ما بعد تحرير حضرموت ليس كما قبله    غدر في الهضبة وحسم في وادي نحب.. النخبة الحضرمية تفشل كمين بن حبريش وتسحق معسكر تمرده    صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    مصر: نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشباب والتطرف.. مقاربات موضوعية لجدلية الاستقطاب ومتطلبات المواجهة
نشر في سبأنت يوم 24 - 02 - 2006

يمثل الشباب أغلى ثروة قومية في حياة أي مجتمع بإعتبارهم بناة الحاضر وصناع المستقبل وعلى عاتقهم تقع مسئوليات جسام لترجمة أهداف التنمية والتطوير المنشودة .
وإذا كان الشباب يمثل هذه الأهمية البالغة فإن مهمة إعداده وتأهيله وتسليحه بالعلم والمعرفة للقيام بتحمل المسئوليات التي سينهض بها في الحاضر والمستقبل يمثل من أهم التحديات الكبيرة أمام الحكومات والشعوب خاصة في الدول النامية ومنها اليمن نظرا لتسارع معدلات النمو السكاني وارتفاع مستوى شريحة الشباب بما يربوا عن النصف من إجمالي تعداد السكان وكذا تعدد الاحتياجات لهذه الشريحة مقابل محدودية الإمكانيات والموارد المتاحة لتلبيتها, في وقت يشهد فيه عصرنا الراهن في ظل العولمة تنام مضطرد لتأثيرات سلبية عديدة ومتعددة تستهدف الشباب بما يفوق قدرات الحكومات والشعوب على مواجهتها وتجنب مخاطر تأثيراتها التي تتجاوز الحدود والجدران ليصبح ضحيتها الشباب وخاصة في حالة ضعف جهود البناء المعرفي والفكري ما يدفعهم تحت ضغوط الحياة اليومية نحو الانحراف ليصبحوا أداوات هدم وليس كوادر بناء .
ورغم تعدد التأثيرات السلبية سواء كانت محلية أو خارجية إلا أنها تؤدي إلى طريق واحد يحول الشاب عن مسار التوجيه السليم إلى مسار خاطئ يصبح فيه عضوا غير سوي في مجتمعه ويتجه نحو العنف والإجرام .
ومن أبرز تلك التأثيرات السلبية التي يتعرض لها الشباب في أي مجتمع وسائل التعبئة الخاطئة التي تغرس في عقول الشباب أفكار منحرفة تتنافى مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وكذا مفاهيم مغلوطة عن قضايا المجتمع والوطن بغية إحياء نعرات مناطقية أو مذهبية أو طائفية لتحقيق مصالح أنية تتعارض مع مصالح الوطن العليا وتهدد وحدته الوطنية وسلمه الإجتماعي ولا تخدم سوى أعداء الوطن.
واليمن باعتبارها من أوائل الدول المتضررة من أعمال التطرف المولدة للإرهاب الذي أصبح شبحا يهدد دول العالم أجمع اليوم .. فقد تنبهت منذ وقت مبكر في أواخر القرن المنصرم للبؤر التي تولد أنحراف الشباب وتدفعهم للجوء نحو التطرف والغلو والعنف و الإرهاب بفعل تأثيرات داخلية وخارجية وفي مقدمتها تعدد المدارس والمراكز الدينية ذات الأنشطة السياسية والمذهبية التي تعمل خلافا للقانون وبعيدا عن إشراف الجهات المعنية بالدولة , وتنتج من خلال نشاطها في أوساط شباب المدارس والجامعات لاستقطاب الشباب توجهات فكرية تتسم بكثير من التطرف ومشاعر الكراهية للمجتمع، وإحياء النعرات الطائفية والتعصبات العمياء
*مشكلة التطرف
ويرجع مسئولون واختصاصيون أسباب تنامي ظاهرة التطرف في اليمن خلال الفترة الماضية إلى عدة عوامل داخلية وخارجية منها الظروف التي مرت بها اليمن آبان الحرب الباردة وتأثيرات دعم الجهاد في إفغانستان ومواجهة المد الشمولي من خلال إنشاء العديد من المدارس والمراكز الدينية , ومن ثم استغلال بعض الجهات لمناخ التعددية السياسية والحزبية التي شهدتها اليمن في أعقاب إعادة تحقيق الوحدة الوطنية الغالية في 22 مايو 1990 م للعمل تحت ستار العمل السياسي ومنظمات المجتمع المدني وممارسة عمليات الإستقطاب للشباب وبث سموم أفكارها المغلوطة والمنحرفة في عقولهم مستغلة بذلك ضعف البرامج الحكومية الموجهة لصالح تربية النشء والشباب ، وعدم تنوعها بما يلبي احتياجات الشباب وميولاتهم المختلفة والمتعددة ويضمن تحصينهم ضد الغلو والتطرف، الأمر الذي أوجد أرضية خصبة لنشاط كيانات بديلة في أوساط الشباب لسنوات طويلة ، لمصلحة مفاهيم وأفكار متطرفة ومتعصبة.
هذه المفارقة تبدو أكثر وضوحا في حديث الشيخ يحيى النجار وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد، والذي ذكر أن المسوحات التي نفذت في المراكز الدينية الناشطة خارجالإشراف الحكومي سابقا، كشفت أن بعض المدارس والمراكز السياسية والمذهبيةأفرزت الكثير من الشباب الذين يحملون الكراهية تجاه الآخرين والمجتمع علىالسواء، فضلا عن غرس مفاهيم التطرف والغلو ".
ويرى مختصون بأن إمكانيات وطاقات الشباب استنزفت لسنوات في غير مكانها ..بل أن بعضها جرى استخدامه لخلخلة المنظومة الاجتماعية وخدش قيم ومبادئ دينناالإسلامي الحنيف التي تأصلت في المجتمع منذ فجر الإسلام، في إشارة إلى مخرجاتبعض المدارس والمراكز الدينية التي كانت تنشط في إطار أحزاب وكيانات سياسيةأو تيارات مذهبية .
وبحسب مسئولين حكوميون ومختصون بقضايا الشباب فان مخرجات تلك المدارس والمراكز ظهرت في أكثر صورها وضوحا على شكل أعمال إرهابية الحقت أضرارا جسيمة بالوطن والمواطن وزعزعة أمن وإستقرار الوطن وترتب عليها مواجهات عديدة بين السلطات والعناصر المتطرفة، التي مثلت مصدر تهديد جدي للاستقرارالاجتماعي، وكانت وراء تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التي شهدها اليمنخلال الفترة الماضية.
ووفقا لبيان حكومة الأخ عبدالقادر باجمال حول ظاهرة الإرهاب المقدم لمجلس النواب في 30 / 12 / 2002 م فإن نتائج التحريات والتحقيقات التي تمت مع المتهمين في القضايا الإجرامية والإرهابية التي شهدتها اليمن أظهرتأن هناك علاقة مباشرة لعناصر متطرفة منتمية لبعض الأحزاب السياسية مع عناصر منتمية لتنظيم القاعدة ، والتي اتضحت من خلال الآتي :
- تشجيع بعض العناصر المنتمية لتنظيم القاعدة العائدين للوطن من أفغانستان للقيام بأعمال تخريبية وإرهابية في اليمن .
- التحريض ضد الحكومة ومصالح الشعب العليا من منابر المساجد ، وإنشاء مكتبات
في بعض المساجد تحتوي على كتب مغالية في المفاهيم الدينية وأشرطة تحريضية، وكذا إصدار التعاميم الداخلية التي تصدر عن تلك التنظيمات متضمنة اتهام الحكومة بالفساد وملاحقة واعتقال المجاهدين والعلماء تحت حجة محاربةالإرهاب، والدعوة إلى محاربتها .
- التحريض والتشجيع لهذه العناصر بالاستمرار في نشاطها التخريبي وعدم تسليم أنفسهم للدولة ، ومتابعة بعض العناصر المتطرفة المنتمية لبعض الأحزاب السياسية التحريض والمساعدة على تهريب العناصر المطلوبة وحماية وإيواء بعضها.
-عقد اللقاءات المباشرة من قبل بعض القيادات في تلك الأحزاب السياسية مع عناصر من القاعدة ، كما أشارت إليها المعلومات الواردة من عدد من المحافظات.
- التحريض وإصدار الفتاوى بمحاربة الأجانب وبصفة خاصة الأمريكيين بدعوى الجهاد ضد الكفار ، من خلال خطب المساجد والأشرطة والتعاميم ، كما تبين من خلال التحقيقات مع المحتجزين بأن تلك الأعمال الإرهابية تأتي تنفيذا ًلفتوى بعض مشائخ الدين المتطرفين .
- التشجيع والتسهيل ودعوة الشباب من جنسيات مختلفة الى اليمن ا بهدف إلحاقهم بالمدارس والكليات الدينية وتلقي الفكر الديني المتطرف وعودتهم الى بلدانهم للتبشير بما أسموه بالصحوة الإسلامية ومقاومة الكفار والملحدين .
- إيواء وحماية بعض العناصر المتطرفة والمطلوبة من قبل حكوماتهم والبعض من هذه العناصر قد وصلت من أفغانستان وهم من بعض الجنسيات العربية .
- وجود تمويل مالي لنشاط هذه الجماعات من قبل بعض المؤسسات الدينية والخيرية وبعض الشخصيات في الخارج .
- وجود تمويل ودعم لأعمال التفجيرات التي حدثت في بعض المحافظات من قبل العناصر الانفصالية المتواجدة في الخارج .
ويقول الشيخ النجار وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الذي كان ضمن عدد من العلماء والمسئولين في الجهات الحكومية المعنية الذين تولوا تنفيذ مشروع إعادة ترتيب أوضاع المدارس والمراكز التعليمية الدينية في السنوات الماضية أن هناك الكثير من الشباب، يتجاوز أعدادهم الآلاف، يخضعون لتأثير جماعات متطرفة وأحيانا جماعات حزبية ومذهبية في أكثر من أربعة آلاف مدرسة ومركز تعليمي، جميعها لا تخضع للإشراف الحكومي، وكانت تتبع جهات محلية و خارجية غير رسمية.
ويردف قائلا : هؤلاء جميعا ظلوا لسنوات تتقاذفهم أيدي الجماعات المتشددة بعدما تحولت المراكز والمدارس إلى أوكار لتصدير الإرهاب والتطرف الذي اضربالجميع " .
ويضيف "البعض كان يذهب إلى البعيد ويستغل هذه المدارس لمصلحة ترويج أفكاره وآرائه ، ومنهم من يجعل من السنن فرائض ومن الندوب واجبا، وهذا جعل الشباب الذين يدرسون على أيدي هؤلاء يتحجرون ويتشددون في بعض المفاهيم والنصوص القرآنية.. وتراهم أيضاً يصبغون على أنفسهم تسميات وتصنيفات معينة ويصنفونعلى ضوئها الأمة .. ولهم آراء متشددة في الهيئة والملبس تبدو غريبة عن الكتاب والسنة.. والبعض لبسوا رداء القرآن الكريم وجعلوا المساجد أوكارا وحولها البعض إلى ما يشبه المعسكرات وتعقد فيها اجتماعات وتدريبات .
* مراكز شبابية
على رغم تنوع وتعدد الأدوات، التي يراها الإختصاصيون، مؤثرة في حياة الشباب وصبغها بنزعات التطرف وأفكار التعصب الأعمى ، سواء كانت حزبية أو مذهبية، وماينجم عن ذلك من أعمال أرهابية .. إلا أن اليمن كانت سباقة إلى المبادرة في تبني طرق ناجحة لمكافحة الإرهاب ترتكز على إتجاهين يتمثل الأول بالتعامل الأمني الحازم والصارم تجاه المتورطين في القضايا الإرهابية والثاني يعتمد على الحوارمع الإرهابين من قبل علماء إجلاء لتصحيح المفاهيم المغلوطة مع المتطرفين وهي التجربة الفريدة من نوعها على مستوى العالم .
وتعزيزا لتلك الجهود تبنت الحكومة عدد من الإجراءات لإغلاق المراكز والمدارس والمعاهد الدينية ووحدت مناهج التربية الإسلامية إعتمادا على نهج الوسطية والإعتدال التي تقوم على أساسهما مبادئ وقيم ديننا الإسلامي الحنيف فضلا عن تبني برامج موجهة للشباب أستهدفت المعالجة الجذرية للبؤر التي تفرزالتطرف والإرهاب .
ويمكن القول بأن المراكز الصيفية الشبابية التي بدأت ترعاها الحكومة خلال السنوات الماضية لاحتضان الشباب والطلاب من الجنسين خلال وقت الفراغ أثناءالعطلات الصيفية للمدارس، تمثل نموذجا مميزا وطيبا للتوجهات الخاصة برعايةالشباب وتحصينهم من التطرف والانحراف وتشجيع القدرات ورعاية المواهب ، ومكافحة كل ما كان سببا في السابق لشيوع مظاهر سلبية في أوساط النشء والشباب .
ومن هنا فإن المسئولين في وزارة الشباب والرياضة، يؤكدون بان التجربة وجدت لغرض الحد من حالة الإستقطاب للشباب في أوقات العطل الصيفية من قبل أكثر من أربعة آلاف مدرسة ومركز تعليمي كانت تعمل بعيدا عن الإشراف الحكومي عليها وعلى مناهجها .
ويوضح الشيخ يحيى النجار أن انخراط الشباب والطلبة في المراكز الصيفية الشبابية خلق لدى الجميع حالة اطمئنان تجاه أوضاع الشباب في اليمن.." فهذه المراكز تستوعب عدة آلاف من الطلبة الشباب خلال إجازة الصيف التي كانت تمثل فترة خصبة لنشاط الجماعات المتطرفة في صفوفهم" .
ويضيف :" لم يقتصر تنظيم هذه المراكز على وزارة الشباب والرياضة، بل دخلت في النشاط نفسه وزارتا الأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم، اللتان نظمت االمئات من المراكز الصيفية في عموم المحافظات ، في إطار حرص الحكومة على توفير فرص قضاء هذه الشريحة الواسعة من الطلاب لوقت الأجازات في كل مايفيد دينهم ودنياهم وينمي قدراتهم ومواهبهم العلمية والفكرية والرياضية وغيرها وبالتالي النأي بهم عن مسببات الانحراف والتطرف الأعمى .
وفي هذا الصدد، يوضح وكيل وزارة الأوقاف، بأن الوزارة افتتحت في أمانة العاصمة فقط حوالي 350 مركزاً صيفياً بالإضافة إلى أكثر من ألف مركز آخر في عموم المحافظات بهدف إعطاء الفرصة لجميع الشباب والطلاب للالتحاق بهذه المراكز والاستفادة من وقت العطلة الصيفية في انشطة وبرامج ثقافية وتوعوية وانشطة رياضية متنوعة، بما يعود بالنفع والفائدة على الطلاب والمجتمع.
ويؤكد بأن " الحكومة سعت من خلال هذه الأنشطة إلى إيجاد شباب مؤمن بربه مخلص لدينه بعيداَ عن الغلو والتطرف والمصالح الضيقة التي تحاول توجيه الشباب بشكل مغلوط بهدف تحقيق مصالح شخصية".
مثلت المراكز الصيفية لوزارة الشباب والرياضة في العديد من المحافظات خلال الأعوام الأخيرة، أهم البرامج الحكومية الموجهة لصالح الشباب ، والتي سعت ضمن أهداف أخرى إلى تحصين الشباب من التطرف .
يقول الأخ عبد الرحمن الأكوع وزير الشباب والرياضة: إن هذه المراكز حاولت تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والغلو ومساعدتهم في قضايا كثيرة ، كما سعت إلى إدماج الشباب في الأنشطة التعليمية والشبابية والرياضية الهادفة إلى إكسابهم الخبرات والمعارف الدينية والرياضية والثقافية والكشفية والتعليمية والمهنية والاجتماعية والبيئية .
ويوضح بأن المراكز الصيفية لعبت دورا مهما في تطوير مواهب الشباب وقدراتهم والحفاظ عليهم من التأثيرات الناتجة عن الفراغ، فضلا عن إسهامها الفاعل في تعميق مفاهيم الوحدة الوطنية لدى الشباب، ونبذ التعصب بكل أشكاله وأنواعه المذهبية والطائفية والمناطقية والقبلية ، وإعدادهم بدنيا وعقليا ونفسيا، وتوعيتهم التوعية الوطنية والمعرفية، بما يفوت الفرص أمام أصحاب الأفكار الشاذة والهدامة .
*حاجات إضافية
رغم النجاحات الطيبة، التي حققتها هذه التجربة، ثمة من يرى أنها ما تزال غير كافية بالنظر إلى تعدد وتنوع ميول واتجاهات الشباب، وما تتطلبه الحاجة
الموضوعية من ضرورة الأخذ ببرامج متعددة يستعان بها لتوجيه الشباب واستغلال طاقاتهم ورعاية مواهبهم في شتى مجالات الحياة.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس إتحاد شباب اليمن معمر الارياني: إن المشكلة الشبابية في اليمن تحتاج إلى إيجاد نوع من التنسيق والتكامل بين الدولة والمجتمع،بما في ذلك الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، لرعاية الشباب ومساعدتهمفي تجاوز مشكلاتهم أيا كانت .. ويفترض بالجميع تحمل مسؤوليتهم الوطنية تجاه الشباب ,وان يكون هناك دور تكاملي لرعايتهم وتشجيع المواهب والقدرات والإبداعات والابتكارات العلمية الشبابية .
ويعتقد الإرياني بأن هناك قصورا فيما يتعلق بالدور الحكومي في رعاية الشباب،لكنه يأمل في أن تسهم الإستراتجية الوطنية للطفولة والشباب في تصويب أوجهالقصور تلك ، وأن تعمل على إيجاد تنسيق يضمن دور تكاملي لمصلحة الشباب ..مع الإشارة إلى أن غياب التكامل بين مختلف القوى الاجتماعية ساهم إلى حدكبير في بروز ظاهرة التطرف في أوساط الشباب .
وفيما يرى الوزير عبدالرحمن الأكوع أن المراكز الشبابية الصيفية سعت ضمن أهداف عدة، إلى تنمية إحساس الطلاب بمشكلات المجتمع، وإعدادهم وتأهيلهم للمساهمة في حلها، وتنمية روح التنافس والتعاون والعمل الجماعي المثمر لديهم وتقوية أواصر المحبة والتآلف بينهم، يعتقد الإرياني بأن التجربة، على رغم ما حققته من نجاح متميز في رعاية الشباب من الجنسين، تظل نشاطا موسميا وعمل منقوص .
وشدد الإرياني بهذا الصدد على ضرورة أن تتسم الأنشطة والبرامج الموجهة للشباب بالاستمرارية والدوام وتلبي حاجات وميول جميع الشباب من الجنسين.
ويضيف: "مع تأكيدنا بأن الدولة ساهمت في نشاطات متميزة من خلال بناء المنشآت الشبابية وإقامة المنتديات والاتحادات الشبابية فضلا عن النشاطات الكبيرة والمميزة التي تقوم بها وزارة الشباب والرياضة فإننا نؤكد أيضا إلىأهمية التنوع للأنشطة الشبابية وإبلاء المزيد من الاهتمام والرعاية والمزيد من المشاركة السياسية وان يكون لهم دور في صنع القرار والتخطيط وهناك أهمية لمشاركتهم في جهود التنمية .
ويرى الإرياني حاجة ماسة للإهتمام ببرامج التربية الوطنية في أوساط الشباب، والتي من شأنها تعزيز روح الانتماء وحب الوطن، وبالتالي توجيه طاقات وقدراتالشبابي في البناء والتنمية .
ويؤكد على أن ذلك يمكن أن يتم من خلال التوعية الإعلامية المكثفة في المدارس والجامعات وفي أوساط الأسرة، ومن خلال المراكز والأنشطة الشبابية ومراكزتدريب وتنمية القدرات والمهارات وتشجيع المواهب والابتكارات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.