يتتبع المسؤولون الأمريكيون أثر ساعي بريد انترنت القاعدة لمعرفة تفاصيل مؤتمر إلكتروني عقد بين أكثر من 20 من كبار القياديين في التنظيم. فقبل التأهب الأمني العالمي والذي أغلقت على إثره مؤقتاً سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الشهر، أسرت السلطات اليمنية ساعي القاعدة والذي كان بحوزته التسجيل الإلكتروني لسبع ساعات من اجتماع استضافته الشبكة الإلكترونية بين أكثر من 20 من كبار قادة تنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم، بحسب مسؤولين في المخابرات الأمريكية. في السابع من أغسطس الحالي، ذكرت صحيفة "الديلي بيست" في تقرير سابق أن مسؤولي المخابرات علموا بمؤتمر عقد عن بعد بين كبار قادة تنظيم القاعدة، وشارك فيه ممثلون عن فروع التنظيم في العراق والمغرب العربي، وجنوب شرق آسيا. والمحادثات التي دارت في المؤتمر، وضعت سوية مع الاتصالات الاستخباراتية الأخرى، مما دفع إدارة أوباما إلى اتخاذ احتياطات أمنية صارمة لمواجهة تهديد وشيك وغامض, ولكنه على ما يبدو يستهدف المصالح الغربية التي تخطط لها المنظمة الإرهابية. وعلمت "الديلي بيست" بتفاصيل جديدة حول المؤتمر، وتضمنت هذه التفاصيل معلومات عن إجراءات أديرت عبر نظام الرسائل الالكترونية الآمنة, وأن المسؤولين اليمنيين والأمريكيين علموا عنها بعد اعتراض اتصالات ساعي القاعدة والذي تم إلقاء القبض عليه من قبل مكتب الأمن القومي اليمني وبمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. في وقت سابق من هذا الصيف، بدأ ساع لتنظيم القاعدة تحميل رسائل إلى سلسلة من الحسابات الالكترونية المشفرة والتي تحتوي على دقائق لما يبدو أنه اجتماع هام. وكانت وكالة الاستخبارات الأمريكية قادرة على استغلال أي ثغرة في نظام الأمن التشغيلي للساعي، واعتراض الحزم الرقمية وتحديد مكان وجود الساعي، طبقاً لمسؤولين أثنين في المخابرات الأمريكية، ومسؤول أمريكي آخر مطلع-وتحدث المسؤولون الثلاثة شرط عدم الكشف عن هويتهم. ويبقى الساعي في حوزة السلطات اليمنية, وفقاً للمسؤولين الثلاثة، وأن المخابرات اليمنية اكتشفت كنزاً من المعلومات في حوزة الساعي، بما في ذلك ليس محضر الاجتماع وحسب، ولكن تسجيل الويب الفعلي لسبع ساعات من اجتماع الانترنت بين تنظيم القاعدة وكبار قياديي التنظيم، وممثلين للعديد من مؤسساته الفرعية والطموحة. وأجري المؤتمر باللغة العربية الفصحى وشمل مفوضين وقادة من فروع القاعدة الإقليميين وكذلك رؤساء الجماعات المختلفة. وانضم بعض المشاركين في المؤتمر إلى محادثات فيديو، واتصل بهم آخرون عبر الصوت، والبعض الآخر عبر النص المكتوب. وتراوحت المحادثات بين شؤون الأعمال الروتينية إلى المسائل الدينية (لاهوتية)، طبقاً لمسؤولين أثنين في المخابرات الأمريكية واللذين حللا حزمة الغنيمة الاستخباراتية من الساعي. التسجيل يبدأ بفيديو معنون من أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، وفاجأ اشتراك الظواهري محللي المخابرات الأمريكية والذين اعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة لن يخاطر ليكون جزءاً من اتصالات إلكترونية فورية. وقال مسؤولو المخابرات الأمريكية إن رسالة الظواهري تبدأ بتقييم الانتفاضات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، ويقارن بموقف أمريكا الإقليمي مع الاتحاد السوفيتي في العام 1989، والعام الذي سقط فيه جدار برلين وانهارت الإمبراطورية الشيوعية. وحث الظواهري الموجودين في المؤتمر على الاستفادة من تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة. ثم أعلن الظواهري قراره بتنصيب الوحيشي مديراً عاماً للجماعة للمرحلة الجديدة من استراتيجية حرب القاعدة. ثم اختفى الظواهري من المؤتمر، ولكنه عاد إلى الظهور في وقت لاحق في نقاط ورسائل أخرى أثناء اجتماع السبع ساعات. انضم بعض المشاركين في المؤتمر عبر اتصال الفيديو، وآخرون من خلال الصوت، ولا يزال البعض الآخر في المؤتمر يستخدم الرسائل النصية. لم يجب الظواهري على أسئلة المشاركين المباشرة، مما دفع بعض وكلاء المخابرات الأمريكية للاستنتاج بأنه راقب الجلسات عن بعد وزود طرفاً ثالثاً بالفيديوهات ليكون موصولاً بالمؤتمر. محللو المخابرات الأمريكية الآخرون خلصوا-مع ذلك- إلى أن الظواهري لم يشارك مباشرة. وأجاب الوحيشي على أسئلة المشاركين، في إشارة إلى أنه كان مشاركاً في الوقت الحقيقي. وكانت العديد من وكالات الأنباء الأخرى قد أدلت بتفاصيل مختلفة عن مؤتمر التنظيم. ففي 6 أغسطس، أفادت وكالة إن بي سي نيوز أن ثلاثة على الأقل من عناصر تنظيم القاعدة شاركوا في المحادثات. وفي ذات اليوم، قالت وكالة سي إن إن الإخبارية أن المشاركين تواصلوا عبر "نوع من أنظمة الإرسال المشفر والدخول من خلال نقاط متعددة للسماح للأطراف المختلفة بالاتصال معهم". ونقلت سي إن إن عن مسؤولين أمريكيين قولهم لم بكن الاتصال ب"الدعوة لمؤتمر تقليدي"، تأخذ المسألة مع كيف فصلت ال"دايلي بيست" الاتصال في التقرير الأصلي. وفي 6 أغسطس أيضاً ذكرت وكالة أنباء بلومبرج أن إغلاق السفارات كان بعد اعتراض اتصال بين الظواهري والوحيشي، و"قادة إرهابيين إقليميين آخرين". وفي وقت قريب من القبض على الساعي، نشرت سي إن إن قصة قالت فيها إن وكالات المخابرات الأمريكية حصلت على ما يعتقد أنها رسائل مشفرة تنبئ عن هجوم وشيك. وكانت وكالة الاستخبارات الأمريكية قد اخترقت في أوقات سابقة اتصالات –تعتبر آمنة- لتنظيم القاعدة عبر الانترنت. ففي عام 2007 اعترضت وكالة المخابرات الأمريكية خطاباً من أسامة بن لادن. وتم اختراق المسار بعد تفاصيل الخطاب التي تسربت إلى وسائل الإعلام الأمريكية. منذ هجمات 11 سبتمبر، رصدت وكالة الاستخبارات الأمريكية سلسلة من المواقع الالكترونية ومنتديات الانترنت وغيرها من أنواع الاتصالات المحمية بكلمة سر. لكن تنظيم القاعدة وضع طرق تشفير متقدمة وتقنية خاصة تسمح لجماعاته بعقد مؤتمرات عن بعد، وتتضمن الفيديو والصوت والدردشة النصية. يقول ليث الخوري، وهو مستشار بارز في "فاشوبنت جلوبال بارتنرز"، وهي مجموعة للاستشارات الاستخباراتية "التكنولوجيا بالنسبة للقاعدة هي أكثر من أن يكون لديها مؤتمر انترنت مشفر والذي يمكن توفره من خلال الرسائل الفورية مع بعضهم البعض في غرف محادثات تختفي حالما ينتهي المؤتمر". نقلاعن الاولى إيلي ليك مراسل هو كبير مراسلي الأمن القومي لصحيفة نيوزويك والديلي بيست، كان يغطي سابقاً أخبار الأمن القومي والمخابرات لصحيفة واشنطن تايمز. وليك أيضاً محرر مساهم في صحيفة "نيو روبوبلك" منذ العام 2008، وغطى الأخبار التي تخص الدبلوماسية والاستخبارت والجيش لوقت متأخر في صحيفة "نيويورك صن". عاش في القاهرة وسافر إلى مناطق الحرب في السودان والعراق وغزة. وهو واحد من الصحفيين القلائل الذين قدموا تقارير من كل من: العراق، وإيران وكوريا. جوش روجين هو كبير مراسلي السياسة والأمن الوطني لمجلة نيوزويك والدايلي بيست. وقد عمل سابقا في مجلة فورين بوليسي، والكونغرس الفصلية، والمجلة الفيدرالية الأسبوعية، واليابان الصحيفة اليومية الرائدة، وصحيفة اساهي شيمبون. وينحدر من فيلادلفيا ويعيش في واشنطن.
