تتواصل اليوم في صنعاء فعاليات المؤتمر الإقليمي الثاني لوقاية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال الذي يجمع مايقرب من 450 شخصية عربية ودولية مهتمة بقضايا الطفولة على طاولة أكثر من 70ورقة عمل تمثل خبرات وتجارب المختصين والباحثين من اليمن والبلدان العربية الأخرى والخبراء الدوليين في مجال مناهضة العنف ضد الأطفال والإساءة والإهمال للاستفادة منها في محاولة تغيير الواقع المأساوي للطفولة العربية. ويأتي هذا المؤتمر تواصلاً للمؤتمر الإقليمي الأول لوقاية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال الذي عقد في عمان في فبراير 2004م برعاية الملكة رانيا العبدالله والذي أعلن فيه عن تأسيس شبكة المهنيين العرب لحماية الأطفال من إساءة معاملة الأطفال، والتي تجمع نخبة من المختصين والمهتمين بقضايا حماية الأطفال في الجوانب الطبية والاجتماعية والنفسية والقانونية. وفي حفل الافتتاح الذي رعاه أمس الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وذكر فيه بما حواه البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية بخصوص رعاية الطفولة اليمنية، تمنت الدكتورة نفيسة حمود الجائفي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أن تكون مخرجات الملتقى أهداف ومنطلقات للعمل معاً من أجل حماية حقوق الطفل العربي وضمان حقه في العيش في بيئة توفر له الحماية وتضمن له التمتع بحقوقه. من جانبه أضاف الأستاذ محمود قابيل، سفير منظمة اليونيسيف للنوايا الحسنة بأن العنف لا يأتي من فراغ لكنه يأتي من الأسرة كنواة أساسية، مشدداً على خطورة العنف داخل الأسرة التي ينمو بها الطفل ونادى قابيل بحملة لإعادة تثقيف أولياء الأمور لأنهم الأساس في هذه القضية، داعياً إلى الحوار مع الأطفال والتواصل معه باعتبارها الطريقة المثلى لفهم الأطفال واحترام الطفولة. من جانبه أكد الدكتور عبده كريمو، ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن على أن الجهود المبذولة لحماية الأطفال هي من الأولويات التي تعمل من أجلها منظمة اليونيسيف، وأوضح أن منظمته تؤمن بأنه لا مسوغ للعنف ضد الأطفال وبأن جميع أشكال العنف ضد الأطفال ممنوعة وهذه هي النتائج الختامية لدراسة عن العنف ضد الأطفال نشرتها الأممالمتحدة أواخر العام الماضي. وأضاف أن هذه الدراسة قد خلصت إلى أن العنف ضد الأطفال مشكلة عالمية لا تخلو منها أي منطقة ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلا أنها مشكلة غير معلنة لا ترفع عنها تقارير ولا تتضمنها أي مؤشرات حيث أن العوامل المؤدية للعنف ضد الأطفال تختلف من بلد إلى بلد والجهود المبذولة لحلها تختلف حسب خصوصية كل منطقة ومع ذلك يمكننا التعلم من بعضنا البعض وأن نعمل معاً إذا أردنا فعلاً حل مشكلة العنف والإساءة ضد الأطفال. وأشار إلى أن هناك وعي من الحكومات بخصوص ضرورة إيجاد حل لمشكلة العنف والإساءة ضد الأطفال إلا أنه لا تزال هناك فجوة نسعى نحن كعاملين ونشطا في هذا المجال لسد هذه الفجوة (إن دور العاملين في الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني أو أي شخص منكم في هذا المجال لا يمكن الاستخفاف به). وأكد الدكتور أنه حسب الإحصائيات في السنة الماضية هناك حوالي 300 مليون طفل حول العالم معرضون للعنف والإساءة في أسوأ أشكالها هم الأطفال العاملون والأطفال الذين يتعرضون للعنف من قبل المجتمع أو المدرسة أو أثناء الحروب أو الأطفال المعرضون لبعض الممارسات المؤذية مثل ختان الإناث والزواج المبكر.