قال موقع إماراتي، إن مصادر وصفها ب"الخاصة و المطلعة" كشفت له صدور قرار بإعادة مجندي الخدمة العسكرية الإجبارية من اليمن خلال الساعات القادمة. و نقل موقع "الإمارات 71" عن المصادر، أن القرار يتضمن عدم إرسال قوات برية من المجندين على الإطلاق. و أشار الموقع، أن هذا القرار جاء بعد مطالبات حثيثة من جانب قطاعات واسعة من الشعب الإماراتي، دفعت صانع القرار لاتخاذه رغم النفي المتكرر الذي ظلت تردده السلطات. و كشف الموقع، أن الدولة تعرضت منذ "الجمعة الدامية" 4 سبتمبر/أيلول الجاري، لضغوطات شعبية كبيرة تدفع باتجاه إعادة القوات البرية الإماراتية من اليمن بصفة عامة و مجندي الخدمة الإلزامية الإجبارية ،الذين لم يمض على حياتهم العسكرية سوى بضعة أسابيع على وجه الخصوص. و وصف الموقع، مقتل "47" جندي إماراتي في صافر بمأرب، بأنه فاجعة، لم يكن حدثا يمكن تجاهله ولا تجاهل رد الفعل الشعبي الغاضب تجاهه. و أوضح الموقع أن ردة الفعل الإماراتي أجبرت الإعلام الرسمي لمناقشة ليس مبررات وأسباب إرسال قوات برية إلى اليمن، وإنما مناقشة المشاركة برمتها. و وصف طرح الإعلام الإماراتي مبررات و مصوغات نقل قوات إماراتية إلى اليمن لحماية الأمن القومي، بأنها لم تكن مقنعة بما فيه الكفاية لقطاعات واسعة من المواطنين، لا سيما أسر الشهداء و أسر مجندي الخدمة الإلزامية. مشيرا إلى أن الأمن في الدولة مستتب، و حماية مضيق باب المندب مسؤولية جماعية تقع على عاتق جيش مصر في الأساس، و قاهرة السيسي تدير ظهرها للرياض وأبوظبي، رغم الدعم السخي و المستمر. و اعتبر أن قضية إعادة مجندي الخدمة الإلزامية، تكاد تكون أول قضية رأي عام يكسبها الشارع الإماراتي ليس بضغوطه ومطالباته وإعلامه وإنما بدماء نحو 50 شهيدا ارتقوا في اليمن. و كان الصحفي "روري دوناجي" نقل لموقع "ميدل إيست آي" الشهر الماضي عن مصادر إماراتية قولهم إن الإمارات ترسل للحرب في اليمن أفرادا من منتسبي الخدمة الوطنية "الإجبارية" لمواقع القتال وهم بدون خبرة قتالية أو ميدانية سابقة وخاصة إلى عدن مؤخرا وضمن 1500 جندي الذين أرسلوا مطلع الشهر الجاري إلى جانب مئات آخرين من دول الخليج العربي. و أكد "دوناجي" أن القوات المسلحة الإماراتية ترسل هؤلاء المجندين بدون موافقتهم وبدون استشارتهم، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الخسائر البشرية الإماراتية في عدن في الأيام القليلة الماضية. و ظلت السلطات الإماراتية تنكر إرسال هؤلاء المجندين رغم امتلاك الإماراتيين دلائل تخالف رواية القوات المسلحة. و قبيل الإعلان عن مقتل الجنود الإماراتيين في اليمن بساعات نشرت القوات المسلحة صورة لولي عهد رأس الخيمة محمد بن سعود القاسمي وهو منتسب للخدمة الإلزامية قيل إنها التقطت له في اليمن في أوساط قواتنا البرية. و فسر بعض المراقبين نشر صورة القاسمي لتهيئة الرأي العام لسماع أنباء الفاجعة، و ليس فقط الاعتراف بوجود مجندين في اليمن.