الاقبال على بضائع الارصفة يزداد والاسواق الشعبية في مختلف مناطق العاصمة تجذب الزبائن من كل الفئات بسبب انخفاض اسعار بضائعها عن اسعار المحلات التي تعاني ركوداً كبيراً هذا العام. وبينما ازدحمت شوارع صنعاء القريبة من الاسواق الشعبية بالمتسوقين الا ان واقع الحال ، كما يؤكد البائعون ، يشير الى ان هذه الاسواق تعاني من انخفاض مبيعاتها الى اكثر من النصف قياساً بالاعوام الماضية. وتختلف درجة الانتعاش بين سوق واخر، حيث من الملاحظ كل عام، ان الاسواق الشعبية الشهيرة، مثل سوق شعوب بامانة العاصمة ، اكثر رواجاً من اسواق وسط المدينة والشوارع التجارية الراقية التي اتجه عدد كبير من روادها نحو الاسواق الشعبية لشراء حاجياتهم منها. كما امتدت تلك الاسواق الى منطقة وسط العاصمة، لتحول الارصفة والشوارع الراقية وسط العاصمة الى ما يشبه "البوتيكات"، لكنها تلاقي اقبالاً كبيراً من المتسوقين عليها لرخص اسعارها التي لا تتجاوز 25 % عن اسعار مثيلاتها في المحلات. ما يؤدي لتشجيع وازدهار تجارة الرصيف والتجارة غير المنظمة . وفي محاولة للوقوف على حركة البيع والشراء المتوقعة في هذه الاسواق ، كان ل(سبأنت) وقفاتها عند عدد من البائعين والمتسوقين . * صلاح محمد محمود صاحب محل ملابس بمنطقة شعوب يقول : حركة البيع هذا الموسع في حالة ركود شديدة لم تشهدها من قبل ، حيث انخفضت نسبة المبيعات عن الاعوام الماضية بحوالي 50 % على الرغم من مواكبة العيد للموسم الشتوي ، وهذا يعني ان هذا الموسم سيمر بأكمله دون اي ارتفاع في المبيعات . فيما يقول نجيب ابراهيم صاحب محل ملابس بشارع جمال ، رغم حالة الركود الشديدة التي تعانيها الاسواق بصفة عامة ، الا اننا افضل من غيرنا ، فمحلات ملابس الاطفال افضل كثيراً من المحلات الاخرى ، لان معظم الاسر تهتم بشراء ملابس جديدة لاطفالها في العيد. ويضيف: الا ان الكثيرين يكتفون بشراء طقم واحد او قطعة واحدة بعد ان كانوا يقومون بشراء اكثر من طقم لكل طفل ما ادى الى انخفاض نسبة المبيعات هذا الموسم حوالي 30 % عن العام الماضي . ويرى عمر سالم - صاحب محل ملابس بشارع هائل : انه ينطبق على حالة السوق المثل القائل ( من خارج الله الله ومن داخل يعلم الله ) حيث يوحي الزحام الشديد في الشوارع بحالة رواج هائلة في حركة البيع والشراء ، بينما الحال عكس ذلك تماماً . ويؤكد سالم ان حالة الركود هذا العام لم يسبق لها مثيل ، والارقام تؤكد ذلك، قائلا: بعد ان كان متوسطات مبيعات المحل في مثل هذا الموسم يتراوح بين 30 - 40 ألف ريال يومياً، اصبح في الموسمين الاخيرين يتراوح ما بين 18 الى 20 ألف ريال على اكثر تقدير . أما بالنسبة لحركة البيع في محلات الاحذية والشنط ، فيؤكد احمد عبدالحميد صاحب محل احذية : ان هناك انخفاضاً في نسبة المبيعات بحوالي 30 % هذا الموسم نتيجة سوء الحال الاقتصادية التي يعاني منها جميع المواطنين والتي جعلتهم يكتفون باحذية العام الدراسي الجديد التي قاموا بشرائها لابنائهم منذ نحو ثلاثة اشهر . وعلى الرغم من الفرق الهائل في الاسعار التي تتميز بها الاسواق الشعبية عن اسواق المناطق الراقية ، الا ان حركة البيع والشراء فيها تعاني هي ايضاً من حالة ركود غير معهودة وان كانت افضل نسبياً .وهذا ما يؤكده عبده سالم - تاجر ملابس جاهزة بمنطقة باب اليمن قائلاً : نعاني هذا الموسم من حالة ركود غريبة ، لكنها افضل من غيرها نسبياً نتيجة لانخفاض اسعارها التي لا تتجاوز اكثر من 25 % عن اسعار مثيلاتها في المحلات الموجودة في الشوارع الراقية ، ما جعل الاقبال على الشراء في تزايد مستمر من قبل جميع الفئات . لكن الغريب ان حالة الركود التي تعاني منها جميع الاسواق اصابت ايضاً سوق باب اليمن الذي يتسم بنكهة شعبية ، وان كانت بصورة اقل كثيراً عن اسواق وسط المدينة. ويرجع رواد تلك الاسواق هذا الانخفاض في الاقبال على الشراء الى ارتفاع الاسعار ورداءة المنتج مع سوء الحالة الاقتصادية. يقول سامي عبدالله (موظف) من متسوقي شارع جمال جئت لشراء ملابس العيد لابنائي الثلاثة ، لكني فوجئت بالارتفاع الجنوني للاسعار، حيث يتراوح سعر البدلة الواحدة للطفل ما بين 3000 الى 5000 ريال، وراتبي لا يتعدى ال 20 ألف ريال، لذلك قررت الاكتفاء بشراء قميص وبنطلون لكل طفل وفي حدود الالفين ريال على اكثر تقدير، حتى نتمكن من اكمال الشهر. ويضيف سامي: بالطبع لم افكر في شراء شيء خاص بي ، ويكفيني ان يشعر الاولاد بفرحة العيد. أما سلوى عبدالله (موظفة) من متسوقي شارع جمال فتقول: جئت مبكرة لشراء ملابس العيد لاولادي وبناتي، لكني وجدت الاسعار مرتفعة جداً على الرغم من رداءة الخامات، لذلك قررت الاكتفاء بملابس عيد الفطر، وساقوم بشراء اشياء بسيطة جداً. وترى اروى الخالدي (موظفة) ان الاسعار ترتفع بايقاع غير طبيعي، حيث وبعض الملابس ارتفعت بشكل لم يسبق له مثيل،وهو ما يفرض على الجهات المسئولة التدخل السريع لوقف هذا الارتفاع السرطاني في الاسعار. اما محمد صادق فيقول:اشتريت قبل نار العيد جميع احتياجاتي انا واولادي من بائعي الارصفة، لان اسعارها منخفضة مقارنة باسعار المحلات .. مختتماً كلامه بالقول" وخلينا محلات المرفهين لاصحاب الجيوب الكبيرة". سبأنت