إطلالة يمنية جديدة على العالم تمثلها جولة فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى اليابانوالولاياتالمتحدةوفرنسا، وهي جولة تجمع في وجهتها بين شرق العالم وغربه وتعكس في دلالتها حضوراً متفاعلاً ومبادراً لليمن في قلب قارات آسيا وأمريكا وأوروبا. معطيات هذه الجولة ومؤشراتها تنبئ عن محصلة إيجابية تصب في مصلحة اليمن وبنفس القدر في مصلحة البلدان الصديقة الثلاث التي تحفظ كل منها لبلادنا مكانة طبية في تراتبية اهتماماتها، بالنظر إلى دورها الفاعل ضمن الأسرة الدولية في دعم السلام العالمي وتعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي ونجاحها في ترسيخ الديمقراطية وحرية التعبير، ومشاركة المرأة ، وما قطعته من أشواط كبيرة في مضمار الإصلاحات الاقتصادية, وكذا مناصرتها لقضايا حقوق الإنسان والعدل والتعايش السلمي ومكافحة الإرهاب. ثنائية العلاقات وتوسيع آفاق التعاون والشراكة، وتنفيذ البرامج والاتفاقات ودعم جهود السلام ومكافحة الإرهاب هي أبرز عناوين مباحثات فخامة الرئيس خلال جولته الهامة بمحطاتها الثلاث ..وبطبيعة الحال ، فإن تقارب الرؤى الذي تنسجم في سياق منه علاقات اليمن بكل من هذه الدول سوف يفضى إلى نتائج مثمرة وملموسة بشأن الموضوعات المطروحة . وتقدم نتائج زيارة فخامة الأخ الرئيس لإمبراطورية اليابان ، وهي المحطة الأولى للجولة، نموذجاً طيباً ومبشراً بمحصلة إجمالية مثلى، فقد وافقت الحكومة اليابانية على دعم مشروعات التنمية في بلادنا في مجالات المياه والصحة والتعليم وغيرها...كما اتفق الجانبان على تعزيز الشراكة اليمنية اليابانية من خلال إقامة مشروعات استثمارية يابانية في اليمن لاسيما في المنطقة الحرة بعدن .. و أبدت الحكومة اليابانية استعدادها لتقديم الدعم للانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م ودعم المسيرةالديمقراطية عموماً، وكانت وجهات نظر الجانبين بحسب البيان الختامي الصادر عن الزيارة - متطابقة إزاء قضايا السلام والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك . وعكس الترحيب والتجاوب الكبير الذي قوبلت به زيارة فخامة الأخ الرئيس والوفد المرفق له من قبل الإمبراطور ورئيس الوزراء وكبار المسئولين اليابانيين ملمحاً دالاً على مكانة اليمن لدى اليابان ، إذ أشاد الجميع بالنجاحات الديمقراطية في الجمهورية اليمنية وعبروا عن تقديرهم البالغ لدورها كعامل استقرار في المنطقة ودعم حقوق الانسان والتعايش السلمي وجهودها الواضحة في مكافحة الإرهاب. وبنفس التطلعات الواثقة تتجه الأنظار بعد طوكيو إلى واشنطن " المحطة الثانية " التي وصل إليها فخامة الرئيس بسلامة الله وحفظه فجر اليوم ،حيث سيبدأ مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس/ جورج بوش ، وهي المباحثات التي تتفق التقديرات على أنها ستكون ناجحة ومثمرة خاصة مع تنامي علاقات التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة ،وما تبديه الولاياتالمتحدة من تقدير للتجربة الديمقراطية والإصلاحات الاقتصادية في بلادنا. المحطة الثالثة والأخيرة من الإطلالة اليمنية الجديدة والهامة على العالم هي فرنسا ، وتجمع التقديرات فضلاً عن معطيات التطور الحاصل في علاقات الجمهورية اليمنية بجمهورية فرنسا ، على أن نتائج مباحثات باريس ستتميز بكثير من الإيجابية لتتوج بها الجولة الرئاسية اليمنية نجاحها الباهر بما يخدم المصالح المشتركة لشعبنا وشعوب البلدان الصديقة وينعكس على العلاقات الثنائية بين اليمن وهذه الدول بمزيد من التطور والنماء. وسوف يتعين على ذلك البعض ممن وضع نفسه في بوتقة المصلحة الضيقة ، وتصور خطأ أن في وسعه عبر أساليب العبث والمكايدات تعويق النجاح المتتابع الذي تحققه جولة فخامة رئيس الجمهورية ، أن يجر أذيال الخيبة والفشل ، وسيكون الأفضل له أن يعود ليتفيأ ظلال الديمقراطية والحرية التي يعيشها أبناء شعبنا تحت رعاية الدستور وحمايته ، بدلاً من الرهانات الواهمة الخاسرة.