يتوجه غدا أكثر من 5ر10 مليون ناخب من اصل 20 مليون أوغندي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية في أكثر من 20 ألف مركز اقتراع موزعة على مختلف أنحاء البلاد . ويتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية , التي يحضرها أكثر من 600 مراقب أجنبي , الرئيس الحالي يوري موسيفيني الذي يتولى منصبه منذ عام 1986 مع أبرز منافسيه وحليفه السابق الكولونيل المتقاعد كيزا بيسيجي وذلك للفوز بفترة رئاسة جديدة. وقد أجريت انتخابات رئاسية وبرلمانية في عام 2001 وانتُخب الرئيس يوري موسيفيني رئيساً لولاية ثانية وأخيرة مدتها خمس سنوات بأغلبية تزيد على 69.3 % من مجموع الأصوات. وبرغم أن الدستور يمنعه من ترشيح نفسه في الانتخابات المقرر إجراؤها غدا إلا أنه لا ينوي كسر هذه القاعدة , حيث والاستفتاء المقرر إجراؤه والذي يهدف للسماح بقيام أحزاب سياسية يمكن أن يوفر فرصة مواتية لإسقاط هذا الحاجز, وربما كان الرئيس يراهن على أن ظهوره بمظهر الحريص علي إحداث تغيرات ديمقراطية بإرادته دون أن تكون مفروضة عليه, يحسن موقفه أمام الناخبين والدول المانحة معا. وفي الوقت الذي كانت تعاني فيه الدول الإفريقية من مشكلات جمة سواء علي الصعيد السياسي أو الاقتصادي, تعد أوغندا حالة خاصة في القارة السوداء, بل ويعتبرها البعض قصة نجاح كبيرة والسبب في ذلك يرجع للرئيس يوري موسيفيني. فمنذ أكثر من 17 عاما عندما تولي موسيفيني السلطة كانت أوغندا التي نالت استقلالها من بريطانيا في التاسع من أكتوبر 1962 , في حالة متردية, بل إنها وصفت بأنها مقبرة جماعية ولكن الوضع تغير مع بداية توليه السلطة, فقد أصبحت البلاد أكثر حرية, وأكثر أمنا, وأقل فقرا . ومع ذلك فقد ظلت هناك قضية واحدة تقف حائلا دون اكتمال قصة هذا النجاح, وهي أن موسيفيني لم يكن ليسمح بقيام أحزاب سياسية تؤدي في النهاية لوجود تعددية حزبية, وهو الوضع الذي أصبح في سبيله للتغير الآن. وبرغم أن الرئيس الأوغندي مازال يتمتع بشعبية كبيرة فإن أصوات المعارضين أو المطالبين بالمزيد من الإصلاحات أصبحت مرتفعة, وقد ساعد على ذلك أن الشباب الأوغندي الذي لم يعش الفترة السابقة علي حكم موسيفيني .