انتخب المؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناءاليمن (رأي) في ختام أعماله أمس بعدن، عبدالرحمن الجفري رئيساً للحزب لدورة جديدة، وهيئة مركزية جديدة للحزب مكونة من 94 عضواً. وأوضح البيان الختامي الصادر عن ختام أعمال المؤتمر أن المؤتمرين، وقفوا على مدى أربعة أيام أمام التقرير العام المقدم من الأمين العام للحزب ومشروع الحزب للإصلاحات الشاملة ورؤيته للسياسات الداخلية والخارجية، فضلاً عن مشروع التعديلات على النظام الداخلي للحزب وورقة عمل حول موقف الحزب من الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأشار البيان إلى أن أعمال المؤتمر شهدت نقاشات مسئولة وجادة وصريحة لمجمل تلك الوثائق المهمة قبل أن يتم إقرارها. وأكد البيان أن المؤتمر العام أقر التعديلات التي سبق أن أقرتها الهيئة المركزية في النظام الداخلي للحزب بعد أن أضيفت إليها جملة من التعديلات الجديدة.. مثمناً في ذات الوقت كل الجهود التي تعاظمت خلال العامين الماضيين في مضمار إعادة الهيكلة والبناء الداخلي للحزب.. مؤكداً مواصلة العمل في هذا الاتجاه بما يعزز من البناء المؤسسي لحزب الرابطة ويعزز حضوره على الساحة الوطنية. وفي الشأن المحلي اعتبر حزب الرابطة في البيان الختامي لمؤتمره العام التاسع أن رؤية الحزب للسياسات الداخلية والخراجية والمشروع الوطني للاصلاحات الشاملة وسواهما من أطروحات الحزب تعد المخرج الأمثل للوطن من - ما أسماه - الأزمات التي تشهدها البلاد وتهدد حاضرها ومستقبلها. وأكد أن المرحلة الدقيقة التي يعيشها وطننا اليمني تستدعي تحركاً وطنياً جاداً وفاعلاً لتجذير الوحدة المجتمعية والسياسية من أجل اللامركزية والقضاء العادل المستقل النافذة أحكامه والنظام التشريعي ذي المجلسين ونظام الحكم الرئاسي ونظام الانتخابات بالقائمة النسبية واحتراف المؤسسات العسكرية والأمنية واستقلالية الإعلام الرسمي والخدمة المدنية. وأعلن موقف الحزب الرافض للعنف بكافة أشكاله.. مؤكداً ضرورة تفعيل قوة القانون ورفض سريان قانون القوة باعتباد ذلك ضرورة وطنية لا تقبل الترحيل. وشدد على أن الحراك الحالي في المحافظات الجنوبية لم يكن إلا وليد لقضايا أدى تجاهلها وعدم المسارعة في علاجها لتحولها إلى حراك سياسي واحتقانات حادة تنذر بأخطار جسيمة. وقال البيان الختامي لمؤتمر حزب الرابطة: وفي الوقت الذي يرفض فيه المؤتمر كافة صنوف القمع والبطش ومصادرة الحريات الديمقراطية في الموجهات المستمر للاحتجاجات المطلبية السلمية، ويطالب بالإطلاق الفوري للمعتقلين، فإنه يرفض وعلى نحو كامل وقطاع مختلف الدعوات التمزيقية والتفتيتية الضيقة، ويجدد التاكيد على أن المعالجة الشافية لكل أزماتنا الوطنية لا تتاتي إلا من خلال التحرك الجدي لتحقيق المواطنة السوية المرتكزة على أعمدة العدالة. ودعا حزب الرابطة جميع القوى في الساحة السياسية الوطنية للتوجه إلى حوار وطني إيجابي بعيداً عن المماحكات وشحن النفوس وتأزيم الأوضاع لتجنيب البلاد ويلات الفتن والضغائن والتشظيات. مشدداً على أن الاستمرار في عمليات احتكار الوطن واستبداد جهات بعينها من المنظومة السياسية بكل ما يتصل بعمليات تحديد حاضرة ومستقبلية واعتماد معايير مخرجات انتخابية سابقة والإصرار على إقصاء قطاعات هاملة وفاعلة لن يزيد بلادنا إلا تمزقاً. وعبَّر المؤتمرون عن الألم لما أصاب الإخوة المواطنين في محافظتَي حضرموت والمهرة جراء كارثة السيول.. معبراً عن الشكر لكل من هب لتقديم العون للمنكوبين سواء على المستوى المحلي أم الاخوي أو الاقليمي.. مجددين التأكيد على أهمية إنشاء هيئة وطنية للكوارث تكون على مستوى عالٍ من الجاهزية الدائمة. ولفت حزب الرابطة إلى موقع بلادنا الاستراتيجي والهام بصفتها الثغر الجنوبي لمنطقتنا وامتدادها على البحر مفتوح بجوارها أهم مخزون النفط في العالم، إلى جانب الدور التاريخي لبلادنا في نشر رسالة الإسلام السمح الصافي المعتدل المستوعب للحضارة الإنسانية في شرف افريقيا وغربها وفي جنوب آسيا وشرقها، وهو دور ونهج جدير بأن يرسخ ويعمق لتحجيم التطرف باسم الدين أو ضد الدين. منوهاً في ذات الوقت إلى موقع اليمن الهام على خطوط الملاحة الدولية مباشرة ووجودها على خط التماس الأول مع كل أشكال التطرف والعنف والتهريب والتسريب لكافة المواد والتوجهات المؤججة لحالات عدم الاستقرار الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي. وأشار إلى أن هذه العوامل والمميزات الهامة والعالية الحساسية تشكل أحجار زوايا لأهمية بلادنا ولمحورية دورها الاقليمي والدولي وتحملها مسئولية دور حيوي في غاية الحساسية يقتضي المسارعة إلى إجراء الإصلاحات الوطنية العميقة والشاملة المنشودة، ويقتضي من العالم والإقليم دعمها في التعجيل بإجراء تلك الإصلاحات التي تعد ضرورة مطلوبة أيضاً لتأهيلها للاندماج في إقليمها «مجلس التعاون لدول الخليج العربي»، ولتمكينها من أداء دورها الإيجابي الفاعل. وحذر المؤتمر العام لحزب الرابطة من بروز ظاهرة القرصنة في هذه المرحلة تحديداً.. مشيراً إلى أنها تشكل مؤشراً خطيراً وهاماً وإنذاراً غير مبكر لتسارع في السير بمشروع بلادنا للإصلاحات الشاملة كالية لتفعيل مفهوم المواطنة السوية. مشيداً بما اتخذته بلادنا من سياسات لتحقيق تعاون إقليمي ودولي للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة.. داعياً إلى إيجاد الحلول للمشاكل الإقليمية المنشئة لهذه الظاهرة وإصلاح أوضاع بلادنا الذي شكل تاخر تفعيله عاملاً رئيساً معيقاً لحماية مياهنا الاقليمية وربما عاملاً مساعداً لاستفحال الظاهرة. وجدد المؤتمر العام التاسع دعوة حزب الرابطة لمنظومة الحكم لمحاولة خلق المناخ الذي يؤدي إلى مشاركة فعالة وحقيقية في الانتخابات النيابية المقبلة.. مشيراً إلى اعتقاده بأن منظومة الحكم بإمكانها السعي في هذا الاتجاه. وقال البيان: ونظرا لأن الحياة السياسية تجري تفاعلاتها ضمن متغيرات مستمرة ولما يكتنف الواقع السياسي من ضبابية وحتى لا يفقد حزب الرابطة المرونة اللازمة لتمكنه من المشاركة الإيجابية الفاعفة في كل ما يمكن أن يؤدي إلى تحسن مرغوب ومطلوب في الأداء الديمقراطي ومخرجاته، خوَّل المؤتمر رئيس الحزب في التشاور مع أعضاء اللجنة التنفيذية في اتخاذ القرار الأنسب حول الانتخابات على ضوء مفهوم الحزب للديمقراطية وبرنامجه للإصلاح الوطني الشامل ومرفقاته الصادر في نوفمبر 2005م، ورؤيته للسياسات الداخلية والخارجية الصادرة في يناير 2008م، وعرض ما تستقر عليه اللجنة التنفيذية من قرار على الهيئة المركزية في دورة عادية أو استثنائية. وأوضح البيان أن المؤتمر العام ثمن التوجه إلى حل مشكلة صعدة لإنهاء القتال والاتجاه إلى الأعمال ومعالجة آثارها وتداعياتها، من خلال القرار الشجاع والصائب لرئيس الجمهورية. موضحاً أنه يرى أن المحافظات الجنوبية تستحق قرارات وطنية شجاعة من القيادة السياسية للدولة على نحو يؤدي إلى المعالجة الجذرية لكل ما جرى فيها من منطلق الحرص على درء كل عوامل ودوافع الشعور بالغبن.. مشيراً إلى أن اعتماد مفهوم المواطنة السوية هو المفتاح لحل كل الأزمات وعلاج كل الخلافات والاختلافات الجهوية والحقوقية السياسية والاجتماعية في إطار التلاحم الوطنية. وفي الشأن الإقليمي أكد البيان إدانة حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) للهجمة الشرسة والظالمة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع صور القتل والتدمير والإبادة التي طالب كل هذا العدد الكبير من الأطفال والنساء والشيوخ. معبراً عن استنكار الحزب للتلكؤ الدولي الذي يتيح الفرصة للعدوان لإحداث مزيد من التدمير والجراح، انطلاقاً من وهم القدرة على تركيع شعب أبى إلا أن يسطر أروع ملامح الصمود القتالية. وجدد التاكيد على رؤية الحزب من الصراع العربي الفلسطيني، والمنطلقة من الثوابت الداعية لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه واحترام القرارات والموثيق الدولية، وهي الرؤية التي تعتمد السلام العادل الشامل سبيلاً للحل، وبعيداً على التسويات التي لا تعيد حقاً ولا تقيم عدلاً، والتي لا تحقق علاجاً للاختلافات حول الوسائل والأساليب والأدوات. هذا وقد أكد رئيس حزب الرابطة عبدالرحمن الجفري في مؤتمر صحافي عقده عقب اختتام أعمال المؤتمر أن المؤتمر التاسع للحزب كان ناجحاً من حيث المناقشات التي جرت فيه بهدف الوصول إلى الأفضل.. مشيراً إلى أن المؤتمر تميز لأول مرة بأن تتقلد فيه المرأة أعلى المناصب في الهيئة المركزية وأيضاً في اللجنة التنفيذية 20 بالمئة كحد أدنى. وقال الجفري: لقد أحدثنا نقلة نوعية فيها كثير من التعديلات في النظام الداخلي، وصدور قرار بتشكيل لجنة من المختصين في علوم السياسة والقانون والاجتماع ليبحثوا في الأنظمة الداخلية للأحزاب لتقديم مقترحات بنظام داخلي عصري للحزب، سيعرض بتفويض من المؤتمر على الهيئة المركزية لإقراره. ولفت رئيس حزب الرابطة إلى أن المؤتمر العام التاسع للحزب استطاع أن يجعل لكل محافظة تواجد في قيادة الحزب وإنشاء آلية لإدخال جيل جديد من الشباب إلى الحزب، إلى جانب تواجد الكبار فيه بهدف تواصل الأجيال وتمازجها وانتقال القيادة من جيل إلى جيل تدريجياً. وحول علاقة حزب الرابطة مع الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك قال رئيس الرابطة: ليس بيننا وبين أي حزب أو تكتل أي ضغائن، وبابنا مفتوح على مصراعيه، وندعو دائماً للحوار مع الجميع، وعملنا قبل ذلك أولويات الاتحاد مع المؤتمر الشعبي العام ليس بأي ثمن وليس خياراً وحيداً، إذا استطعنا أن نحقق شيئاً لبلادنا وحزبنا، ولكن عندنا بدائل ثانية إذا رأينا عكس ذلك. وأضاف: هذا لا يعني أن يكون لي تعاون مع الأحزاب الأخرى، وعندنا القاعدة الذهبية للتعاون لما اتفقنا عليه، ونتحاور فيما مازال مختلفاً بيننا.