أظهرت دراسة علمية حديثة أن معظم الشباب الخليجي واليمني يتعرضون بشكل منخفض للفضائيات الخليجية الحكومية العامة وإن كانت درجاتها مختلفة بين الجنسيات ويرى الباحث أن السبب في هذا الانصراف يعود للعيوب البارزة في شكل البرامج المختلفة ومضمونها التي تقدمها، كغيرها من الفضائيات العربية الحكومية، وإن تفاوتت درجات مستوى العيوب فيما بينها، وكذلك لوجود عوائق في قدرتها على التطور والتغير السريع الذي يواكب المتطلبات الإعلامية الجديدة التي ترتبط بمختلف أطراف العملية الاتصالية وتوصلت الدراسة المعنونة (مستقبل القنوات الفضائية الحكومية العامة التابعة للدول الأعضاء بجهاز راديو وتلفزيون الخليج والتحديات التي تواجهها في ظل منافسة القنوات الفضائية الخاصة "دراسة مسحية") للباحث الدكتور بشار مطهر، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة صنعاء، إلى تصدر قناة دبي الفضائية في الترتيب الأول بنسبة بلغت (74.8%) وذلك كقناة مفضلة لمتابعة البرامج المتنوعة لدى الشباب الخليجي واليمني (عينة الدراسة)وهذا يشير إلى تفوق قناة دبي في الاستحواذ على عموم المبحوثين وقدرتها على جذب هذا الجمهور من خلال برامجها المختلفة والمتنوعة، وذلك مقارنة بالقنوات الخليجية الحكومية العامة الأخرى التي لا زالت تفتقر إلى حد ما لعوامل الجذب والتشويق وضعف في مستوى المضامين المقدمة . وهذا يشير إلى أن القنوات الخليجية الحكومية العامة لا يزال يعيقها كثير من العقبات التي تحول دون وصول رسالتها الإعلامية بشكل فعال ومؤثر وملبي لرغبات الجمهور واحتياجاته. وكشفت الدراسة التي اجراها الدكتور بشار عبد الرحمن مطهر عميد مركز قياس الرأي العام جامعة صنعاء, أستاذ الإذاعة والتلفزيون المساعد- كلية الإعلام جامعة صنعاء جاءت الفترة المسائية من أكثر أوقات مشاهدة الشباب الخليجي واليمني للقنوات الفضائية الخليجية الحكومية العامة، حيث بلغت نسبتها (72.3%)، يليها فترة السهرة بنسبة (54.8%) ويرجع ذلك إلى أن الفترة المسائية تعد من فترات الذروة التي تكون فيها نسبة المشاهدة أعلى من أي فترة أخرى كما تشير الدراسات السابقة كدراسة بشار مطهر(2009). واوضحت نتائج الدراسة الحائزة على جائزة جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج للدراسات والبحوث الكبرى لعام 2010م الى وجود أيام محددة لدى الشباب الخليجي واليمني (عينة الدراسة) يزداد فيها مشاهدتهم للقنوات الفضائية الخليجية الحكومية العامة حيث بلغت بنسبة (54%)، مقابل نسبة (46%) من المبحوثين الذين لا يوجد لديهم أيام محددة للمشاهدة وجاء يوما الخميس والجمعة أعلى الأيام مشاهدة للقنوات الفضائية الخليجية الحكومية العامة من قبل الشباب الخليجي واليمني (عينة الدراسة) الذي لديه أيام مفضلة يزداد فيها المشاهدة ،حيث بلغت النسبة ليوم الخميس (87%) و ( %76) ليوم الجمعة، احتلت الدوافع النفعية أهمية كبيرة لدى الشباب الخليجي واليمني (عينة الدراسة) في تعرضهم للفضائيات الخليجية الحكومية العامة ، حيث جاء دافع مراقبة البيئة على رأس قائمة دوافع التعرض لها لدى المبحوثين (عينة الدراسة)، ثم جاءت دوافع المعرفة بما يجري في بلدان المبحوثين من أحداث وكذلك ما يجري من قضايا في الخليج والوطن العربي والعالم في المراتب الأولى والثانية والثالثة والرابعة ضمن قائمة دوافع التعرض للفضائيات الخليجية الحكومية من قبل الشباب الخليجي واليمني (عينة الدراسة)، وبلغت نسبة الأوزان المئوية لها على التوالي (82%) و (75.5%) و (74.5%) و (69.5%) ، ويتضح ذلك جلياً من مقارنة هذه النتائج مع النتائج الخاصة بالبرامج المفضلة بالفضائيات الخليجية الحكومية العامة، حيث وجد اتساق بين دوافع تعرض المبحوثين وبين أنواع البرامج التي يفضلون ويحرصون على متابعتها. توصلت الدراسة الى إن تعرض الشباب الخليجي واليمني بصورة منتظمة للفضائيات العربية المفضلة لديهم، قد أثر في مشاهدتهم للفضائيات الحكومية العامة التابعة لبلدانهم، سواء قللت من مشاهدتهم أو انصرفوا تماماً عن مشاهدتها ،حيث بلغت (70.2%)، مقابل نسبة (29.8%) لم تتأثر مشاهدتهم للفضائيات الحكومية العامة التابعة لبلدانهم؛ إثر تعرضهم المنتظم للقنوات الفضائية العربية المفضلة لديهم وهي نتيجة طبيعية يمكن تفسيرها في ضوء التزايد المستمر للقنوات الفضائية العربية الخاصة تصدرت القنوات الدينية الفضائية على رأس قائمة القنوات الفضائية المتخصصة المفضلة لدى الشباب الخليجي واليمني التي يتعرضون لها بشكل منتظم، حيث بلغت بنسبة (80.6%) من إجمالي المبحوثين الذين لديهم قنوات فضائية أخرى يفضلون التعرض لها بانتظام إلى جانب تعرضهم للفضائيات الخليجية الحكومية العامة، يليها قنوات الدراما الفضائية في المرتبة الثانية بنسبة (79.4%).. إن تعرض الشباب الخليجي واليمني بصورة منتظمة لشبكة الانترنت المفضلة لديهم، قد أثر في مشاهدتهم للفضائيات الحكومية العامة التابعة لبلدانهم، حيث بلغت نسبتا المبحوثين مجتمعة للذين أجابوا بأنها قللت من مشاهدتهم للفضائيات الحكومية العامة التابعة لبلدانهم بالإضافة إلى الذين أجابوا بأنهم انصرفوا تماماً عن مشاهدتهم للفضائيات الحكومية العامة التابعة لبلدانهم (69.8%)، مقابل نسبة (30.2%) من المبحوثين الذين أجابوا بعدم تأكيد مشاهدتهم للفضائيات الحكومية العامة التابعة لبلدانهم إثر تعرضهم المنتظم لشبكة الانترنت المفضلة لديهم. إن الرأي الغالب لدى معظم الشباب الخليجي واليمني (عينة الدراسة) يتجه في ثقتهم في قدرة الفضائيات الحكومية الخليجية العامة (عينة الدراسة) على المنافسة أو الصمود أمام الفضائيات الخاصة، حيث بلغت نسبتهم (72.2%) جاء عامل تناول القضايا والمواضع التي تهم الجمهور على رأس قائمة العوامل التطويرية التي ينبغي أن تقوم بها الفضائيات الخليجية الحكومية العامة لتحسين أدائها ومواجهة الفضائيات الخاصة، في الترتيب الأول وبنسبة وزن مئوي (93.75%)، يليه في الترتيب الثاني عامل تطوير المذيعين ومقدمي البرامج بنسبة وزن مئوي بلغت (92%)، ثم عامل زيادة البرامج الجماهيرية في الترتيب الثالث و بنسبة وزن مئوي (85.5%). وهذا يشير إلى ابتعاد القائم بالاتصال بالمؤسسات الإعلامية الخليجية الحكومية أو ربما ضعف معرفته بالقضايا التي تهم الجمهور. وقد يعود ذلك ربما إلى نمطية تفكير القائم بالاتصال حول كيفية عمل الإعلام الحكومي من جهة وغياب بحوث عادات الاستماع والمشاهدة وأنماطها من جهة أخرى و التي تتجلى في توفير المعلومات المتعلقة بتفضيلات الجمهور المختلفة. واوصت الدرسة القائمين بالاتصال في الفضائيات الخليجية الحكومية العامة أن يركزوا في التناول على القضايا والموضوعات التي تمس حياة الشباب، وتعبر عن همومه وتطلعاته في مختلف المجالات حتى تظل وسيلة الدولة وأداتها لإيصال السياسات والقوانين والمفاهيم والرسائل إلى المجتمع ،خاصة مع تعدد الخيارات لدى الجمهور الذي أتاحته الثورة الإعلامية الهائلة. ودعت الى استحداث برامج دينية جديدة أو تطوير البرامج الدينية الحالية من حيث الشكل والمضمون والإخراج، على أن تتجاوز مجرد التركيز على أمور العبادات، والمعاملات و تخوض في القضايا الحياتية التي تمس شئون الشباب(كإدارة الذات وكيفية بناء الثقة، وإكسابه الأدوات التي تعينه على فهم المتغيرات الحياتية بما يسهم في بناء مستقبله وغيرها من القضايا) من منظور ديني، وتلبي متطلباتهم بأساليب علمية حديثة ومتواكبة مع المتطلبات العصرية. واوصت بضرورة زيادة البرامج الجماهيرية وخاصة المسلية التي يجد من خلالها الشباب الخليجي واليمني متنفساً و قدراً كبيراً لإشباع احتياجاته العاطفية ؛بما يحقق له الشعور بالسعادة وزيادة البرامج الحوارية التي يجد من خلالها الشباب الإحاطة بمختلف القضايا ذات الشأن المحلي بما يمكنه من فهم الظروف والعوامل المرتبطة بمجتمعه وتطوير الأشكال والمضامين البرامجية، بما يشبع احتياجات الجمهور وتقديمها بحرفية عالية وبشكل فني جذاب وتخصيص برامج توعوية توجه للشباب الخليجي واليمني لتوضيح مخاطر الإعلام المذهبي والطائفي والمناطقي وإعلام الدجل والشعوذة والغيبيات على حاضر المجتمع العربي ومستقبله وتوظيف ما لديها من التقنيات الإعلامية والمعلوماتية توظيفا أفضل واقترحت الدراسة بوجوب مخاطبة الشباب من خلال بناء مواقع الكترونية متطورة أو تطوير المواقع الحالية للفضائيات الخليجية الحكومية العامة- وبث أهم البرامج -بحيث تتيح كافة أشكال التفاعلية كالبريد الالكتروني واستطلاعات الرأي الالكترونية حتى تتمكن من رصد أرائهم واحتياجهم بشكل مستمر ،ويتم الترويج لهذه المواقع بجميع وسائل الاتصال التقليدية والحديثة كرسائل الهاتف المحمول القصيرة SMS ،فضلا عن إنشاء مواقع لها عبر الشبكات الاجتماعية الافتراضية كشبكتي الفيس بوك وتويترز. وإنتاج برامج شبابية تركز على طاقات الشباب الإبداعية والواعدة ، وتؤكد وجود عناصر شبابية نموذجية جادة في المجتمع الخليجي واليمني، مع التركيز على التنسيق بين القنوات الفضائية التابعة للدول الأعضاء بجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج ،فيما يتعلق باختيار مواعيد بث هذه البرامج،حتى يتسنى للشباب التعرض لها؛ لتتحقق الفائدة المرجوة منها. واوصت بإنشاء مركز بحثي يتبع جهاز راديو وتلفزيون الخليج لعمل دراسات واستبيانات علمية مسحية مستمرة لتقصي احتياجات الجمهور ومدى ارتباطهم بالإعلام الحكومي، فضلا عن رصد تأثير الفضائيات الخاصة القادمة والمستحدثات التقنية باستمرار على الفضائيات الخليجية الحكومية وإعطاء أولوية لتنمية مهارات المذيعين ومقدمي البرامج في الفضائيات الخليجية الحكومية ورفع قدراتهم الذاتية و كفاءتهم من خلال توفير فرص تدريبية لهم باستمرار . سعت هذه الدراسة للكشف على تصورات الشباب الخليجي واليمني لمستقبل الفضائيات الخليجية الحكومية العامة من خلال الوقوف على نقاط الضعف والقوة في أدائها، وتشخيص التحديات التي تواجهها، ورصد العوامل التطويرية التي ينبغي أن تقوم بها؛ بما يسهم في تحسين أدائها وقدرتها على مواجهة منافسة الفضائيات الخاصة والوسائل الإعلامية الأخرى و معرفة عادات تعرض الشباب الخليجي واليمني للفضائيات الخليجية الحكومية العامة وأنماطها الاستخدامات والإشباعات المتحققة لهم واستكشاف تأثير القنوات الفضائية الخاصة والمتخصصة والوسائل الاتصالية الأخرى في تعرض الشباب الخليجي واليمني للقنوات الفضائية الخليجية الحكومية العامة سعياً وراء تقديم رؤية موسعة حقيقية تسهم في الارتقاء بأداء الإعلام الحكومي الخليجي كما اعتمدت هذه الدراسة على منهج المسح، حيث تم مسح عينة عمدية من أفراد الشباب الخليجي واليمني والذين تتراوح أعمارهم ما بين (18-34 سنة) ممن يتعرضون للفضائيات الخليجية الحكومية العامة سواءً كانت في بلده أو بدول الخليج عامة وبلغ حجمها (800) مبحوث من السعودية200مبحوث , الإمارات 200, عمان 200, اليمن 200، وتعددت النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة..