مع مرور حوالي 250 يوما من اندلاع الاحتجاجات السلمية المطالبة باسقاط النظام فى اليمن لم تحقق ساحات الاعتصام السلمية اي تقدم باتجاه الهدف الرئيسي والمتمثل باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما. وقد تباينت اراء اليمنيين من محللين وصحفيين ونشطاء شباب حول مدى امكانية نجاح المفاوضات السلمية . واتهمت احزاب المعارضة اليمنية من قبل محللين ومن الشباب المحتجين بالوقوف امام المشروع السلمي للساحات وحولت مايسمى بثورة الشباب السلمية من الساحات إلى طريق البحث عن طاولة حوار لحل الازمة . وقال المحلل السياسي اليمني "محمد جسار" لوكالة انباء (شينخوا) بان الثورة الشبابية الشعبية في اليمن محكومة بالنجاح دون ادنى شك ، لانها ولدت من رحم ظروف قادرة على تحقيق نجاحها .. مضيفا ستنجح الثورة السلمية لان وراءها ارادة شبابية تفرض ذلك . وحول تأخر نجاح المشروع السلمي لاسقاط النظام في اليمن قال جسار ما اخرها " هو سوء ادارة بعض الاحزاب والقوى التي انضمت اليها وحاولت ان تقودها بدلا من ان تنقاد للشباب المحرك الاساسي للثورة ، وهم بذلك حولوا العمل الثوري من اسقاط للنظام الى حوار معه يستهدف مشاركة النظام لا اسقاطه " . ودعا جسار كافة الاحزاب المعارضة والقوى المنظمة للثورة " إلى العودة إلى موقعها الاساسي رافد للثورة لا قائد لها قائلا : عندها سنختزل الوقت ونختزل الاثمان الباهظة التي تدفع وستدفع أن ظل هؤلاء اوصيا على الثورة وهم ليسو كذلك فلدى الشباب المحتجين سلميا من الاليات والاساليب ما يغنيهم عن العمل العسكري وما يغنيهم عن الحوار وما يغنيهم عن انتظار الزمن الذي اهدره حوار الاحزاب والذي تسبب في انقاذ النظام من السقوط عدة مرات" . وعن دور العامل الخارجي في ابقاء النظام صامدا في اليمن .. قال المحلل السياسي اليمني "جسار بان العامل الخارجي استجاب لحركة من يعتبر نفسه الحامل السياسي للثورة فلا يمكن أن يكون الخارج ثائرا أكثر من الثوار فحينما يعمد من يعتبرون انفسهم آباء للثورة إلى التحاور( احزاب المعارضة) مع النظام فليس امام الخارج ان يكون ثوريا اكثر منهم ، وبذلك فتعامل الخارج جاء وفقا للطريقة التي اختاروها وهذا خطأ . من جهة اخرى اعتبر بعض المتابعين للازمة اليمنية بان الساحات لم تعد قادرة على تحقيق اهدافها باسقاط النظام .. وان العمل السلمي لم يعد مجديا في ظل المواجهات المسلحة القائمة في بعض مناطق اليمن . وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني " غمدان اليوسفي " بان الواقع حاليا يستدعي على المعارضين في اليمن البحث عن حلول سياسية للوضع ، وان التشبث بالساحات والاحتجاجات السلمية والآلة العسكرية غير مجدية. واوضح " اليوسفي " لوكالة أنباء (شينخوا) بان بقاء ساحات الاعتصامات السلمية لم تعد مجدية ، مشيرا إلى أن العمل السلمي انتقل حاليا وبشكل مباشر او غير مباشر إلى موجهات مسلحة كما هو قائم في محافظة تعز وفي منطقة ارحب شمال صنعاء او كمان كان حاصلا في منطقة الحصبة وسط صنعاء . واكد اليوسفي بان انتقال العمل السلمي إلى المواجهات المسلحة هز الثقة لدى الكثير بالعمل السلمي فنسحب الكثير من الشباب السلمين . واستدرك اليوسفي قائلا : الساحات في بدايتها كانت كفيلة باسقاط النظام اما الان ومع دخول المواجهات المسلحة ضد النظام فلا تستطيع الساحات بمفردها ان تسقط النظام ولم تعد بزخم ايامها الاولى .. خاصة مع لجوء بعض المؤيدين للثورة في استعراض القوة .. ولذلك اؤكد بان الاوضاع حاليا لن تحل الا بحل سياسي فلا سلمي في الميدان ولا عسكري بالبندقية في ظل تكافؤ قوة كافة الاطراف الى حد ما . وبدوره قال الصحفي اليمني " صدام ابو عاصم" بان الاحتجاجات السلمية لاتزال مجدية وكفيلة باسقاط النظام .. مشيرا إلى أهمية أن تثبت الثورة اليمنية مدى جديتها بتعاون كافة اطراف المعارضة اليمنية في الداخل الخارج ومحاولة كسب المواقف الدولية الى صفهم . واكد نشطاء شباب بان سلمية الثورة هي وحدها الكفيلة باسقاط النظام بالاضافة إلى الضغوط الدولية وأن الجلوس على طاولة الحوار لم يعد مجديا لتحقيق اهدافهم وكذلك الخيار العسكري المرفوض. وقال الصحفي والناشط في ساحة التغيير بصنعاء " محمد الشلفي ، على الرغم من ان الأوضاع الحالية تنبئ عن حدوث مواجهات، لكن أؤكد بان سلمية الثورة هي التي أضعفت النظام ، وبالتالي تبقى السلمية هي الضمان وهي الأصل أما الباقي فهو مجرد أعراض لهذه الثورة بسلميتها. واوضح الشلفي أن الضغوط الخارجية لا تتزايد ولا تستمر على الرئيس "صالح" إلا لأن الثورة تعتمد منهج السلمية وبإمكاننا أن نرى ما الذي يحدث إذا ما تعرض المعتصمون للقمع ، كيف تكون مواقف الخارج قوية ومنددة بينما هناك مواجهات في أرحب وتعز بين قوات موالية للنظام والقبائل الموالية للثورة، لكن التعاطف يكاد يكون معدوما . واكتفى بدوره "منير عبدالسلام الشميري" احد الشباب المعتصمين في ساحة الحرية بتعز بقوله بان " المشترك ومفاوضاته البائسه هي من أخرت نجاح الثوره اليمنية واطالت عمر النظام ".