أيها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله . تنقسم الكتابات الراهنة التي يكتبها الآخرون عن واقعنا العربي المؤلم إلى قسمين الأول تتمثل فيه كتابات المتعاطفين المشفقين الذين ينظرون إلى ما يحدث ويتسائلون إلى متى سيستمر هذا الأمر والي إي مدى سيواصل العرب. وهم اكثر من ثلاثمائة مليون من البشر الاسوياء كتم الغيظ ، وابتلاع الاهانة يوميا ومنذ الاستيقاظ حتى النوم ، إن كانت اجفانهم تساعدهم على ذلك وهم يرون المخاطر تحيط بهم من كل الجهات مخاطر من الداخل وأخرى من الخارج ، ومعارك معلنة وأخرى خفية أو شبه معلنة ولم يعد المفكرون وأصحاب الرأي هم الذين يدركون أبعاد تلك المخاطر المحدقة. بل صار الناس العاديون يدركون ذلك ايضا وبوضوح . إما القسم الأخر ممن يكتبون عن الواقع العربي من غير العرب فهم أولئك الحاقدون الذين يعكسون الصورة التي رسمها الغزاه والطامعون في احتلال الوطن العربي وامتلاك ثرواته والتحكم في مصائره بالقوة ومن الداخل بعد ان فشلت محاولاتهم في فرض أطماعهم من بُُعد , وذلك النوع من الكتبة يصورون الشعب العربي وكأنه قد مات او انه في طريقه إلى الموت وما عليهم إلا استغلال الفرصة والقفز إلى السماء تحت إي مبرر ساذج وما أكثر المبررات وفي مقدمتها تحرير الإنسانية المعذبة ، والقضاء على الإرهاب وتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن خلال الصورتين الصورة التي يرسمها المتعاطفون والصورة التي يرسمها الحاقدون للواقع العربي لا نكاد نرى فرقا كبيرا فالجميع المتعاطف وغير المتعاطف يحكمون على الشعب العربي بالخنوع وفقدان القدرة على المقاومة في حين لا يبدو في هذه الكتابات بارقة أمل على المدى المنظور في أن يسترد العرب وعيهم المفقود ويبدأوا في تحدي هذا الحصار وكسر حلقاته والتمرد على صانعيه . إذاعة صنعاء