قال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة يوم الاربعاء ان الجوع يتفشى في اليمن بعد ان عرقل القتال هناك إمدادات الأغذية ورفع أسعار الغاز والمياه والوقود وغيرها من السلع الأساسية. ويتأرجح اليمن على شفا حرب أهلية حيث ما زالت احتجاجات الشوارع التي تطالب بنهاية لحكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما تعم البلاد. وتوجه صالح الى السعودية في بداية الاسبوع بعد ان أُصيب في هجوم على قصره. وأبلغ ممثل برنامج الاغذية العالمي في اليمن جيان كارلو سيري رويترز في مقابلة بأن مسؤولي البرنامج سجلوا ارتفاعات حادة في تكلفة الغذاء في اليمن منذ يناير كانون الثاني. وقال سيري متحدثا بالهاتف من صنعاء "يؤدي غياب الامن وتعطل حركة النقل الى نقص الغذاء وهو ما يؤدي بدوره الى زيادات وقفزات في أسعار الغذاء." واضاف "أسعار الغذاء تقترب من الوصول الى مثليها في المتوسط منذ العام الماضي فيما يتعلق بالسلع الاساسية مثل دقيق القمح والزيوت النباتية والسكر. "ثمة تدهور حاد للوضع على صعيد الامن الغذائي في اليمن." وأدى تعطل الامدادات المحلية الى تفاقم أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية على المستوى الاقليمي وهو ما ساعد على تفجير بعض الاحتجاجات التي اجتاحت العالم العربي وأطاحت برئيسي تونس ومصر. وتفيد بيانات برنامج الأغذية العالمي بأن تكلفة دقيق القمح ارتفعت بنسبة 26 في المئة في المناطق الحضرية في اليمن وبنسبة 38 في المئة في المناطق الريفية في الفترة من يناير كانون الثاني الى مايو ايار. وقال البرنامج ان أسعار الأرز قفزت 30 في المئة في المناطق الحضرية و67 في المئة في الريف على مدى الفترة نفسها. وقال سيري ان الصراع أدى الى تفاقم الوضع الذي كان خطيرا أصلا في اليمن. واضاف "ما يزيد على 12 في المئة من السكان يعانون من نقص حاد في الامن الغذائي. هؤلاء الناس لا يأكلون ما يكفي من حيث عدد ما يتناولونه يوميا من السعرات الحرارية أما من حيث مدى تنوع الوجبات الغذائية فهي فقيرة للغاية." وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة هذا الاسبوع ان في اليمن زهاء 300 الف نازح يمني إضافة الى قرابة 200 الف لاجئ من منطقة القرن الافريقي. وسجلت التبرعات لبرنامج الاغذية العالمي انخفاضا حادا حيث ما زالت الدول المانحة تعاني من آثار الأزمة المالية. وعبر سيري عن أمله في أن تضيق فجوة التمويل من المانحين الدوليين لليمن. وقال "نحتاج للعمليات الطارئة في الاجل القصير الى 28 مليون دولار" مضيفا انه سيحتاج الى 28 مليون دولار اخرى لبعض البرامج الاطول أجلا. وقالت مصادر تجارية وملاحية هذا الاسبوع ان نقص الوقود اشتد في كثير من أنحاء اليمن حيث ما زال خط انابيب النفط الرئيسي في البلاد مغلقا وحدت الضائقة المالية من الواردات. من مارتينا فوش