني.. والقضاء المستقل.. والإعلام المستقل.. والخدمة المدنية المستقلة.. والجيش الوطني الإحترافي وأجهزة الأمن الإحترافية.. والإقتصاد الحر المحقق للعدالة الإجتماعية.. وعلاقة الدين بالدولة والسياسة.. وإزالة وهم التناقض بين ديننا الإسلامي السمح المعتدل والدولة المدنية.. ووضع الرؤى لمعالجات ظاهرة التطرف بإسم الدين أو ضد الدين،، ولإزالة الأسباب والعوامل التي تساعد على نموها وانتشارها.. والموقف المستنير من دور المرأة الهام في البناء المجتمعي والسياسي والإقتصادي للوطن،، وتنمية قدراتها ومهاراتها وإفساح المجال لها لتحتل 20% كحد أدنى من قوام الأطر القيادية لحزبنا لتشارك في صنع القرار.. ونرى في هذ الخصوص أن تبادر الدولة إلى تحقيق حد أدني 20% لنصيب المرأة في الوظيفة العامة وكذلك في المقاعد النيابية والمحلية المنتخبة والذي يمكن تحقيقه بيسر إن اعتمدنا نظام الانتخابات بالقائمة النسبية..
- ومن ناحية أخرى طرح حزبنا الرؤى لمعالجات قضايا الثأر والفتن القبلية والإجتماعية..
- كما سلط الضوء ،منذ الثمانينات من القرن الماضي، على النظرة المستقبلية لإستثمار موقع بلادنا الهام على البحر العربي المفتوح ووجود ميناء عدن الطبيعي مباشرة على ممر الخط التجاري الدولي فتصبح بلادنا أهم موقع لتصدير النفط الخام وأحد أهم مراكز الصناعة النفطية "النظيفة".. وتستعيد عدن دورها المحوري كمنطقة حرة وميناء إعادة تصدير ومسافنة وتقوم بدور هام في التجميع والتبادل التجاري الدولي.
- كما كان –ولازال– حزبنا صاحب الريادة في تسليط الضوء على حاجة العالم اليوم إلى دور بلادنا المتميز تاريخياً في نشر سماحة الاسلام واعتداله ونشر مفاهيم التعايش بين الثقافات والأديان والتكامل الحضاري مما يؤهل بلادنا لأن تصبح أحد أهم مراكز حوار الحضارات بهدف تكاملها وتبادل منافعها الثقافية والفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية.. فالحضارة هي كتاب واحد ذو صفحات متعددة، فهي منتج إنساني تراكمي شاركت فيه البشرية كلها منذ نشأتها ويجب أن يستهدف هذا المنتج رُقي الإنسان وسعادته لا سقوطه في منزلق الصراعات والكراهية الناتج عن الأنانية والفهم المغلوط لمعنى الحضارة الذي يحيل مراحل نشأتها وتنوع صفحاتها إلى عوامل وعناصر تضاد وصراع عوضاً عن أن تكون عناصر إثراء وتكامل.
إن كل ذلك يستلزم تحقيق الأسس التي أكدت عليها توجهاتنا لضمان تجذير وترسيخ الوحدة المجتمعية والسياسية من خلال اللامركزية والقضاء العادل المستقل ونظام المجلسين البرلماني ونظام الحكم الرئاسي ونظام الانتخابات بالقائمة النسبية والمؤسسات العسكرية والأمنية الوطنية الإحترافية.. وتلك هي الآليات التي يمكن بها الوصول إلى تحقيق المفهوم الموحد للمواطنة السوية القائمة على الأعمدة الثلاثة:
1) العدالة في توزيع الثروة.
2) الديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فئات ومناطق الوطن.
3) التنمية الشاملة المستدامة.
وهذه المواطنة السوية هي المستهدف الأساس.. وما سبق هي الآليات والعوامل المحققة لمرتكزاتها.
- إن موقفنا من الإنتخابات النيابية القادمة أننا مع انتخابات حرة ونزيهة كإحدى الأدوات التي تقوم عليها العملية الديمقراطية المحققة للتوازن.. وإن نظام الإنتخابات هو أحد آليات الديمقراطية التي يجب إصلاحها بالتوجه إلى ما نطرحه منذ 17 عاماً من اعتماد نظام القائمة النسبية.. وإن وثيقتنا الصادرة عام 1997م والتي تحوي الأسس والضوابط لإجراء انتخابات حرة ونزيهة هي أحد المفاتيح التي نرى استخدامها للولوج إلى انتخابات تعكس إرادة شعبنا..
- وفي هذا الإطار فإننا نناشد جميع القوى في الساحة أن تتجه إلى حوار وطني إيجابي بعيداً عن المماحكات والإثارة لتجنيب بلادنا خطر الإنقسامات، ولتجنيب شعبنا ويلات الفتن والتشظي.. وإن استمرار احتكار الوطن واقتصار تحديد حاضره ومستقبله على جهات بعينها من المنظومة السياسية واعتماد معايير مخرجات انتخابات سابقة تمت في ظروف مختلفة وإقصاء قطاعات هامة وفاعلة لن يقود إلا إلى مزيد من التمزق.. وإن قياس حاضر ومستقبل الوطن على معايير تلك المخرجات التي تمت إعادة إنتاجها على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمن ما هو إلا جمود وتجميد لحركة الحياة والزمن وما يفترض أن يكون تطوراً ديمقراطياً ، فلقد تمت في ظروف وأجواء مختلفة ،وطبقاً لنفس الشروط والآليات التي يطالب الجميع اليوم بتغييرها، إن استمرار قياس معايير حاضر ومستقبل الوطن على تلك المخرجات وطبقاً لنفس تلك الشروط والآليات التي ولّدتها هو طريق خطِر لا يؤدي إلا إلى إعادة انتاج كل السلبيات والاختلالات التي يسعى الجميع إلى إزالتها.
أيها الأخوة:
- إن التوجه إلى حل مشكلة صعدة بإنهاء القتال والإتجاه إلى الإعمار والاستيعاب لتداعياتها وآثارها كان قراراً شجاعاً وصائباً.. وإن الجنوب يستحق ويحتاج قرارات وطنية شجاعة من القيادة السياسية للدولة لمعالجة ما جرى ويجري فيه، من منطلق الحرص على درء كل عوامل ودوافع الشعور بالغبن، بإعتماد مفهوم المواطنة السوية المرتكزة على الأعمدة الثلاثة المذكورة آنفاً.. فهو المفتاح لحل كل الأزمات وعلاج كل الخلافات والإختلافات والاختلالات الجهوية والحقوقية والسياسية والاجتماعية في إطار من التلاحم الوطني والاجتماعي نعمل جميعاً على ترسيخه ضمن أسس تضمن استمراره وديمومته وتزيل كل الأسباب المهيجة للفرقة والتمزق.. وبذلك نحقق ديمومة لأمن واستقرار جاذب للتلاحم الوطني طارد لبذور الكراهية يسمح بتأهيل بلادنا لدورها الهام والمطلوب في محيطها الاقليمي والدولي.
ضيوفنا الكرام:
إن أهمية بلادنا وموقعها تأتي من تمتع بلادنا بالميزات والعوامل الجغرافية والتاريخية التالية :-
أولاً: كونها الثغر الجنوبي لمنطقتنا العربية..
ثانياً:على بحر مفتوح بجوار أهم مخزون للنفط في العالم يعاني من نقله من خلال مضايق بحرية.
ثالثاً: في الوسط من عالمنا الإسلامي.. الذي أقامت بلادُنا في شرق وغرب أفريقيا، وفي الجزء الجنوبي الشرقي من آسيا، أرقى صورة لحقيقة الاسلام الصافي السمح المعتدل.. النابذ للتطرف.. المستوعب للحضارة الانسانية.. القادر على إقامة وترسيخ أرقى أسس وصور التعايش بين الثقافات والمعتقدات.. والتشابك النموذجي بين المصالح في تلك المجتمعات المتنوعة الأعراق والمشارب.. والاستيعاب الأمثل للخصائص والخصوصيات المجتمعية لتلك المجتمعات.. وهذا النهج– ولا أقول التجربة – لعلمائنا ودعاتنا طوال تلك القرون جدير بأن يُرسَّخ ويُعمَّق كأهم أساس لتحجيم ووأد التطرف بإسم الدين أو ضد الدين.
رابعاً: موقع بلادنا الهام على خطوط الملاحة الدولية مباشرة.
خامساً: وجود بلادنا في الخط الأول.. الذي يشكل خط تماس، مع أشكال التطرف ،والعنف ،والتهريب والتسريب لكافة المواد والتوجهات، المهيجة لعدم الإستقرار الفكري.. والثقافي.. والإجتماعي.. والسياسي.. والإقتصادي..
إن هذه العوامل والميزات الهامة والعالية الحساسية، إلى جانب أنها تشكل أحجار الزوايا لأهمية بلادنا ودورها الإقليمي والدولي ، إلا أنها تحمّل بلادنا مسؤولية وتلقي على عاتقها دوراً غاية في الأهمية والحساسية يقتضي من بلادنا أن تسارع إلى إجراء الإصلاحات العميقة المنشودة.. ويقتضي من العالم والإقليم دعمها في التعجيل بإجراء تلك الإصلاحات والتي هي أيضاً مطلوبة ،لتأهيلها للاندماج في إقليمها، مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولأداء دورها الإيجابي الفاعل..
أيها الإخوة..
- إن بروز ظاهرة القرصنة في خليج عدن، وما يحيط به وما يشكله ذلك من إضرار بمصالحنا العليا وبمصالح إقليمية ودولية.. إن هذه الظاهرة وبروزها في هذه المرحلة تحديداً تشكل مؤشراً خطيراً وهاماً وإنذاراً لنا غير مبكر حتى نسارع في السير بمشروع بلادنا للإصلاحات الشاملة.. كآلية لتفعيل مفهوم "المواطنة السوية" لنعكس قدرتنا على تأهيل أنفسنا لنكون في مستوى أهمية موقع ودور بلادنا، للعالم وللإقليم ولنا .
- وإن ما اتخذته بلادنا من سياسات لتحقيق تعاون اقليمي ودولي للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة هو خطوة واجبة وفي الإتجاه الصحيح.. ويستلزم الأمر إيجاد حلول للمشاكل الإقليمية المُنشِأَة لهذه الظاهرة.. وإصلاح أوضاع بلادنا الذي شكل تأخر تفعيله عاملاً رئيساً معيقاً لحماية مياهنا الإقليمة وربما عاملاً مساعداً لاستفحال الظاهرة.
أما على مستوى القضايا العربية والدولية.. فإن حزبنا يدين هذه الهجمة الشرسة والظالمة على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي تعرض ويتعرض لأبشع صور القتل والتدمير والإبادة التي طالت هذا العدد الكبير من الأطفال والنساء والشيوخ.. ويستنكر حزبنا هذا التلكؤ الدولي لإتاحة الفرصة لهذا العدوان لإحداث مزيد من التدمير والجراح إنطلاقاً من وهم القدرة على تركيع شعب أبى إلا أن يسطر أروع وأعجب ملاحم الصمود والبطولة.. وحزبنا مع شعبنا الفلسطيني لإستعادة حقه في حياة حرة كريمة في إطار دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.. وأن السبيل الأول، هو الحل، من خلال سلام عادل وشامل.. بعيداً عن التسويات التي لا تعيد حقاً ولا تقيم عدلاً.. فالتسويات هي علاج للاختلافات حول الوسائل والأساليب والأدوات ولكنها لا تحقق علاجاً دائماً لصراعات حول حقوق.
ويؤمن حزبنا بأن معظم قضايا الصراع في عالم اليوم يمكن حلها بنفس الآلية أي السلام العادل، المحقق لمفهوم المواطنة السوية المرتكزة على: العدالة – الديمقراطية – التنمية في الدولة الواحدة.. وعلى مفهوم المساواة في الحقوق الإنسانية القائم على العدالة والإنصاف في قضايا الصراع بين الدول أو الشعوب المختلفة.
ضيوفنا الكرام..
إنني أود أن أعرج على الكارثة التي ابتُليت بها محافظتا "حضرموت" و"المهرة" الحامدتان الشاكرتان.. فإنني لا أستطيع التعبير عن الألم لما أصاب أهلنا في المحافظتين.. ولا عن الإمتنان والشكر لكل من هب لتقديم العون، سواء على المستوى المحلي أو الأخوي الإقليمي.. فمحلياً لا يمكن إلا توجيه التحية إلى فخامة الأخ الرئيس على أدائه لواجبه بصورة فريدة ومميزة.. كذلك كل المجتمع في بلادنا من أقصاه إلى أقصاه، شعباً وحكومة وسلطة محلية ورجال أعمال في الوطن والمهجر.. ولا ينكر منصف الجهود الممتازة لكثير من الذين تولوا عمليات الانقاذ والإغاثة على الأرض من الأشقاء من دول الخليج ومسئولي السلطة المحلية والقوات المسلحة والأمن والجمعيات الخيرية المحلية.. ،رغم كل ماقيل عن بعض السلبيات والتجاوزات فالكارثة كانت أكبر من كل قدرات بلادنا الإدارية.. وإن ما أبداه وقدمه وبادر به الأشقاء العرب جميعاً.. وفي المقدمة الإخوة في المملكة العربية السعودية وفي الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وباقي دول مجلس التعاون والأردن وباقي الدول العربية، ومازالوا يقدمونه، إنما يدل على ارتباط المصير وتناغم المشاعر، وتشابك المصالح.. فلهم منّا الشكر والامتنان والعرفان.. قادة وحكومات وشعوب.. وكذلك الدول الصديقة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية.
وإنني أكرر ما سبق أن أعلناه في برنامجنا، في العام 92/1993م، من أهمية إنشاء هيئة وطنية للكوارث.. تضع الخطط والآليات وتعد المعدات والموارد وإنشاء الأجهزة وتدريب الكوادر المتخصصة للتعامل مع الكوارث وإدارة مواجهتها وتخزين الإحتياجات لهذه المواجهة في فروعها في المحافظات.
"ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"
نسأل الله أن يجنبنا كل سوء.. وأن يجعلنا عبيد امتنان لا عبيد امتحان.. إنه ولي ذلك والقادر عليه... أشكر لكم حضوركم ومشاركتكم لنا عرسنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.