قتل أكثر من 15 شخصاً من معتصمي ساحة الحرية في مدينة تعز وجرح المئات بعضهم في حالة حرجة في هجوم شنته قوات من الأمن صباح اليوم الاثنين على آلاف المتظاهرين. وكان سقط قتيل يوم أمس و ما يقرب من 1700 بين جريح ومصاب باختناق. وقالت مصادر إعلامية إن الأمن أطلق النار مباشرة وبكثافة على تظاهرة لآلاف المحتجين بمنطقة حوض الأشرف وفي محيط مبنى المحافظة اليوم لتفريقهم ، كما أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع. فيما قالت مصادر أخرى إن الشرطة العسكرية أطلقت النار في الهواء في بداية المظاهرة، وقناصة محترفون بملابس مدنية أطلقوا النار على المتظاهرين سلمياً وتحديداً على الصدر والرأس والرقبة، في مسيرة حاشدة كانت بصدد الوصول إلى جوار مبنى المحافظة لإيصال صوتهم لدى قيادة المحافظة المندد بمجزرة الأمس. وقالت معلومات إن أحد القتلى سقط بنيران الأمن في "فرزة صنعاء" القريبة من مديرية الحوبان وسط مدينة تعز. وناشد القائمون على المستشفى الميداني في ساحة الحرية بتعز منظمات المجتمع المدني بسرعة إيصال الأدوية والعلاجات، نظراً لكثرة الإصابات التي عجز المستشفى الميداني من استيعابهم. وأكد مدير المستشفي الميداني صادق الشجاع سقوط أكثر من 15 شهيدا وأكثر من 50 إصابة بالرصاص وأكثر من 200 حالة اختناق بالغازات السامة. وقد لاقت هذه المجزرة ردود أفعال غاضبة جداً من قبل أبناء مدينة تعز بلا استثناء والغريب أن أصحاب المنازل والبيوت كانوا يلقون "بالبصل" "ومناديل الفاين" من داخل البيوت، بعدها تم إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع على تلك المنازل وهذا يدحض الافتراءات التي تقول إن المواجهات بين المحتجين وأصحاب الحارات والمحلات، كما لوحظ اليوم إغلاق أغلب المحلات التجارية بما يشبه عصيان مدني شبه كلي رداً على ما حدث يوم الأمس. من جهته قال النائب محمد الحميري المستقيل عن الحزب الحاكم للجزيرة "النظام يرتكب مجزرة حقيقية في تعز قتل جماعي للمعتصمين من قبل قناصة أكثر من 20 بين شهيد وجريح بجروح خطيرة، ومئات الجرحى اختناق بالغازات السامة". وكان مئات الآلاف نظموا مسيرة انطلقت من جامعة تعز باتجاه ساحة الحرية، فيما انطلقت صباح اليوم مظاهرة من حوض الأشرف باتجاه ساحة الحرية، وأخرى انطلقت من مستشفى الحياة باتجاه القصر الرئاسي، والثالثة انطلقت من منطقة عصيفرة قادمة من شرعب. وتأتي تطورات اليوم بعد مجزرة يوم الأمس التي راح ضحيتها قتيل ومئات الجرحى. واستمرارا للمسيرات الاحتجاجية المطالبة برحيل النظام شهدت مدينة تعز أكبر مسيرة نسائية منذ بدء الاحتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف من النساء وقد انطلقت المسيرة من وسط مدينة تعز وجابت شوارع جمال، الحوض، وصولاً إلى ساحة الحرية. وهتفت المشاركات بشعارات مطالبة بسقوط النظام ومنددة بالجرائم التي يمارسها النظام في حق المعتصمين سلميا وبالانتهاكات التي تطال وسائل الإعلام والصحفيين وأصحاب الكلمة الحرة كما هتفن بالشعارات المتضامنة مع الشعب الليبي والشعب الفلسطيني. وقد أصدرن بياناً قلن فيه إن نساء تعز يعلن بكل صراحة أنهن لن يعدن للبيوت حتى يسقط هذا النظام الفاسد الذي أغلق جميع الخيارات أمام الشعب في التداول السلمي للسلطة وحصر الشعب بين خيار الفساد والاستبداد وبين الحرب الأهلية. وأكدن على المضي مع قرار الشعب الذي حصره في الرحيل بالطرق السلمية التي تحفظ الوطن وما تبقى لنا من مسمى دولة بحسب البيان. ودانت المشاركات "بشدة جرائم النظام ومجازره في جمعة الكرامة ومجازره في أبين والحديدة وحجة وعموم محافظات الجمهورية والأساليب الهمجية التي يتعامل بها مع معارضة ونقول إن هذا الأسلوب لن يثني الشعب اليمني بل سيدفعه بقوة لإسقاطه".