يقف اليمن اليوم على أعتاب انهيار اقتصادي بسبب الأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها البلاد منذ شهور، ودخل اليمن منذ يومين الشهر الرابع منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام والتي تسببت في تكبد الاقتصاد اليمني مليارات الريالات بسبب توقف العديد من القطاعات عن الإنتاج، كما تشهد الأوضاع الاقتصادية في اليمن انهيارا كبيرا حيث انعدمت العديد من المواد الأساسية. وحتى "اليوم الأربعاء" لم يصرف عدد من القطاعات الحكومية الرواتب .. كما قام عدد من شركات القطاع الخاص بتسريح موظفيها. ويعاني اليمنيون من أزمات خانقة تمثلت في انعدام المشتقات النفطية ومنها وقود السيارات وانعدام مادة الغاز المنزلي بالإضافة إلى مواد أساسية أخرى وارتفاع أسعارها الجنوني والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ولعدة ساعات يوميا. ولأول مرة منذ إنشاء مصفاة عدن لتكرير النفط الخام.. تتوقف عن العمل بسبب الأوضاع المتردية التي تعيشها البلاد .. وتعتبر مصفاة البترول في عدن من أوائل المصافي التي أنشئت في المنطقة حيث بدأ تشغيلها في عام 1954. وشوهد في العاصمة صنعاء منذ يومين اصطفاف مئات المركبات أمام محطات الوقود .. ووصلت قيمة اللتر الواحد من مادة البترول أمس إلى 153 ريالا يمنيا للتر الواحد (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 214.5 ريال)، فيما كانت قبل أسبوع مثلا قيمة اللتر الواحد 52 ريالا يمنيا لاغير. وقال محمد سعيد مواطن من محافظة تعزجنوباليمن إن المدينة تشهد أزمة في مادة وقود السيارات وان عشرات المواطنين اضطروا إلى ترك مركباتهم والخروج سيرا على الأقدام، كما تشهد كل محافظات الجمهورية أزمة وجود المشتقات النفطية. وحيث مايزال مسلسل انعدام مادة الغاز متواصلا منذ أسابيع فإن عددا من المطاعم اضطر إلى إغلاق أبوابه أمام الزبائن .. كما اضطر عدد من الأسر إلى استخدام بعض الآلات القديمة التي لا تعتمد على الغاز المنزلي .. الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث العديد من الإشكاليات. وتعاني صنعاء بشكل خاص والمدن الرئيسة من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والذي يستمر لفترة ما بين 5 الى 7 ساعات يوميا. ويعاني المواطنون من الانقطاعات المتكررة وفي حال عدم قطع التيار فان وجوده يكون بشكل ضعيف وهو ما تسبب في إحراق الأجهزة الكهربائية. ويقول محمد عاطف وهو صاحب محل بيع مواد غذائية إن الانقطاعات المتكررة للكهرباء كبدته الكثير من الخسائر، حيث أعطبت عليه ثلاجات التبريد كما أن عددا من المواد التي يجب أن تحفظ في مكان بارد انتهت. ويؤكد إن هناك ارتفاعات كبيرة في أسعار المواد الغذائية وانه لم يعد قادرا على توفير كل المواد والمتطلبات الأساسية التي يبحث عنها المستهلك. إن ارتفاع الأسعار الجنوني في المواد الغذائية أمر مقلقل بالنسبة لليمنيين، حيث لم تعد عدد من الأسر تحمل أعباءها، وما يزيد من المعاناة لدى اليمنيين هو عدم صرف المرتبات للموظفين في القطاع العام حتى الآن.. حيث ندخل اليوم الرابع من الشهر إلا أن معظم القطاعات الحكومية كالوزارات والهيئات لم تسلم للموظفين مرتباتهم .. ونظرا لصرف بعض المؤسسات الحكومية لمرتبات الموظفين إلا أن استقطاعات وخصومات كبيرة تم خصمها من المستحقات الشهرية للموظفين. ويؤكد سليم صالح احمد وهو موظف في إحدى الوزارات السيادية بأنه تم تسليمهم الراتب الأساسي فقط وان المستحقات والمكافآت تم خصمها لشهر ابريل الماضي .. وان عددا من موظفي الوزارة تقدموا بطلب صرف مستحقاتهم إلا أن الرد من قيادة الوزارة بأنه من المحتمل أن يكون هناك مرتبات أساسية خلال الشهر الحالي مايو. وفي القطاع الخاص، تم تسريح أعداد كبيرة من الموظفين بسبب الأوضاع القائمة في البلاد ..وتؤكد المعلومات بان عدد من الشركات أغلقت أبوابها ..وان الشركات الصامدة في وجه التحديات القائمة تعيش في حالة ترقب وربما قد تغلق أبوابها في القريب العاجل.