مع انقضاء ساعات اليوم الاثنين تكون مرحلة الحملة الدعائية لمرشحي الرئاسة والمجالس المحلية قد وصلت إلى نهايتها في انتظار يوم الاقتراع المقرر في ال 20 من سبتمبر. ويخوض الانتخابات الرئاسية خمسة مرشحين منهم مستقلان بينما يظل مرشح الحزب الحاكم علي عبد الله صالح الأوفر حظاً لاعتبارات متعددة يجمع عليها المحللون. وتتهم أحزاب اللقاء المشترك التي اختارت مرشحها للرئاسة من أوساط المستقلين الحزب الحاكم بمحاولات محمومة للتزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات وهو الاتهام الذي قال عنه المؤتمر الحاكم بأنه اعتراف استباقي من قبل المعارضة بالهزيمة في الانتخابات. وشهدت مهرجانات مرشحي الرئاسة الرئيسيين حضوراً جماهيرياً لافتاً تجاوز مئات الآلاف في بعض المحافظات وهو ما أضفى على المنافسة الانتخابية أجواء من الجدية وتبادل مرشحا الحزب الحاكم علي عبد الله صالح وأحزاب اللقاء المشترك فيصل بن شملان الاتهامات حول نقل الجماهير من محافظة إلى أخرى لإظهار حجم التأييد الجماهيري لكل منهما. وفيما يظل علي عبد الله صالح الأوفر حظاً للظفر بولاية رئاسية جديدة حسب قراءة العديد من المحللين السياسيين، ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أعطى آخرها ما نسبته 78% من إجمالي المستطلعة آراؤهم إلا أن المعارضة تؤكد بأن الحضور الجماهيري الحاشد لمهرجانات مرشحها يجعل من إمكانية الانتصار في الانتخابات الرئاسية أمراً وارداً بقوة مشيرة إلى أن هناك فروقاً جوهرية بين من يحضر إلى مهرجانات مرشح الحزب الحاكم الذي يستخدم كل وسائل الترهيب والترغيب ومن يحضر مهرجان مرشح المعارضة الذي يوضع أمامهم العراقيل والمصاعب. ويرى محللون ومراقبون سياسيون أن أهم ما يميز الانتخابات الرئاسية الحالية التنافس الجدي بين مرشحي الحزب الحاكم والمعارضة وهي السمة التي افتقدتها الانتخابات الرئاسية الماضية. والملاحظ في المعركة الانتخابية بين الطرفين اعتماد كل منهما مرشحين داعمين لتوجه كل طرف.. وفيما دفع الحزب الحاكم بمرشح المجلس الوطني للمعارضة ياسين عبده سعيد نعمان المحسوب على المؤتمر الشعبي العام وأحمد المجيدي القيادي الاشتراكي غير المعروف حرص حزب التجمع اليمني للإصلاح على الدفع بفتحي العزب مرشحاً مستقلاً لاستغلال الوقت المتاح للمرشحين في وسائل الإعلام الرسمية لإيصال رسالة اللقاء المشترك إلى أوسع نطاق ممكن، وفي حين لم تكن مفاجئة تلك الخطوة التي أقدم عليها اليوم مرشح المجلس الوطني للمعارضة ياسين نعمان بإعلان انسحابه لصالح مرشح الحزب الحاكم، فإن إعلان المرشح المستقل فتحي العزب متوقعة خلال الساعات القليلة المقبلة. وفي انتظار يوم الأربعاء فإن اليمنيين باتوا على موعد لمعرفة رئيسهم القادم الذي سيأتي عبر صناديق الاقتراع للمرة الثانية في تاريخ اليمن المعاصر، وإن كان الكثيرون منهم لايتوقعون أن تحدث مفاجأة كبيرة بالنظر إلى كون معظم مفاتيح اللعبة ماتزال في يد الحزب الحاكم الذي يعتبر مرشحه علي عبدالله صالح في مأمن خاصة مع ضعف المرشحين الآخرين، وغياب التناغم والتماسك بين أطراف اللقاء المشترك الذين رموا القسط الأوفر من جهد الحملة الانتخابية لمرشحهم على كاهل التجمع اليمني للإصلاح.