عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    في حد يافع لا مجال للخذلان رجالها يكتبون التاريخ    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محسن محمد بن فريد الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) في حوار مع/أخبار عدن :قدمنا سبعة عوامل لنجاح الحوار الوطني.. وأزمة الجنوب جزء من أزمة الوطن
نشر في رأي يوم 28 - 12 - 2009


فؤاد النهاري وصدام أبو عاصم :
أكد الأستاذ محسن محمد بن فريد الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، أن الوطن يقف اليوم على كف عفريت وما يحدث فيه كارثة, مشيرا في حوار مطول أجرته معه صحيفة " أخبار عدن " ونشرته في عددها الصادر اليوم الاثنين، إلى أن تجربة الحوار الذي أجرته قيادة الرابطة عقب عودتها من الخارج2006مع النظام الحاكم خيبت الآمال في الخروج بمشروع نهضوي يخرج الوطن إلى بر الأمان.. إلا أنه رحب بدعوة الحوار الوطني داعيا إلى حوار جاد ونتائج جادة والشروع الفوري في تطبيقها ..مبينا أن حزبه قدم سبعة عوامل لإنجاح الحوار الوطني.
وفي مايلي نص الحوار :
حاوره: فؤاد النهاري وصدام أبو عاصم

- أين يقف الوطن اليوم؟
يقف الوطن اليوم على كف عفريت ..و في مهب الريح والعواصف ..
الوطن اليوم بالفعل على مفترق طرق. فإما أن تسود أخيراً الحكمة اليمانية.. والمصلحة الوطنية العليا لهذا الوطن البائس ونصل إلى مخارج للوطن مما هو فيه.. وإما أن يسود الجنون والأنانية والحسابات الصغيرة ونغرق ويغرق الوطن.
ما يحدث كارثة
- كيف تنظرون إلى ما يحدث في الجنوب والشمال على حد سواء؟
ما يحدث في عموم الوطن الآن هو كارثة بكل المعاني والمقاييس. وأبرز معالم هذه الكارثة الحرب والنزيف في صعدة من جانب، والحراك في الجنوب من جانب ثان، والوضع الاقتصادي والمعيشي البائس للأغلبية الساحقة من أبناء هذا الوطن من جانب ثالث.
أزمة الجنوب
باعتباركم حزبا تأسس في الجنوب .. وكان يعرف سابقاً باسم حزب رابطة أبناء الجنوب العربي، كيف تنظرون إلى أزمة الجنوب بالذات؟
أزمة الجنوب هي جزء من أزمة الوطن بشكل عام. ولاشك أن للمسألة الجنوبية خصوصية تتمثل في حالة الغبن.. والظلم، والتسريحات التي تمت بحق الآلاف من الموظفين في مؤسسات الدولة وفي مؤسسات الجيش والأمن بعد حرب صيف 1994. ونعتقد نحن في الرابطة أن الفيدرالية هي المدخل لحل المسألة الجنوبية بشكل خاص والمسألة اليمنية بشكل عام. خصوصاً بعد أن أثبتت الوحدة الاندماجية والنظام المركزي الفشل الذريع في العشرين سنة الماضية.
عوامل نجاح الحوار الوطني
- رحبتم بالحوار الوطني ووضعتم شروطاً أو ملامح لنجاح الحوار.. كيف تقرءون المشهد في ظل رفض أحزاب المشترك الحوار؟ وهل ستشاركون فيه؟
المشهد الراهن مخيف وكئيب، كما أشرت في إجابة سابقة. فيما يتعلق بمسألة الحوار الوطني، فنحن من دعاة الحوار.. ومن المشجعين له. وقد أصدرنا تعقيبا على دعوة فخامة رئيس الجمهورية للحوار في حينها. ولم نضع شروطا.. وإنما عوامل نرى إن توفرت فستكون مهيئة لنجاح مثل هكذا حوار. وهذه العوامل هي:
أولاً- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والموقوفين والمخطوفين.
ثانياً– التزام رئيس البلاد بحضور كل جلسات الحوار .. والالتزام بتنفيذ نتائجه.
ثالثاً– وضع جدول أعمال للحوار .. يُفترض أن تتوافق حوله لجنة تحضيرية من مختلف القوى اليمنية.
رابعاً– أن تكون المبادرات والأطروحات والوثائق التي تم إعلانها من مختلف الأطراف هي من أسس الحوار .. ويتم طرحها للحوار.
خامساً – تحديد عدد ممثلي كل طرف في الحوار .. وأن يكونوا من أعلى المستويات القيادية.
سادساً – إعلان الالتزام بسقف زمني للحوار لا يتعدى الشهرين.
وتجدر الإشارة إلى أننا قد حددنا في مبادرة حزبنا، التي أصدرناها في شهر يونيو الماضي، عدد الممثلين عن الحوثيين .. وعن الحراك الجنوبي وعن معارضة الخارج، في مؤتمر الحوار. وأكدنا على ضرورة ان لا يُقصى أحد من الحوار الوطني.
وقد اجتمعت اللجنة التنفيذية لحزبنا (وهي أعلى هيئة قيادية في الحزب) في نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة صنعاء لدراسة الدعوة للحوار الوطني.. وقررت عرض ما توصلت إليه بهذا الخصوص على الهيئة المركزية للحزب، في دورة لها ستعقد في صنعاء يوم الاثنين 4 يناير 2010م.

اللقاء المشترك، كما أشار بيانه الأخير بهذا الخصوص، لم يرفض الحوار.. ولكنه يشترط، كما فهمت، العودة إلى اتفاق فبراير بينه وبين الحزب الحاكم كمرجعية للحوار.
حوارنا مع الحاكم خيب أملنا
- بعد عودة قيادة الرابطة من الخارج عام 2006 دخلتم في حوار مع الحزب الحاكم لم يصل إلى نتائج حسب تصريح سابق لكم.. ألا تتخوفون من حوارات قادمة مع الحاكم؟
أريد التأكيد مرة ثانية على خيبة أملنا من تجربة حوارنا الآنف الذكر مع النظام الحاكم.
الحوار الوطني القادم لن يكون ثنائيا، أي بيننا والحزب الحاكم فقط, بل سيشمل كل القوى السياسية اليمنية المؤثرة بدون إقصاء لأي طرف.
الحوار القادم سيكون تحت سمع وأنظار الشعب اليمني.. وأيضا في ظل متابعة واهتمام الأطراف الإقليمية والدولية, فلم يعد هناك متسع للتسويف والتشاطر فيما بيننا. إما حوار جاد ونتائج جادة ويتم الشروع الفوري في تطبيقها .. وإما الطوفان.
سبعة أعمدة للإصلاح الشامل
- في مشروع الإصلاح السياسي الشامل المقدم من الرابطة أوردتم عدة أعمدة، وصفتموها لبناء دولة حديثة. هل تعتقد ان المنظومة السياسية سلطة ومعارضة ستقبل بهذه الأعمدة، ولو بعد حين؟
في مشروع الإصلاح الشامل الذي أعلنه حزبنا في شهر نوفمبر عام 2005 حددنا بالفعل سبعة أعمدة للإصلاح الشامل هي:
- الحكم المحلي الكامل الصلاحيات.
(تم تحديث هذا البند في مبادرة أعلنها حزبنا في شهر يونيو 2009 بضرورة تبني النظام الفيدرالي)
- الانتخابات بنظام القائمة النسبية.
- النظام الرئاسي.
- النظام التشريعي المكون من غرفتين: مجلس النواب.. ومجلس الشورى المنتخبين.
- حيادية الخدمة المدنية.
- حيادية الإعلام.
- حيادية الجيش والأمن والمال العام.. واستقلالية القضاء.
لقد سبقنا الجميع بهذا المشروع الشامل للإصلاح. وكنا نأمل أن نتحاور حوله ونصل إلى توافق مع مختلف الأحزاب السياسية اليمنية قبل إعلانه من جانبنا. إلا أن الظروف حينها لم تمكنا من تحقيق هذا الأمل, وأعلناه باسم حزبنا في نوفمبر 2005. ثم طرحت بعد ذلك مشاريع مختلفة من قبل العديد من الأحزاب السياسية قد تقرب أو تبعد مما طرحه حزبنا.
ولكننا على يقين بأن هذه الأعمدة السبعة هي المنقذة للبلاد .. وهي التي ستؤمن بناء دولة مدنية حديثة في بلادنا. ونأمل أن تقبل بها السلطة والمعارضة اليوم، ففيها الشفاء والعلاج لأمراض الوطن، فذلك أفضل من أن نصل إليها بعد حين، بعد أن نهدر الكثير من الدماء .. والطاقات والفرص. فالعالم يسير .. ولن ينتظرنا كثيراً.
الفاسد "أحمر عين"
- الفساد وصل أقصاه في المنظومة السياسية "سلطة ومعارضة" وفي مختلف جوانب الحياة العامة.. ما رأيكم؟
نعم الفساد وصل أقصاه في المنظومة السياسية بل أصبح الفساد وفرسانه دولة داخل دولة. ووصل التردي والانهيار في هذا المضمار إلى حد وصف الرجل النزيه.. والأمين بأنه "أبله" و "طيب". أما الفاسد والسارق فهو "أحمر عين". ولا حل لهذه المصيبة إلا بالإصلاح الجذري الشامل. هذه البلاد في حاجة إلى "قدوة" وإلى "إدارة" .. ويمكنها الانطلاق في آفاق التنمية وبناء دولة مدنية حديثة تقوم على الأساس الفيدرالي، الذي سيطلق طاقات البلاد .. واستثمار "التنوع" الرائع في وطننا.. ويكون التنافس بين أقاليم الوطن على "الإبداع" و "الجودة" و "حسن الإدارة". وفي هذه البلاد ما يكفينا جميعاً من الخيرات والثروات إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وإدارتها.
حزب الرابطة والتعتيم الإعلامي
- لحزبكم عدة مشاريع وأطروحات جريئة ومتقدمة .. إلا أن الملاحظ أن هناك تعتيماً إعلاميا .. إلى ماذا تعزون ذلك؟ وهل من خطط لكسر الحصار الإعلامي؟
أعتقد أن هناك أربعة عوامل للتعتيم الإعلامي على حزبنا وأطروحاته ومواقفه السياسية المختلفة.
الأول - الافتئات على التاريخ.. وكتابته من قبل طرف واحد (السلطة ..سواء في الشمال أو في الجنوب منذ ما قبل الوحدة وحتى اليوم). وحكاية أن تاريخ اليمن الحديث يبدأ وينتهي بثورتي سبتمبر وأكتوبر. وقبلهما وكأنه لا يوجد تاريخ للبلاد ولا يوجد نضال ولا يوجد مناضلون.
الثاني – إعلام الدولة اليمنية .. الذي لا يقبل إلا الرأي الواحد. ولا يفتح أبوابه وفضائياته وإذاعاته وصحفه ووكالاته إلا لحاملي المباخر.. والمطبلين والمزمرين.
الثالث – المعروف أن حزبنا هو حزب الوسطية والاعتدال منذ التكوين في عدن في عام 1951م وإلى اليوم. حزب الوسطية والاعتدال في الجانب السياسي وفي الجانب الديني. والراصد لأغلبية وسائل الإعلام غير الحكومية في البلاد سيلاحظ أن من يتولى إدارتها وتحريرها هم من المدرسة الناصرية واليسارية. ولهذا ظلوا على نظرتهم وحكمهم الظالم.. أو خصومتهم السابقة لحزب الرابطة. وهذا يسري على الأحزاب و المنظمات الدينية ذات التوجه المتشدد.. ولهذا تنظر لحزب الاعتدال والوسطية الدينية (أي حزب الرابطة) نظرة لربما غير ودية. ولهذا.. فالطرفان يجتمعان، كما أتصور، على تجاهل طروحات ورؤى حزبنا، إن لم يكن التعتيم عليها. وينسى الطرفان أن العالم كله يسير منذ سنوات في اتجاه الوسطية والاعتدال إن في الجانب السياسي.. أو الجانب الديني. وهو الأمر الذي نفتخر بأن رواد حزبنا قد اختطوه وانتهجوه منذ منتصف القرن الماضي.
الرابع – قصورنا الإعلامي الذاتي كحزب .. كوادر ومعدات وتجهيزات.
أما فيما يتعلق بالخطط لكسر الحصار الإعلامي، فنأمل أولا، أن يكتب تاريخنا الوطني بحيادية وموضوعية، وثانيا أن يفسح إعلام الدولة اليمنية (الذي من المفترض أن يكون لنا فيه كما للحزب الحاكم) المجال للرأي الآخر وليس فقط لحاملي المباخر. وثالثا، أن يتعامل إخواننا وزملاؤنا من المدرسة الناصرية واليسارية مع أي طرح أو رؤية سياسية تُطرح من قبل أي حزب أو طرف في الساحة السياسية اليمنية من خلال قيمة هذا الطرح وعقلانيته وصوابيته .. وليس من باب الأحكام المُسبقة.. والخصومات القديمة.
وأخيراً.. فنحن نحلم أن يكون لنا فضائيتنا الخاصة وإذاعتنا الخاصة.. لنسمع صوتنا ونطرح مواقفنا ورؤانا لكل أبناء شعبنا في الداخل والخارج.
حزبنا ليس نخبويا
- الرابطة حزب نخبوي، ولا يعمل بشكل مؤسسي، ما تعليقكم على هذا القول؟
أرجو قبل إصدار أحكام على حزبنا.. معرفة تاريخ وعذابات هذا الحزب.
فحزبنا ظل في حالة مطاردة وتشرد منذ التكوين وإلى اليوم. فقد تم نفي قيادات حزبنا التاريخية من قبل الاستعمار البريطاني إلى مصر لمدة 11 سنة (منذ عام 1956 إلى يوم الاستقلال في عام 1967م), وتم تشريد قيادات حزبنا وكثير من كوادره لمدة 23 سنة، هي فترة الحكم الاشتراكي في الجنوب (من عام 1967 إلى 1990م). ثم تم تشريد الكثير من قياداتنا وكوادرنا لمدة 12 سنة بعد حرب 1994م (منذ 1994 إلى 2006م).
كيف لنا أن نعمل بشكل مؤسسي ونحن في حالة مطاردة.. ومتابعة ونفي وعدم استقرار لما يقرب من 46 سنة.
وبالرغم من ذلك، فحزبنا عقد تسعة مؤتمرات حزبية عامة, وتم انتخاب قيادة للحزب وتجديد دمائه، بين الحين والآخر، في ظل ظروف صعبة وقاسية.
أما أن حزبنا نخبوي .. فهذا حكم غير سليم, فيوجد في حزبنا أعضاء من مختلف فئات وطوائف شعبنا. فهناك علماء وسلاطين وأمراء وشيوخ ودكاترة وعمال ومزارعون وطلبة. ولدينا قطاع للمرأة في الحزب يشكل 20بالمائة من التكوينات القاعدية والقيادية.
بطبيعة الحال نحن لسنا حزبا مثاليا .. ولدينا الكثير من العيوب والسلبيات. ولكن إذا ما أصدرت حكما عاما على حزبنا في ضوء مسيرته الطويلة في ال58 سنة الماضية، وفي ضوء المشاق والمتاعب التي مر بها.. والحروب التي شنت عليه، فسيكون الحكم لصالحنا.
التمكين السياسي للمرأة
- التمكين السياسي للمرأة في حزبكم وصل إلى مستوى عال.. ومع ذلك لا صدى لهذا التمكين؟
نحن نفتخر بأن حددنا في نظامنا الداخلي أن يكون قوام المرأة 20بالمائة من إجمالي أعضاء الحزب .. و20بالمائة من قوام هيئات الحزب القيادية. وتم تطبيق ذلك بالفعل في مؤتمر الحزب التاسع الذي عُقد في عدن في منتصف يناير الماضي. كانت آمالنا كبيرة في أن تكون لحزبنا انطلاقة جديدة في كل الجوانب التنظيمية والإعلامية والتدريب والتأهيل وفي تعزيز قطاع المرأة في صفوف حزبنا. ولكن للأسف انعكست حالة البلاد المتردية في مختلف أوجه الحياة، انعكست على حزبنا وعلى مجمل الحياة في الوطن. فحدث شيء من الإحباط.. والجمود والشلل. وهذا أصاب معظم دوائر حزبنا وليس فقط قطاع المرأة. بل أصاب الحياة السياسية كلها في بلادنا وليس نحن فقط.
التحالفات تضعف الحياة الحزبية
-هل ترى أن خارطة التحالفات السياسية القائمة تدعم الحياة الحزبية.. وهل نرى حزب الرابطة – في القريب – على رأس تحالف سياسي جديد، أو ضمن أحد التحالفات القائمة؟
الأصل في الدول التي تنتهج نهج التعددية الحزبية هو العمل والنشاط الحزبي الفردي.. وما التحالفات السياسية إلا الاستثناء. وتتم التحالفات في العادة قبيل الانتخابات. وطبيعة التحالفات هي مؤقتة.. وليست ثابتة.
التحالفات إذا لم تكن مؤقتة، فهي تضعف الحياة الحزبية وتجمدها، وتجعل الحزب القوي هو المهيمن على مثل هكذا تحالف.
نحن علاقاتنا بمختلف الأحزاب والتحالفات السياسية القائمة في بلادنا علاقة احترام وتقدير، حتى ولو كنا على خلاف معها. نحن نؤمن بأن هذا الوطن للجميع, ولا ينبغي أن حزبا يُقصي حزبا. وفي الأخير لن يصح إلا الصحيح. والبقاء للأصلح.
نحن نعمل بمفردنا الآن, ويمكننا أن نتحالف مع هذا الطرف أو ذاك، إذا ما هناك مصلحة للوطن ولحزبنا في مثل هذا التحالف, ولكنني أؤكد أن القاعدة هو العمل الحزبي الفردي... والتحالفات هي الاستثناء.
الشارع اليمني أصبح يائسا من الأحزاب
- ألا تحس بأن الشارع اليمني أصبح يائساً من الأحزاب، أو في أقل الأحوال لا يتفاعل معها؟
نعم أشعر وأحس بأن الشارع اليمني أصبح يائساً من الأحزاب.. ولا يتفاعل معها. ولكن لا ينبغي القسوة على الأحزاب اليمنية, فالتجربة الحزبية في بلادنا ما زالت حديثة.. ولم يتم بعد إرساء تقاليد حزبية عريقة في بلادنا. وبدلاً من أن ترسي قواعد سليمة للحياة الحزبية وترعى هذه التجربة وتهيئ لها التربة الصالحة، نجد أن الأحزاب الحاكمة في بلادنا هي التي أفسدت الحياة الحزبية ومسخت التجربة الوليدة في بلادنا. ولكن هذا لا يعفي الأحزاب السياسية من مهامها الوطنية ووظيفتها الرئيسية كموجهة ومرشدة وقائدة للجماهير في نضالها من أجل إرساء الحياة الكريمة لأبناء هذا الوطن.
أخيرا
- سؤال كنت تتوقع أن نطرحه عليك...
لقد قدمتم كل الأسئلة..
ولا أريد أن أكون ضيفا "ثقيلا" على القارئ الكريم.
وأبتهل للعلي القدير أن يوفق كل الجهود الخيرة.. للخيرين في هذه البلاد "وهم كثر" للخروج ببلادنا من الوضع الصعب الذي وصلت إليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.